03 مارس 2022
قميص علي..
علي عيسى أحمد، مواطن بريطاني الجنسية، سوداني الأصول، ربما تكون هذه تفاصيل شخصية غير مهمة، ذلك أن ما تعرّض له من ضرب وركل من رجال الأمن في إمارة أبو ظبي لا يخص جنسيته أو دينه أو أصله، وإنما بسبب ميوله الرياضية، وتشجيعه السلمي لمنتخب قطر خلال إحدى مباريات بطولة كأس الأمم الآسيوية التي أقيمت أخيراً في الإمارة. وفي التفاصيل التي أوردتها وسائل إعلام بريطانية أن الرجل تعرّض للضرب المبرح من رجال الأمن الموجودين في الملعب، بسبب ارتدائه قميص المنتخب العنابي، خلال المباراة التي جمعت الأخير بشقيقه العراقي. لم يسكت المواطن البريطاني على ما لحق به من تنكيل وإهانات، وراح ليشكو الأمر لصاحب الأمر، فما كان من الشرطة إلا أن رمته في غياهب السجن بتهمة الكذب والافتراء على رجال الأمن، بعدما قرّر الطبيب الشرعي أن الكدمات والجروح الظاهرة على جسمه ناجمة عن فعل ذاتي.
حتى كتابة هذا السطور، لا نعرف مصير المواطن البريطاني علي عيسى أحمد، ولا ندري إن كان الرجل عُرِض أو سيُعرَض على القضاء، وإن كانت السلطات البريطانية تمارس أي ضغط على السلطات الإماراتية لإطلاق سراحه، والسماح له بالعودة إلى بريطانيا، بعدما تحولت عطلته في ربوع الإمارات إلى كابوس لا يشبهه إلا كابوس مواطنه الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجيز، الذي ذاق مرارة المعتقلات الإماراتية، قبل أن يُطلق سراحه بعد إدانته بالتجسّس لصالح المخابرات البريطانية.
ما نعرفه أن الشرطة لن تعيد القميص العنابي لصاحبه، وربما تحتفظ به في متحف اللوفر في أبوظبي، ليكون عبرة لآخرين قد تسوّل لهم أنفسهم "الخائنة" التعاطف مع قطر، سواء علموا أو جهلوا أن التعاطف مع قطر بات جريمة يعاقب عليها القانون الإماراتي، والقانون لا يرحم المغفلين.
لم تكن حادثة قميص علي معزولة أو عارضة خلال البطولة الآسيوية التي استضافتها الإمارات، فقد شهد العالم ما تندى له الجباه من ممارساتٍ استهدفت لاعبي المنتخب القطري. في لقطات نُقلت على الهواء مباشرة، رمى جمهور من البلد المُضيف لاعبي منتخب العنّابي، الضيف، بالأحذية والصرامي وعلب المشروبات. كما نقلت منصّات الإعلام الاجتماعي لقطاتٍ تَعَرّض مواطنين من سلطنة عُمان والكويت ودول عربية أخرى للضرب والإهانات، بسبب تشجيعهم المنتخب العنّابي الذي حُرم من حضور جمهوره القطري، بسبب الحصار المفروض على أهل قطر من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر منذ يونيو/ حزيران 2017.
الأسوأ من هذا كله، الدرك الأسفل الذي هوى إليه الإعلام الإماراتي، عندما تجاهل فوز المنتخب العربي بالكأس الآسيوية، واكتفى، في عناوينه العريضة، بالتحسّر على خسارة اليابان في المباراة النهائية. وطبعاً لم يفت هذا الإعلام الإشادة بحسن تنظيم الإمارات بطولةً آسيوية اتسمت بـ"الروح الرياضية العالية"، و"حسن التنظيم"!.. وكأن قذف اللاعبين بالأحذية ينم عن أي روح رياضية، أو كأن الاعتداء على المشجعين يمتّ بأي صلةٍ لحسن التنظيم أو أصول الضيافة.
بالطبع، لم تخل منصّات الإعلام الاجتماعي من الإسفاف الذي حاول النّيل من قطر ومنتخبها، ولا سيما بعد فوز العنّابي على الفريق السعودي، ثم الفوز الساحق على المنتخب الإماراتي. وقد نضحت بعض المواقع الإلكترونية والحسابات الشخصية بما تتعفّف النفس عن ذكره، من خبائث وضغائن، حتى أن كاتباً سعودياً فضل إسرائيل على "الجارة الخبيثة".
