قوات الطوارئ السعودية... وحدة مكافحة الإرهاب

08 اغسطس 2015
جندي سعودي على الحدود مع اليمن (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -

لا تملك قوات الطوارئ الخاصة السعودية التابعة لوزارة الداخلية أيّ مهام عسكرية كفرقة أمنية خاصة. وينحصر دورها بشكل أساسي في حفظ النظام ومكافحة الإرهاب، وحماية موسم الحج، ولعلّ هذا ما جعل منها هدفاً أولياً لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وجاء تأسيس قوات الطوارئ الخاصة في السعودية قبل نحو 50 عاماً، كي تقوم بمهمة حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب والتخريب اللذين يعرضان السلامة العامة للخطر، وأكثر ما يظهر دورهم المؤثر في موسم الحج، بحيث توكل إليهم مهمة تأمين المشاعر المقدسة.

وتستخدم قوات الطوارئ الخاصة التي تحظى بتدريب عال، في عمليات حفظ النظام كتفريق التظاهرات، وإنقاذ الرهائن والمخطوفين ومقاومة الاعتصام.

بدأت هذه القوات كشرطة احتياطية، تملك تقنية عالية. يتم الاستنجاد بها عند الضرورة، لحماية المنشآت الحساسة. مع مرور الوقت، أخذت مهام هذه القوات بالتوسع، فأوكل إليها الكشف عن المتفجرات وإبطالها في المواقع المهمة مثل الوزارات والسفارات. وأُنشئ ضمنها وحدة أمن الشخصيات، ووحدة اقتحام، وتضم هاتان الوحدتان أكثر العناصر البشرية كفاءة.

في عام 1976، أُعيد تشكيل هذه القوات، وأوكل لها مختلف المهمات الطارئة، وأُنشئ لها لاحقاً أربعة فروع في كل من الرياض، والمنطقة الشرقية، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة وعسير. وفي عام 2012 تم ضم شعبة أمن السفارات إليها.

تحمل هذه القوات أهمية خاصة، لهذا لم يكن استهداف تنظيم "داعش" عبثياً؛ خصوصاً أنها الجهة المخولة بملاحقة عناصر التنظيم وإحباط مخططاتهم. ويؤكد المختص في شؤون التنظيمات الإرهابية، أحمد موكلي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "استهداف قوات الطوارئ يأتي من باب إيمان عناصر داعش بمبدأ (دفع الصائل)". ويوضح أن "الإرهابيين ينظرون إلى رجال الأمن أنهم مَن يعينهم السلطان لقتالهم، وبالتالي يرون أن قتل رجال الأمن هو نوع من دفع الضرر عنهم؛ فهم من يقف بينهم وبين تحقيق أهدافهم الإرهابية". ويتابع إن "استهداف الأماكن العسكرية يأتي لإظهار قدرتهم على اختراق تلك الأماكن".

من جهته، يرجع اللواء المتقاعد ناصر القعيدان في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن يكون استهداف قوات الطوارئ تحديداً، كونها الجهة التي نجحت في التصدي للعديد من العمليات الإرهابية في الفترة الأخيرة. ويقول "يعتبرون أن هذه العملية نوع من الانتقام؛ ففي الفترة الأخيرة نجحت قوات الطوارئ في القبض على أكثر من 410 من عناصر "داعش"، وبالتالي يرون أنهم في حرب خاصة مع هذه القوات".

ويشدد اللواء القعيدان على أن الحرب ضد "داعش" بدأت تأخذ منحنى جديداً وارتفاعاً في مستوى الهجمات. ويضيف أن "استهداف مسجد داخل قاعدة عسكرية يعني أن التنظيم الذي يعتمد على سياسة (الذئاب المنفردة) بدأ في اقتناص أهداف أعلى، والمشكلة الأكبر هو أن التنظيم يعمل في السعودية وفق خلايا صغيرة جداً ومتعددة، وبالتالي هو ليس تنظيماً يمكن ملاحقته أمنياً بسهولة. وهناك كثيرون يعملون بشكل منفرد وبلا أي تخطيط واسع. مجرد حزام ناسف وفكر مشوه. والهدف إحداث أكبر قدر من التدمير".

اقرأ أيضاً: السعودية تعلن القبض على 431 "داعشياً".. وتحبط تفجير 7 مساجد