أفلتت روسيا من الاستبعاد التام من منافسات دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016، وذلك بسبب فضيحة المنشطات التي ضربت الرياضة الروسية مؤخرا، والتقارير التي أكدت أن البلاد كانت تدعم وتشرف على تعاطي رياضييها للمنشطات خلال منافسات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية (سوتشي 2014).
وكانت المحكمة الرياضية الدولية قد أكدت على قرار استبعاد بعثة ألعاب القوى الروسية من المنافسات، ومن المقرر أن تتخذ اللجنة الأولمبية الدولية قرار اليوم بشأن الاستبعاد التام للبلاد من البطولة، وفي حال استبعادها فلن تكون روسيا هي الأولى التي يتم منعها من المشاركة في أحد أهم البطولات الرياضية العالمية.
غيابات لأسباب سياسية
في أولمبياد 1920 التي أقيمت في مدينة أنتويرب البلجيكية، غاب الاتحاد السوفييتي عن المنافسات لأسباب سياسية، وانضمت إليه الدول الخاسرة في الحرب العالمية الأولى وهي النمسا وألمانيا وبولندا والمجر وبلغاريا وتركيا، حيث لم يتم توجيه الدعوة لهم من الأساس. وتكرر الأمر بعد الحرب العالمية حيث تم استبعاد ألمانيا واليابان في منافسات لندن 1948، وقرر الاتحاد السوفييتي عدم المشاركة بالرغم من دعوته، بسبب الأضرار التي لحقت بالبلاد بعد الحروب.
وغابت الصين عن منافسات الأولمبياد منذ 1952 وحتى 1984، وذلك بسبب أزمات سياسية-رياضية، إذ كانت وقتها الصين الوطنية (تايوان حاليا) قد ظفرت بالمقعد الأولمبي المخصص للمنطقة، وحرمت بذلك الصين الشعبية من المشاركة، لتكون الوحيدة التي اُبعدت عن بطولة هيليسنكي 1952.
ويبدو أن السياسة كانت أحد الأسباب التي كلفت العديد من الدول الابتعاد من الأولمبياد، وهو ما تكرر في منافسات طوكيو 1964، وذلك بعدما قررت اللجنة الأولمبية الدولية إقصاء جنوب أفريقيا، بسبب سياسة التمييز العنصري الذي كانت تنتهجها وقتها، قبل أن تتحسن الأوضاع في النسخة التالية، وتشارك البلاد في المنافسات الأولمبية بالمكسيك عام 1968، ببعثة مكونة من سمر وبيض، وهو ما دفع اللجنة الأولمبية الدولية للموافقة على عودتها، قبل أن تقصيها مجددا بسبب تهديدها بالغياب عن المنافسات، قبل أن تعود في 1992.
وغابت عن بطولة 1976 في مونتريال 28 دولة أخرى من أفريقيا، من بينهما دول عربية ومنها مصر وتونس والعراق والمغرب وليبيا، وكانت معظم الغيابات لأسباب سياسية، قبل أن تتحسن الأوضاع بداية من منافسات برشلونة 1992، وتشارك جميع الدول في البطولة دون مشاكل، وكان معظم حالات الاستبعاد في النسخ التالية فردية.