قرصان يستهدف ندوة ضد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي بصور خلاعية

22 اغسطس 2020
استهدف المقرصن ندوة عُقدت عبر تطبيق "زوم" (Getty)
+ الخط -

استهدف قرصان إلكتروني إسرائيلي، مساء الخميس، ندوة نظمتها "المجموعة الأكاديمية لفلسطين" (بالك) على تطبيق "زوم"، ناقشت تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، وشارك فيها أكاديميون عرب.

وقال عضو المجموعة ومدير الندوة، إبراهيم فريحات، لـ "العربي الجديد"، إنّ "مقرصناً إسرائيلياً يقف  وراء الاختراق على الأرجح"، وأفاد بأنها المرّة الأولى التي تُخترق فيها إحدى ندوات المجموعة، وأن جهة منظمة (جيش إلكتروني) وراء الاعتداء، إذ جرى الاستماع إلى الندوة التي استمرت  نحو ساعتين.

وأضاف: "يبدو أن النقاش لم يعجب هذه  الجهة، فقامت بالاختراق الذي كان في لحظة خاطفة، إذ عرضت صور خليعة، بمصاحبة كلمات عربية بلهجة عبرية، ما يوحي أنّ المخترق إسرائيلي".  

وعن الأسباب التي يراها وراء هذا الاعتداء الذي استهدف هذه الندوة تحديداً، وعنوانها "اتفاق أبراهام... لتطبيع العلاقات الإماراتية ــ الإسرائيلية"، قال فريحات: "الحوار الذي تمّ في الندوة كان عن التطبيع بين إسرائيل والإمارات، ومن الواضح أن هناك من يتابع ويستهدف الكلمة الحرة والمستقلة، فلم يعجبه الحوار والنتائج التي خلص إليها. وما جرى محاولة لإسكات الخط المستقل الذي تتبنّاه المجموعة الأكاديمية لفلسطين، القائم على التحليل الموضوعي والبناء، فنحن نقدّم حواراً يقرأ التطوّرات السياسية بنظرة أكاديمية وبنظرة تحليلية موضوعية، وما جرى محاولة لإسكات هذا الصوت وتكميمه".  

ووصف، على صفحته في "فيسبوك"، عضو المجموعة الأكاديمية، الباحث الفلسطيني خالد الحروب الذي شارك  في الندوة مع أساتذة وباحثين وأكاديميين من مصر وعُمان والكويت وفلسطين، الاعتداء الذي جرى بـ"انحطاط عند سفلة اللاهثين وراء التطبيع مع إسرائيل، وصل إلى مستوى جديد في الإسفاف".

وأضاف الحروب: "لحسن الحظ، تيقظ زميلنا المشرف على الأمور التقنية بسرعة، ولم يدم الأمر إلا ثواني سريعة، واضطر صديقنا د. براهيم فريحات إلى إنهاء الندوة، حتى لا تتكرّر المحاولة". واعتبر الحروب أنّ هذا الانحطاط يشير إلى "محاولة تكميم الأفواه وإسكات الأصوات الناقدة للتطبيع والتهافت على أقدام إسرائيل، ممن لا يستطيعون مواجهة الفكرة بالفكرة، ولا الدفاع عن سقوطهم بالنقاش والمنطق، فيذهبون إلى ممارسة مهاراتهم التي يجيدونها: السباحة في المجاري".

وكانت "المجموعة الأكاديمية لفلسطين" قد أعلنت، على صفحتها في "فيسبوك"، عن الندوة التي تعرضت للأسباب التي جاءت بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وأثره على القضية الفلسطينية ودول الخليج العربي وإيران، وما إذا كان يحمل في طياته مشاريع سياسية إقليمية جديدة. وشارك فيها الأساتذة الجامعيون: إبراهيم فريحات (فلسطين) وخالد الحروب (فلسطين) وعبد الله باعبود (عمان) وعبد الله الشايجي (الكويت) وجيهان أبو زيد (مصر) وشفيق الغبرا (الكويت).

"المجموعة الأكاديمية لفلسطين" تشكلت في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، بمبادرة ذاتية من أكاديميين فلسطينيين في جامعات عربية وأميركية وأوروبية، بهدف الرد من موقعها الأكاديمي على تحدّيات تواجه القضية الفلسطينية، وهي مجموعة غير ربحية وغير حزبية، تنشط في نقاش ما يصطدم به المشروع الوطني الفلسطيني، المتمثل بالتحرر وتقرير المصير، وصون الكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني، والتعريف بالحلول المساعدة لصناعة السياسات المحلية والخارجية التي تخدم هذا الغرض.

ولا تتبنى المجموعة  شكلاً معيناً لتسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مثل حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة، أو غيرهما، لكنها تؤكد ضرورة إسناد أي تسويةٍ مستقبلية للصراع على قيم سامية، مثل العدالة والكرامة الإنسانية والحقوق المتساوية ضمن فلسطين التاريخية.

وتضم المجموعة في عضويتها إبراهيم فريحات، وخالد الحروب، وساري حنفي، وعبير ثابت، وشفيق الغبرا، وغسان الخطيب، ورامي خوري، وعبير النجار، وباسم الزبيدي، وألما جاد الله، وأحمد جميل عزم، ومخيمر أبو سعدة، وجورج جقمان، ونديم روحانا، ومحمد الصفطاوي.

المساهمون