"أؤيد داعش وشبابها الأنقياء، هربوا إلى الله وكان يجب قيام دولتهم منذ خمسين سنة"، ليس هذا الكلام لأبو بكر البغدادي أو العدناني، أو أي من قيادات تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنه ورد على لسان أحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد الراحل معمر القذافي، ومنسق العلاقات المصرية الليبية السابق.
قد يظن البعض أن تصريحات قذاف الدم عابرة، لكنها مبنية على قناعة راسخة، حيث قام بالتأصيل لقناعته وتأكيدها في لقاء مع الإعلامي المصري وائل الإبراشي، تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً.
وقال قذاف الدم: "مشروع دولة العراق والشام (داعش) هو المشروع الذي يجمع الأمة، بعد فشلنا جميعاً في تقديم أي مشروع حقيقي"، وضرب مثلاً بالاتحاد الأوروبي والأتراك في تجمعهم وتوحدهم "في حين نغوص نحن في بحار الخلاف والقطيعة والجهل"، على حد قوله.
وانتقد المسؤول الليبي المقيم في القاهرة، في اللقاء ذاته، الثورات العربية، لأنها: "طالبت بالعيش، في حين يفترض أننا أمة عظيمة، يجب أن تقدم مشروعاً يليق بها".
وحاول محاوره الإبراشي بكل الطرق إثناءَهُ عن وجهة نظره، مستخدماً التعبيرات المحفوظة التي يكررها الإعلام المصري، على شاكلة "هؤلاء قتلة إرهابيون، والثورات اختطفها المتأسلمون"، كي لا يكشف الرجل الذي يعيش في حماية النظام المصري عن تأييده لتنظيم دخل هذا النظام حرباً معه.
وعلى مواقع التواصل، كان لتصريحات قذاف الدم تداعيات أخرى أخطر، فقد طالبت "عملية فجر ليبيا" على صفحتها الرئيسية على فيسبوك الشعب المصري الباحث عن الحقيقة، والمطالِب بالثأر لأبنائه، بعد ذبحهم من قبل من ادعوا أنهم "داعش ليبيا"، بالقبض على قذاف الدم، والذي يحميه السيسي، مع ضرورة تدشين فعاليات معارضة لبقائه على الأراضي المصرية.
واكتملت التداعيات بموجة الدهشة والتعجب من قبل الناشطين على منصات التواصل، فقد عبّر أغلبهم عن دهشتهم من استضافة نظام السيسي لقذاف الدم المؤيد لداعش، في الوقت الذي يشن حرباً عليها في ليبيا، وتعجب البعض من حماية القضاء المصري له، بعد اتهامه في عدة قضايا من قبل، وتم تبرئته منها بشكل مثير للدهشة.
فقال أحدهم: "مفاجأة غير متوقعة. أبرهة الإبراشي بعد ما كان أول المحتفلين بالقبض على قذاف الدم، جابه (استضافه) في حلقة عشان يطلع داعش اللي بيحاربهم السيسي ملايكة. أي هبل".
وقال آخر: "يعني السيسي بيقول للعالم إنه بيحارب الإرهاب وداعش، ودولته كلها وقضائه بيحموا قيادي داعشي في القاهرة".
— ناقد سياسي☪ (@heekmmm) February 16, 2015
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— حمزة الشمالي..♡2 (@hamza123tl) February 1, 2015
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|