وأوضحت الصحيفة أن هناك خشية من أن يؤدي القرار الإسرائيلي إلى ردة فعل قوية من الحزب الديمقراطي الأميركي، مشيرة إلى أنه أصبح يتم ربط السياسة الإسرائيلية بمقاومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للديمقراطيين، وأن ترامب أصبح يروج لعدم تأييد الديمقراطيين لإسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن هناك قلقا لدى المسؤولين الإسرائيليين من اصطفاف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الوطيد مع ترامب، مشيرين إلى أن ذلك يهدد استمرار تأييد الديمقراطيين لإسرائيل.
وبحسب الصحيفة، تثار في إسرائيل الكثير من الانتقادات لقرار نتنياهو من خصومه قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في 17 سبتمبر/أيلول، حيث يواجه نتنياهو منافسة صعبة مع ثلاثة من رؤساء الأركان السابقين الذين يرأسون حزب "أزرق أبيض".
وقال شالوم ليبنر، الذي عمل مع العديد من رؤساء الوزراء بمن فيهم نتنياهو للصحيفة: "هناك إجماع واسع على أن إسرائيل لديها مبررات عادلة للقيام بذلك، لكنها لم تكن ذكية".
وأضاف "هناك الكثير من الأبواب التي استطعنا فتحها على المستوى العالمي، والاقتصادي، والمالي، والدبلوماسي، بسبب تجاوز إسرائيل لسقفها في واشنطن، لكنه وفي حال بدأت تلك الخاصية والمنزلة تتلاشى، فإن ذلك قد يؤثر على إسرائيل".
وكان نتنياهو قد دافع، يوم الخميس، عن قراره قائلاً إنه يحترم الولايات المتحدة والكونغرس وإن إسرائيل منفتحة على الانتقاد، لكنها لا تسمح بدخول مؤيدي مقاطعة إسرائيل إلى أراضيها، مشيرا إلى أن علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة في أحسن حالاتها خلال فترة السيد ترامب، الذي اعترف بالقدس عاصمة للبلاد وبسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
ويوم الجمعة، اتهم ترامب طليب بحب الظهور وشكك في رواية رغبتها بزيارة إسرائيل، مشيرا إلى أنّ إسرائيل ستظهر "ضعفا شديدا في حال سماحها بدخول نائبتين أميركيتين مسلمتين ومؤيدتين للفلسطينيين".
وفي الكونغرس، نأى القادة الديمقراطيون بأنفسهم عن تصريحات طليب وعمر الداعمة للمقاطعة والاحتجاج على سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وتعاملوا في الوقت ذاته بحذر مع ذلك، إذ تتمتع كل من عمر وطليب بشعبية كبيرة وسط الناشطين التقدميين.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي ستيني هوي، في تعليق للصحيفة، إن آراء طليب وعمر لا تمثل الحزب الديمقراطي، إلا أنه شجع العضوتين على القيام بالزيارة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحث المسؤولين الإسرائيليين على السماح لهما بذلك.
وكانت المرشحة الديمقراطية للرئاسة السيناتورة إليزابيث وارين قد انتقدت قرار إسرائيل بالمنع، وقالت إنها تدعم إسرائيل كحليف قوي، لكن الوضع الحالي بين إسرائيل والفلسطينيين لا يمكن الدفاع عنه.
وقال مايكل أورين، السفير السابق لدى الولايات المتحدة في إدارة باراك أوباما، إن الكونغرس من نواح عديدة يعد شريان الحياة الأمني لإسرائيل، وأنه لا بد من الحفاظ عل ذلك الشريان.
وكان عدد من المعلقين الإسرائيليين قد وجهوا، اليوم السبت، انتقادات لاذعة لقرار نتنياهو منع رشيدة طليب وإلهان عمر من زيارة الضفة الغربية وإسرائيل.
وقال أورن نهاري، المعلق في موقع "وللا"، إن قرار المنع "قد ساهم فقط في تعزيز مكانة عمر وطليب داخل الحلبة السياسية ولدى الرأي العام الأميركي".
وفي تحليل نشره الموقع، اليوم السبت، لم يستبعد نهاري "أن تسفر الانتخابات التمهيدية القادمة في الحزب الديمقراطي عن تصدر طليب وعمر قائمة مرشحي الحزب للكونغرس، ما يمهد الطريق أمامهما للحصول على عضوية لجان برلمانية مهمة وحساسة لها ارتباط بالسياسات الخارجية الأميركية".
وحذر المعلق الإسرائيلي من أن مثل هذا التطور "سيساهم في المس بمصالح إسرائيل القومية، على اعتبار أن اللجان التي يمكن أن تشارك فيها طليب وعمر تتعرض لمسائل المساعدات الاقتصادية والعسكرية الخارجية".
من جانبه، أشار الكاتب الإسرائيلي شلومو شامير إلى أن القرار "عزز إلى حد كبير من مكانة حركة المقاطعة الدولية"، مرجحا أن تفضي هذه الخطوة إلى تقليص المعارضة الأميركية الرسمية لهذه الحركة.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف"، اليوم، أشار شامير إلى أن القرار "أجبر قادة الكونغرس وتحديدا الداعمين لإسرائيل على إصدار مواقف رافضة للقرار".
أما الكاتب بن دورون يميني، فقد حذر من أن قرار المنع سيضر بإسرائيل على المدى البعيد عبر إحراج كبار المؤيدين لها داخل الكونغرس. وخلال مشاركته في حوار حول القضية بثته قناة التلفزة الرسمية الإسرائيلية الليلة الماضية، لفت يميني إلى أن السيناتور الجمهوري مارك روبيو، الذي قدم المشروع الذي يقيد عمل حركة المقاطعة في الولايات المتحدة، قد انتقد قرار نتنياهو.