ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن بوتين قوله، قبل بدء القمة، إنها ستكون فرصة لتعزيز التعاون في قطاعات الطاقة والنقل، بالإضافة لتفعيل المشاريع المشتركة في بحر قزوين، مشيراً إلى قدرة البلدان الثلاثة على إجراء مشاريع هامة قد تعود بالنفع على المنطقة برمتها.
وأشار بوتين، بحسب "إيرنا"، إلى أن موسكو ستطرح حلاً يتعلق بمسألة إقليم قره باخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا في المستقبل القريب، معتبراً أن الحل السياسي سيكون ممكناً ومُرضياً للطرفين.
من جهته، قال الرئيس حسن روحاني، خلال هذا الاجتماع، إنه على كل الأطراف الفاعلة أن تعمل لحل المشكلات الإقليمية عبر التفاوض والحوار، مضيفاً أن اجتماع باكو كان فرصة لتبادل وجهات النظر، واعتبر أن من أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، في الوقت الراهن، التركيز على العلاقات مع الجيران.
وأضاف روحاني أن "عقد اجتماع من هذا النوع، وعلى هذا المستوى، وبالنظر إلى ملفات الإقليم المعقدة، إنجاز بحد ذاته"، وذكر أن التعاون بين طهران وموسكو وباكو بات أكثر ضرورة من السابق، بحكم التقاطعات المتعددة بين الأطراف الثلاثة.
ووصف روحاني علاقات بلاده مع موسكو بـ"الاستراتيجية"، قائلاً إنها تطورت كثيراً خلال العامين الماضيين، واعتبر أن "التعاون بين الطرفين ساعد على التوصل للاتفاق النووي مع السداسية الدولية، والتنسيق فيما يتعلق بالملف السوري، من أمثلة التعاون الجيدة في المنطقة".
وطالب الرئيس الإيراني بـ"المزيد من التقارب في المنطقة لمواجهة المشكلات الإقليمية ولمحاربة الإرهاب، ولإيجاد حلول سياسية قد تقلص من مستوى النزاع".
وعلى جانب القمة، التقى روحاني بنظيريه الروسي والأذربيجاني، كل على حدة، ووقع روحاني مع علييف ست اتفاقيات تعاون، وقال، في مؤتمر صحافي مشترك بينهما، إن "طهران وباكو مصرتان على رفع مستوى التعاون الثنائي"، مؤكداً أن الطرفين اتفقا على تخفيض التعرفة الجمركية وعلى إلغاء التأشيرة بينهما.
من جهته أكد علييف، خلال المؤتمر الصحافي ذاته، أن إلغاء العقوبات الاقتصادية عن إيران بموجب الاتفاق النووي يساعد على تطوير العلاقات ويفتح أبواب الفرص، مضيفاً أن "الاجتماع الثلاثي، بحضور الرئيس الروسي، كان مثمراً"، وبأنه تم التوصل لما وصفه بـ"الإنجازات المتعلقة بطريق النقل من الشمال إلى الجنوب، والواصل بين البلدان الثلاثة".
وعشية اللقاء، قال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، للصحافيين: "بعد الوصول إلى باكو، سيعقد لقاء مع علييف، ثم لقاء مع روحاني. سيعقد اللقاءان الثنائيان قبيل القمة الثلاثية".
وأوضح أوشاكوف أن جدول أعمال القمة سيركز على زيادة التعاون الثلاثي في المجال التجاري - الاقتصادي، وبصفة خاصة في مجال الطاقة وتحقيق مشاريع استكشاف النفط والغاز في منطقة قزوين.
وأضاف: "الدول الثلاث جيران، وتواجه مشكلات مماثلة، بما فيها الأزمة الاقتصادية العالمية والوضع على حدودنا، وبصفة خاصة على الحدود مع أفغانستان، وفي الشرق الأوسط بشكل عام، وقضايا مكافحة الإرهاب".
وأكد أن الرؤساء الثلاثة سيتبادلون الآراء حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية الملحة وتفعيل تبادل المعلومات حول المنظمات الإرهابية الدولية. وأكد: "سيساعد ذلك في منع ترانزيت المسلحين والسلاح والمخدرات عبر أراضي بلداننا بفاعلية".
وتُعقد هذه القمة عشية زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، يوم غد الثلاثاء، لعقد أول لقاء مع بوتين منذ بدء تطبيع العلاقات بعد اعتذار أردوغان عن واقعة إسقاط الطائرة الحربية الروسية.