وقالت مصادر محلية في حلب لـ"العربي الجديد"، إن "مدفعية النظام الموجودة في تلة القرع، قصفت ظهراً قرية القراصي جنوبي حلب" وذلك في أول خرق للهدنة هذا اليوم، بينما كانت قوات النظام خرقتها أمس في عدة مناطق، أبرزها حلب وريف دمشق والقنيطرة.
ومرت ساعات الليل هادئة في محافظات حلب وإدلب، وريفي حمص وحماة الشماليين، وغوطتي دمشق الشرقية والغربية، ومحافظة درعا، ومناطق أخرى، ولكن ذلك جاء بعد أن سُجلت عدة خروقات لقوات النظام، وخاصة في حلب والقنيطرة وريف دمشق.
وكانت مصادر ميدانية قد قالت لـ"العربي الجديد" مساء أمس، إن "طائرات النظام المروحية استهدفت منطقة الشقيف في مدينة حلب بالإسطوانات المتفجرة بعد بدء سريان الهدنة، وكذلك استهدف طيران النظام بلدة المنصورة في الريف الغربي، وحي مساكن هنانو شرقي المدينة، ومنطقة حندرات شمالها".
كما استهدف قوات النظام "بلدة بيت نايم في غوطة دمشق الشرقية بصاروخ أرض – أرض"، فيما أفاد الناشط الإعلامي في الغوطة الشرقية، براء أبو يحيى، لـ"العربي الجديد" أن "النظام قصف مدينة دوما بعدة قذائف مدفعية، عقب دخول وقف إطلاق النار الروسي الأميركي حيز التطبيق".
أما في وسط البلاد، فأفاد الناشط في "مركز حماة الإعلامي" حسن العمري لـ"العربي الجديد"، بأن "قوات النظام، المتمركزة في جبل زين العابدين استهدفت بلدات كوكب معردس وصوران بريف حماة بقصف مدفعي وصاروخي".
وفي جنوبي غرب البلاد، قصفت قوات النظام أمس، بلدة جباتا الخشب في القنيطرة، إذ أفاد الناشط الإعلامي المتواجد هناك (أبو عمر الجولاني)، لـ "العربي الجديد"، بأن "قوات النظام خرقت وقف إطلاق النار بعد استهداف بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة عبر قصفها براجمات الصواريخ"، مضيفاً أنّ "الطيران المروحي الحربي استهدف أيضاً، تل عنتر في ريف القنيطرة ببرميلين متفجرين، علماً أن المنطقة تقع تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة".
في الوقت ذاته، أفادت مصادر أهلية في مضايا وبقين والزبداني المحاصرة بريف دمشق الشمالي الغربي، بأن "قوات النظام ومليشيا حزب الله اللبناني استهدفت البلدات بقذائف مدفعية وصاروخية، إضافة إلى الرشاشات الثقيلة والمتوسطة، عقب دخول إطلاق النار حيز التطبيق".
وبرغم كل هذه الخروقات، إلا أن الهدوء الحذر، ساد أجواء مناطق سيطرة المعارضة السورية عموماً بعد أن شارف اليوم الأول من الهدنة، التي جرى التوصل لها باتفاق روسي – أميركي على الانتهاء.
سياسياً، تحفظت فصائل المعارضة السورية المسلحة، أمس الإثنين، على عدة نقاطٍ في اتفاق الهدنة، رافضة في بيانٍ مشتركٍ لها "ربط إدخال المساعدات بالهدن المناطقية، أو بحل سياسي"، وتحفظت على تخصيص حلب بالمساعدات فقط، دون باقي المناطق المُحاصَرة والمنهكة، مبديةً في الوقت ذاته الاستعداد للمساعدة في إدخالها.
وأشار البيان إلى، رفض الفصائل، "استهدافَ جبهة فتح الشام، وتحفظت على استثنائها من الهدنة، في حين لم يتم التطرق إلى المليشيات الأجنبية التي تساند نظام الأسد في قتل السوريين"، معتبرة بأن "بنود الهدنة المطروحة في صورتها الحالية تترك المجال مفتوحاً للنظام وحلفائه لاستغلالها وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين".
من جهته، أكد الائتلاف السوري المعارض في بيانٍ له أمس، أنه "سيتعامل بإيجابية مع أي جهد يمنع استهداف المدنيين"، مطالباً بـ "آليات واضحة لمراقبة الهدنة". وشدد على أن "الجيش الحر يمتلك حق الرد على أي عمل عدائي".
كما دعا إلى "اعتبار المليشيات الطائفية التي جلبها النظام، ومنها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله ولواء أبو الفضل العباس ولواء فاطميون وزينبيون وتنظيم النجباء منظمات إرهابية عابرة للحدود، سبق لها أن ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قتل فيها مدنيون في سورية ومن رعايا دول عدة، ولا يجوز توفير غطاء سياسي أو قانوني لها، أو دعمها والتعاون معها عسكرياً".