قطار هوغوراتس الحقيقي

03 أكتوبر 2016
يجتاز القطار منطقة بحيرة لوش شيل بين جبلين (Getty)
+ الخط -
كل من شاهد أفلام "هاري بوتر"، يتذكَر بدون شك قطار هوغوراتس الأسطوري الذي يتحرّك من رصيف تسعة وثلاثة أرباع، بين رصيفين من محطة لندن، ولا يراه غير السحرة وعائلاتهم فقط. لكن الحقيقة، أن هناك قطاراً حقيقياً، هو الذي استخدمت مشاهده لصناعة مشاهد الفيلم الخيالي. أي أنّ القطار الحقيقي قد ألهم صناع الفيلم من أجل صناعة القطار السحري.

إنه قطار "اليعقوبيين" البخاري، وهذا هو الإسم الحقيقي للقطار الذي كان يسير في رحلة عبر الساحل الغربي لأسكتلندا في الجزيرة البريطانية، وهو قطارٌ سياحي مشهور تجرُّه قاطرة بخارية تعمل على جزء من خط سكك حديد غرب مرتفعات اسكتلندا. في عام 1984، أعيد إطلاقه عبر عدة شركات تشغيل تتغير كل عام، وتحت مسميات جديدة أيضاً كل عام. وقد لعب هذا القطار السياحي الفريد دوراً مُهماً في الحفاظ على الطريق ذات المناظر الطبيعية الخلابة. وأدّى هذا القطار أدواراً تجارية اقتصادية وعسكريّة خلال الحروب. أما اسم هوغوراتس، فهو يعود في الرواية الشهيرة إلى قلعة خيالية قديمة تقع في منطقة جبلية في بريطانيا قرب بلدة سحرية خيالية هي هوغسميد.

المشهدُ المميّز الذي نراه دائماً في رحلة قطار هوغوراتس الأصلي هو منطقة جسر جلينيفينان التي تحتوي على 21 قوساً في الجسر، وتُعدّ أهم مرحلة في الرحلة البالغ طولها 84 ميلاً، والتي يقطعها القطار بين مناظر ساحرة. وقد تم تصوير تلك المناطق أثناء فصل الشتاء، وهو ما أضفى عليها بُعداً سريالياً في فيلم "هاري بوتر وحجرة الأسرار".

كذلك يجتاز القطار منطقة بحيرة لوش شيل التي تقع بين جبلين تمرُّ عبرهما الطريق، وداخل القطار تبدو كل الحجرات (الدواوين) مشابهة تماماً لتلك الموجودة في أفلام "هاري بوتر"، فالجدران القديمة الطراز والمقاعد الوثيرة وأبواب العربات والغرف الخمرية، كل شيء يحمل الركاب إلى عالم آخر غير الذي عاشوا فيه وعرفوه. تعمل محركات القاطرة بالبخار، مما يعطي منظراً أسطورياً للبخار الأبيض الكثيف المتصاعد منها، كما كان يحدث تماماً في الأفلام الكلاسيكية.

وبالرغم من أن خطوط السكك الحديدية بالمرتفعات الغربية مشهورة بسمعة سيئة بسبب تدرجاتها ومنحنياتها الحادة والضيقة؛ فإن المظاهر الهائلة التي يمرّ بها القطار تطغى على صوت محركاته عندما تناضل لاجتياز تلك المرتفعات والمنحنيات، وتعطي الفرصة لعشاق التصوير الهواة والمحترفين لأخذ اللقطات النادرة والفائقة الجمال. كما أنَّ الأطفال، وخصوصاً عشاق أفلام "هاري بوتر"، يعشقون ركوب القطار لعيش التجربة واقعياً كما هي في الفيلم.

كانت خدمة قطارات البخار العادية العاملة على خط المرتفعات الغربية قد تم سحبها عام 1967 تماشياً مع التحديث في الخطوط الحديدية البريطانية، ثم جرى استبدال قاطرات البخار بأخرى تعمل بـ "الديزل" لزيادة كفاءة التشغيل. ولكن في عام 1984، أعادت سكك حديد بريطانياً إنتاج خط البخار في تلك المناطق تشجيعاً للسياحة، وبهدف زيادة الدخل لتغطية نفقات الخطوط المدعمة أثناء ذلك. وقد أثبتت الفكرة نجاحاً كبيراً خلال السنوات الماضية.


دلالات
المساهمون