قائمة مجلة "تايم" للأكثر تأثيراً... "المركزية الأميركية المغرورة"

22 ابريل 2018
شون هانيتي (جاريد سيسكين/باتريك ماكمولان)
+ الخط -
من يحدّد مصير العالم؟ من يشكّل قدوةً ومثالاً يُحتذى به لملايين البشر؟ من هو الشخص المحبوب أو المكروه أو المخيف في كلّ العالم؟ تحاول مجلّة "تايم" الأميركيّة كلّ عام، الإجابة عن هذا السؤال، عن طريقٍ نشر ترتيبٍ لأكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم. ثمّة أحداثُ مهمة في قائمة هذه السنة، إذْ وردت في القائمة أسماء أشخاص معينين، الأمرُ الذي شكّل مفاجأة وصدمةً للكثير من الناس. على سبيل المثال، وجود اسم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أو الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أو الرئيس الصيني، شين جين بينغ، أو زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. 

المعايير التي تختار من خلالها المجلّة الشخصيّات، لا تعتمد فقط على القوّة أو امتلاك مصادر الثروة ومفاتيح الحياة، وإنما على التأثير، بل والقدرة على ممارسة التأثير، وتركِ أثرٍ عميقٍ في حياة الناس. لكن، كان من المدهش غياب أسماء معينّة متوقّعة، كاسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو اسم الدكتاتور السوري بشار الأسد، الذي تسبب بتهجير الملايين وقتل مئات الآلاف، واللذين يتحكمان بمصير كل منطقة الشرق الأوسط. كما لوحظ غياب اسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس وزراء الهند نارندرا مودي، إذ كان هذان الاسمان مدرجين في الصفوف الأولى منذ قائمة عام 2016.

وقد انتقد خبراء في مجال التصنيف نزاهة القائمة، وقالوا إنَّ الهوية الأميركيّة لمجلّة "تايم"، تلعب دورًا مهمًا في اختيار الأشخاص. وأكدواً مثلاً، أنّه لو لم تكن "تايم" أميركيَّة، لما وضع اسم مدير الحوارات الصحافيّة في تلفزيون "فوكس نيوز"، شون هانيتي، أو لاعب كرة القدم المشهور، ج.ج. وات. هانيتي، مثلاً، هو واحد من أهمّ صانعي الرأي المحافظين المقرّبين من الحزب الجمهوري في الولايات المتّحدة الأميركيَّة، ولكنّه ليس الوحيد بأي حالٍ من الأحوال، إذ يوجد غيره الكثيرون. أمّا وات، فقد جمع حوالي 37 مليون دولار أثناء فترة الإعصار الضخم الذي ضرب هيوستن، وذلك لمساعدة المصابين. لكن، هل هو أمرٌ كافٍ لأن يصبح أشخاص مؤثرون محلياً فقط في الولايات المتحدة الأميركيّة، مهمين على مستوى كل العالم؟ وأشار علماء اجتماع في جامعة "هومبولدت" في برلين، إلى أنّ هذه القائمة تختصر النظرة بأنّ "أميركا هي العالم" و"العالم هو على هامش أميركا"، و"ما هو مهم في أميركا مهم في العالم"، ويتم إهمال كتل سكانية هائلة في العالم العربي وشرق آسيا. وهذا يدلّ على شيء واحد فقط: "المركزية الأميركية في التعامل مع نفسها". إذ أشار خبراءُ إلى أنّه من غير المعقول ألا يتم ذكر أي أحد مسؤول عن المأساة السورية، وخصوصاً الرئيس السوري المجرم بشار الأسد الذي تسبب بتهجير أكثر من 12 مليون إنسان داخل وخارج سورية، وقالوا: "إنه مثل أن تتحدث عن الحرب العالمية الثانية وتهمل هتلر!".

ووفقاً للمجلة، فإنّ الاختيار هذه السنة، هو أكثر تنوُّعاً ودقة من كل السنوات الماضية. ولم يتمّ الاختيار حسب منطقة محددة أو فئة عمرية معينة، على خلاف السنوات الماضية. ويوجد في القائمة 45 شخصًا تقلّ أعمارهم عن 40 سنة، إذْ توجد مثلاً الممثلة البالغة من العمر 14 عامًا ميلي بوبي براون، كما توجد في القائمة 45 امرأة، وهو الأمر الذي لم يكن موجودًا من قبل.

وثمّة ميّزة أخرى في هذه القائمة الجديدة، وهو أنّ النص القصير الذي يعرف بشخص موجود في القائمة على سبيل المثال، يكون مكتوباً من قبل شخص آخر موجود أيضاً في القائمة. فكتبت مثلاً، آن هاثاوي، عن هيو جاكمان، وكتبت نايومي واتس عن نيكول كيدمان، وكتب بيل غيتس عن السويسري روجيه فيدرير، ستيفن سيلبيرغ عن غريتا غرويغ. كما وضع في القائمة اسم الصحافي الذي كشف فضيحة التحرش الجنسي ضد المنتج الأميركي هارفي وينستين.
المساهمون