قصر الأميرة فايقة هانم

10 اغسطس 2017
أصبح مقراً لوزارة التعليم (غيانلويجي غويرسيا/فرانس برس)
+ الخط -
لا يتصور مئات المراجعين يومياً في شارع الفلكي في القاهرة أنهم يتنقلون بين أروقة أحد القصور الأثرية، فقد تحوّل قصر الأميرة "فايقة هانم" أو (فائقة هانم) التي تنتمي إلى أسرة محمد علي، إلى وزارة حكومية رتيبة يرتادها الناس يومياً من دون الالتفات إلى قيمته التاريخية، بعدما ورثته عن وزارة المعارف الملكية التي كانت استأجرته عام 1931.

وصاحبة القصر هي ابنة الخديوي إسماعيل بالتبنّي، ويحدث كثيرًا الخلط بينها وبين الأميرة فايقة ابنة الملك فؤاد الأول. وقد تبنتها الزوجة الثالثة للخديوي إسماعيل "جشم آفت هانم"، التي أسست مدرسة السيوفية، وهي أول مدرسة للبنات في مصر، ويبدو أن جشم هانم قد حُرمت من نعمة الإنجاب فتبنت هذه الطفلة، التي كانت لها مكانة خاصة في قلب الخديوي، حتى إن "هوشيار هانم" والدة الخديوي ربّتها مع زينب هانم ابنته من زوجته "جانانيار هانم".

يرجع تاريخ القصر إلى عام 1847 عندما أمر الخديوي إسماعيل ببنائه لتقيم فيه ابنته بالتبني بعد زواجها من مصطفى باشا ابن إسماعيل المفتش الذي كان من الشخصيات الوطنية التي لعبت أدوارًا مهمة في التاريخ المصري، وكان يلقب بالصدر الأعظم المصري لقربه الشديد من الخديو، قبل أن يوقعَ الوشاةُ بينهما، ويدفع المفتش حياته ثمنا لذلك، وتشتعل حملة لتشويهه تاريخياً حتى اليوم.

يورد المؤرخون عن الاحتفالات التي جرت لزواج الأميرة فايقة، والتي كان للخديوي إسماعيل العديد من البنين والبنات غيرها من زوجاته المتعددة، بأنها كانت تحمل مظاهر الفخامة والأبهة الملكية التي لا تفرق حفلها عن حفل أية أميرة من صلب الخديو. بل إنّ الخديوي أصدر فرماناً بصرف معاشٍ شهريّ لها قدره عشرة آلاف قرش مصري (يوازي مئات الجنيهات الذهبية وقتها)، إضافة إلى الراتب الأميري المعتاد الذي تتقاضاه شهريّاً أيضاً.

تُحيط بالقصر حديقة كانت قديما مضرب المثل في التنسيق والروعة، وللقصر مدخلان أو بوابتان شرقية وغربية. الشرقية تتقدمها شرفة ترتكز على 12 عموداً، والغربية ترتكز شرفتها على ستة أعمدة. والقصر من طابقين يربط بينهما سلم رخاميّ كبير متفرع إلى قسمين كعادة القصور الملكية والأميرية. ويمتلئ بالقاعات المزخرفة التي تحمل طابع العمارة الأندلسية التي تميل للزخارف النباتية والهندسية المنحوتة على الخشب، وكذلك الآيات القرآنية.

بالطابق الأول قاعة فخمة بالناحية الشمالية من القصر، ولها ثلاثة أبواب خشبية مزخرفة وثقيلة من المصنوعات الحرفية القديمة التي اندثرت. ولسقف القاعة زخارف هندسية ونباتية وزهور مذهبة فريدة من نوعها.




دلالات
المساهمون