قلق على الحريات بعد مراقبة شرطة مونتريال هاتفَ صحافي

02 نوفمبر 2016
راقبت الشرطة رسائل ليغاسي النصية ومكالماته (يوتيوب)
+ الخط -

عبّر ناشطون في مجال حقوق الإنسان عن قلقهم إزاء تدهور الحرية الصحافية في كندا، بعد أن اتضح أن الشرطة الكندية راقبت هاتف صحافي لشهور عدة، من أجل تحديد مصادره.

أعلنت واحدة من أعرق الصحف الكندية، "لا بريس" La Presse، أول من أمس الإثنين، أن شرطة مونتريال حصلت على 24 مذكرة لمراقبة هاتف الصحافي باتريك ليغاسي. ومكّنت المذكرات وحدة التحقيق الخاصة من مراقبة تحركات ليغاسي، باستخدام نظام تحديد الموقع في هاتفه، بالإضافة إلى مراقبة الرسائل النصية الواردة والصادرة والمكالمات.

صرّح ليغاسي بأنه "ذُهل" عندما علم بالأمر، وقال لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية: "كنت أعيش في عالم خيالي، حيث اعتقدت أن الشرطة لن تتجرأ يوماً ما على فعل هذا. كنت أعيش في خيال أن القضاة يحمون الصحافيين، وبالتالي المواطنين، وأنهم يعارضون هذا النوع من الاختراق من قبل الشرطة".

في المقابل، دافعت شرطة مونتريال عن تصرفها، واعتبرت أن تصرفها مباح في "الحالات الاستثنائية" مثل حالة ليغاسي. إذ إن آلية المراقبة كانت جزءاً من تحقيق بشأن اتهام عدد من ضباط الشرطة في وحدة المخدرات وعصابات الشوارع لفقوا أدلة، ما أدّى إلى اعتقال خمسة منهم هذا الصيف.

وأصبح ليغاسي جزءاً من التحقيق بعد اكتشاف الشرطة تواصلاً بينه وبين أحد الضباط قيد التحقيق. لذا، أكدت الشرطة أن "هدف المراقبة كان ضباط الشرطة، وليس ليغاسي"، وفقاً لـ"ذا غارديان".

في سياق متصل، عبّرت مؤسسات إعلامية كبرى في مقاطعة كيبك عن "سخطها وقلقها" حيال الأمر، ووجهوا رسالة مفتوحة، يوم الإثنين الماضي، جاء فيها: "يجب أن يردّ رئيس قسم شرطة مونتريال، فيليب بيشيت، على الأسئلة الماثلة في أذهان الصحافيين كلهم الآن: على من تجسستم؟ ومن الذي لاتزال الشرطة تتجسس عليه؟".

وبعد انتشار مزاعم جديدة، أمس الثلاثاء، أن شرطة مونتريال تقوم بتمشيط سجلات هواتف موظفيها لتعقب اتصالات مع ثلاثة صحافيين آخرين، دعا عشرات الخبراء القانونيين حكومة كيبك إلى بدء تحقيق علني. وأصدروا بياناً قالوا فيه إنه "ليس لدينا أي هدف لرمي القضاة المستقلين بالحجارة، لكن يمكننا، بل يجب علينا، إعادة النظر في النظام لضمان حماية الحقوق الأساسية".

وأعلنت مؤسسة "صحافيون كنديون من أجل حرية التعبير" عن إرسالها رسالة إلى رئيس بلدية مونتريال وقوات الشرطة في المدينة، وندّدت بفعل التجسس على الصحافيين.

(العربي الجديد)

المساهمون