قمة بيروت: التحضيرات اكتملت وتأكُّد مشاركة 7 قادة

14 يناير 2019
مؤتمر اللجنة المنظمة اليوم في بيروت (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -
أكدت اللجنة العليا المنظمة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها الأحد المقبل في بيروت، مشاركة 7 قادة عرب حتى الآن، وذلك في مؤتمر صحافي عقدته في واجهة بيروت البحرية اليوم الإثنين، وخُصّص لشرح كل التدابير والإجراءات التنظيمية للقمة وتدابير السير الخاصة خلال نهاية الأسبوع.

وأعلن رئيس اللجنة الإعلامية والناطق الرسمي باسم القمة، رفيق شلالا، عن "انتهاء كل التحضيرات العملانية واللوجستية للقمة"، فيما قال رئيس اللجنة العليا المنظمة للقمة المدير العام لرئاسة الجمهورية، أنطوان شقير، إن شعار قمة "الازدهار من عوامل السلام" قد أتى في سبيل التشديد على ضرورة إيلاء الأهمية للقضايا التنموية والاقتصادية، ودعم الجهود العاملة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات لضمان عدم استغلالها والتوصل إلى حلول مستدامة.

أما برنامج القمة، فيبدأ الخميس المقبل وينتهي بانعقاد اجتماع القمة الأحد، بحسب شقير، الذي قال: "انعقد منتديان على هامش القمة طابعهما اجتماعي للمجتمع المدني والشباب في القاهرة، ومنتدى طابعه اقتصادي، وهو منتدى القطاع الخاص سوف يعقد في بيروت الأربعاء المقبل، على أن تتم تلاوة توصيات هذه المنتديات في اجتماع القمة قبل الجلسة الختامية".

وأوضح أن هناك مشروع جدول أعمال من 24 بنداً يُغطي كل المواضيع العربية المشتركة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، موزّعة على 3 جلسات عمل، إضافة إلى الجلستين الافتتاحية والجلسة الختامية، على أن يصدر عن القمة القرارات التي سيتخذها القادة، وإعلان بيروت الذي سيوجز مجرياتها، وأعلن أن الرئيس اللبناني، ميشال عون، يدرس فكرة إطلاق مبادرة تنموية لصالح الدول العربية لتعزيز الازدهار.

وفي تصريحات للصحافيين بعد المؤتمر الصحافي اليوم، قال شلالا إن "الأمور تسير بصورة مشابهة لأي قمة عربية أُخرى. أما بالنسبة إلى الملوك والقادة المشاركين، فحتى الساعة، تبلغنا مشاركة 6 أو 7 منهم".

أضاف أن "ردود الدول حول مستوى الوفود وتركيبتها غالباً ما تصل في الساعات القليلة التي تسبق انعقاد القمم العربية، لاعتبارات تتعلق بالدول المشاركة إما أمنياً أو تنظيمياً، لكن حتى الساعة لم نتبلغ أي طلب أو علم رسمي بالغياب عن القمة".

تظاهرات تزامناً مع القمة

وحول دعوات التظاهر في نفس يوم انعقاد القمة الأحد المقبل، وما إذا كان سيتم السماح بالتظاهر في هذا اليوم، قال قائد الهيكلية الأمنية الخاصة بالقمة العميد سليم الفغالي، إن "الدخول إلى البقعة الأمنية محصور فقط بحاملي البطاقات الصادرة عن اللجنة، وأفراد الجيش اللبناني والقوى الأمنية المنتشرة اتخذوا كافة الإجراءات لمنع الوصول إلى البقعة الأمنية لغير حاملي البطاقات. أما الترخيص للتظاهرة فهو يتعلق بالسلطات السياسية، لكن هناك تنسيقاً في هذا الإطار بعدم حصول تجمّعات قريبة من البقعة أو الوصول إليها".

وعن مدى صحة الأنباء المتداولة حول عدم منح تأشيرات دخول إلى لبنان لعدد من رجال الأعمال الليبيين، قال شلالا: "لم يرد إلى اللجنة التنفيذية أي خبر حول هذا الأمر".

