قلق في إسرائيل من الاستثمارات الصينية

11 يناير 2019
بكين تزيد استثماراتها في كيان الاحتلال (فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي تطالب الولايات المتحدة تل أبيب بإعادة النظر بالاستثمارات الصينية، حذر رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية "الشاباك" نداف أرغمان، من أن السماح للصين بالاستثمار على نطاق واسع في إسرائيل قد يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي في المستقبل.

وكشفت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة النقاب عن أن أرغمان أوضح أن السماح للصين تحديدا بالاستثمار بالوتيرة الحالية نفسها في البنى التحتية الاستراتيجية وتمكينها من السيطرة على الشركات الكبرى في إسرائيل ينطوي على مخاطر جمة.

وجاء الكشف عن تحذيرات أرغمان بعدما قرر المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن تشكيل لجنة خاصة لتقديم توصيات ومعايير بشأن الاستثمارات الأجنبية التي يمكن لإسرائيل أن تسمح بها. وتضم اللجنة إلى جانب جهاز "الشاباك"، كلا من مجلس الأمن القومي، ووزارة المالية وآفي شيمعون، كبير المستشارين الاقتصاديين لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

من ناحيتها، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، في عددها الصادر أمس، أنه على الرغم من أن اللجنة ستبحث قضية الاستثمارات الأجنبية ذات الطابع الاستراتيجي، إلا أنها ستعمد بشكل أساس إلى دراسة وتقييم قرار إسرائيل بالموافقة على السماح لشركات صينية ببناء ميناء جديد في حيفا وإدارته.

وأشارت الصحيفة إلى أن التوتر المتعاظم بين بكين وواشنطن على خلفية قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن فرض الضرائب على البضائع الصينية، يعزز مخاوف الأميركيين من التداعيات المحتملة لمنح إسرائيل الصين موطئ قدم في ميناء حيفا، الذي يستخدم على نطاق واسع من قبل القطع البحرية الأميركية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصينيين لا يكتفون بالسيطرة على ميناء حيفا، بل يحاولون الفوز بعقد لبناء وإدارة ميناء جديد في أسدود، وبناء شبكة من الأنفاق الكبيرة في شمال جبال الكرمل في حيفا، إلى جانب استثمارات كبيرة في مجال النقل العام.

ونقلت الصحيفة عن جاكوب ناغل، الذي عمل في السابق مستشارا للأمن القومي في ديوان نتنياهو، أن السماح للصين بالاستثمار في قطاع المواصلات العامة ينطوي على خطورة كبيرة، حيث إن هذه الاستثمارات ستسمح لبكين بالاطلاع على أسرار بالغة الخطورة تتعلق بالطاقة ومرافق وتجهيزات عسكرية ذات طابع سري.

وحذر ناغل من التداعيات السلبية على مستقبل العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة في حال واصلت حكومة نتنياهو السماح للشركات الصينية بالسيطرة على مرافق البنى التحتية الاستراتيجية.

وفي السياق، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية، أمس، النقاب عن أن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعه به مطلع الأسبوع في تل أبيب، قضية الاستثمارات الصينية في إسرائيل.

وحسب القناة، فإن بولتون أطلع نتنياهو على مخاوف إدارة ترامب الكبيرة من سماح إسرائيل للشركات الصينية ببناء ميناء جديد في حيفا، بسبب التداعيات الخطيرة المحتملة لهذا القرار.
المساهمون