ليت أحدهم نقل قضية علي إلى بابا الفاتيكان، فرنسيس، الذي زار أبوظبي، وشارك في "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية"، فينال المسكين بعض "التسامح والتآخي"، بدلاً من ملاقاة مصير مثل مصير الصحافي الأردني تيسير النجار المعتقل منذ العام 2015 على خلفية منشور في "فيسبوك" انتقد فيه موقف الإمارات من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وعلى الرغم من انقضاء مدة سجنه (ثلاث سنوات)، تصرّ سلطات أبوظبي على عدم إطلاق سراحه حتى دفع غرامة تبلغ نحو 136 ألف دولار، تعذّر على عائلته دفعها حتى اللحظة.
حتى كتابة هذا السطور، لا نعرف مصير المواطن البريطاني علي عيسى أحمد، ولا ندري إن كان الرجل عُرِض أو سيُعرَض على القضاء، وإن كانت السلطات البريطانية تمارس أي ضغط على السلطات الإماراتية لإطلاق سراحه، والسماح له بالعودة إلى بريطانيا، بعدما تحولت عطلته في ربوع الإمارات إلى كابوس لا يشبهه إلا كابوس مواطنه الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجيز، الذي ذاق مرارة المعتقلات الإماراتية، قبل أن يُطلق سراحه بعد إدانته بالتجسّس لصالح المخابرات البريطانية.
ما نعرفه أن الشرطة لن تعيد القميص العنابي لصاحبه، وربما تحتفظ به في متحف اللوفر في أبوظبي، ليكون عبرة لآخرين قد تسوّل لهم أنفسهم "الخائنة" التعاطف مع قطر، سواء علموا أو جهلوا أن التعاطف مع قطر بات جريمة يعاقب عليها القانون الإماراتي، والقانون لا يرحم المغفلين.
لم تكن حادثة قميص علي معزولة أو عارضة خلال البطولة الآسيوية التي استضافتها الإمارات، فقد شهد العالم ما تندى له الجباه من ممارساتٍ استهدفت لاعبي المنتخب القطري. في لقطات نُقلت على الهواء مباشرة، رمى جمهور من البلد المُضيف لاعبي منتخب العنّابي، الضيف، بالأحذية والصرامي وعلب المشروبات. كما نقلت منصّات الإعلام الاجتماعي لقطاتٍ تَعَرّض مواطنين من سلطنة عُمان والكويت ودول عربية أخرى للضرب والإهانات، بسبب تشجيعهم المنتخب العنّابي الذي حُرم من حضور جمهوره القطري، بسبب الحصار المفروض على أهل قطر من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر منذ يونيو/ حزيران 2017.
الأسوأ من هذا كله، الدرك الأسفل الذي هوى إليه الإعلام الإماراتي، عندما تجاهل فوز المنتخب العربي بالكأس الآسيوية، واكتفى، في عناوينه العريضة، بالتحسّر على خسارة اليابان في المباراة النهائية. وطبعاً لم يفت هذا الإعلام الإشادة بحسن تنظيم الإمارات بطولةً آسيوية اتسمت بـ"الروح الرياضية العالية"، و"حسن التنظيم"!.. وكأن قذف اللاعبين بالأحذية ينم عن أي روح رياضية، أو كأن الاعتداء على المشجعين يمتّ بأي صلةٍ لحسن التنظيم أو أصول الضيافة.
بالطبع، لم تخل منصّات الإعلام الاجتماعي من الإسفاف الذي حاول النّيل من قطر ومنتخبها، ولا سيما بعد فوز العنّابي على الفريق السعودي، ثم الفوز الساحق على المنتخب الإماراتي. وقد نضحت بعض المواقع الإلكترونية والحسابات الشخصية بما تتعفّف النفس عن ذكره، من خبائث وضغائن، حتى أن كاتباً سعودياً فضل إسرائيل على "الجارة الخبيثة".
ليت أحدهم نقل قضية علي إلى بابا الفاتيكان، فرنسيس، الذي زار أبوظبي، وشارك في "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية"، فينال المسكين بعض "التسامح والتآخي"، بدلاً من ملاقاة مصير مثل مصير الصحافي الأردني تيسير النجار المعتقل منذ العام 2015 على خلفية منشور في "فيسبوك" انتقد فيه موقف الإمارات من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وعلى الرغم من انقضاء مدة سجنه (ثلاث سنوات)، تصرّ سلطات أبوظبي على عدم إطلاق سراحه حتى دفع غرامة تبلغ نحو 136 ألف دولار، تعذّر على عائلته دفعها حتى اللحظة.