جدول الأعمال

وعن المواضيع التي يطرحها لبنان على جدول الأعمال، قال رئيس اللجنة، أنطوان شقير، إن لبنان "اقترح على المجلس الاقتصادي والاجتماعي، مشروع الاقتصاد الرقمي وسيكون بنداً أساسياً على مشروع جدول الأعمال. أما موضوع خصوصية لبنان فسيكون هناك ما يتعلق بالمرأة وأهميتها بالعمل الاقتصادي والتنموي، ووفق المبادرة التي يعمل عليها الرئيس (عون)، هناك ما يرتبط بالتعاون بين الدول العربية حول التنمية والإنماء".

وفي جانب آخر، قال شلالا إن "موضوع إعادة إعمار سورية غير مدرج حتى الآن على جدول أعمال القمة، لكن يمكن للقادة أن يُضيفوا أي موضوع يرغبون فيه خلال اجتماعهم. إنما حتى الساعة، هذا الموضوع غير مدرج".

اجتماعات تحضيرية مستمرة

يُشار إلى أن وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني، رائد خوري، عقد مساء اليوم اجتماعاً تحضيرياً للقمة، وقال في ختامه: "تناولنا مضمون القمة والمواضيع التي سيتم بحثها، وكان التركيز على المبادرة التي سنقترحها على فخامة الرئيس عون في كلمته الافتتاحية التي سيلقيها الأحد، وتوصلنا الى تصوّر معين سنترك مضمونه للنقاش مع الرئيس".

وأضاف الوزير أنه "ستكون هناك اجتماعات تحضيرية عدة منذ اليوم حتى انعقاد القمة، وغداً في وزارة الخارجية، والأربعاء هناك منتدى لرجال الأعمال العرب للبحث في المواضيع التي لها علاقة بالقطاع الخاص وبدوره في التمويل. أما الخميس فهناك اجتماع على مستوى كبار المسؤولين، والجمعة على المستوى الوزاري، والسبت سنستضيف القادة العرب، والأحد ستكون القمة".

وأوضح خوري أن "توقيت القمة مهم جداً، لأنه سيتناول موضوعاً مهماً بالنسبة إلى لبنان، وهو النزوح السوري الذي يكلفنا غالياً، وهو عبء على الاقتصاد اللبناني. كما أن إعادة إعمار المنطقة وسورية أمر لا محال سيحصل، ومن الأفضل أن نحضر لذلك، خصوصاً أن لبنان منصة مهيأة جغرافياً واقتصادياً، والتوقيت جاء مناسباً جداً، وهذه القمة هي الرابعة، وسيكون الرئيس (عون) رئيساً لها لمدة 4 سنوات". 

في السياق، نقلت وكالة "الأناضول" عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أن القمة الاقتصادية العربية ستناقش دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وأوضاع اللاجئين الصعبة في الدول العربية.

منتدى القطاع الخاص العربي

ومن المقرر أن يفتتح رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري "منتدى القطاع الخاص العربي" الذي تبدأ أعماله صباح الأربعاء المقبل في مقر اتحاد الغرف العربية، وهو يستقطب مشاركة واسعة، تضم أكثر من 400 مشارك من 24 بلداً عربياً وأجنبياً يتقدمهم وزراء ووفود من الغرف العربية والغرف المشتركة، إلى حشد من رجال الأعمال.

ومن المتوقع أن يتحدث في جلسة الافتتاح إضافة إلى الحريري، وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في جامعة الدول العربية كمال حسن علي، رئيس اتحاد الغرف العربية محمد عبده سعيد ورئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير.

أما في جلسات العمل الخميس المقبل، فيتناول المنتدى المحاور الآتية: دور القطاع الخاص ومؤسسات التمويل في التنمية المستدامة والتجارة البينية وإعادة الإعمار. الثورة الصناعية الرابعة والمرحلة الاقتصادية المقبلة. المرأة العربية والتمكين الاقتصادي. ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة: "مفتاح التحول إلى الاقتصاد المعرفي". ولبنان والشراكة بعد مؤتمر "سيدر".
المساهمون