في وسط البلد

25 يناير 2016
ميدان طلعت حرب (Getty)
+ الخط -
"سمعت وقع خطوات أمام باب شقتها، لحظات وبدأ الطرق، نظرت من عين الباب السحرية، فوجدت حارس العقار، فتحت، ووجدت قوة من الشرطة تحيط به، وتقتحم الشقة، وتعبث بكل مقتنياتها، تليفونها المحمول وحاسوبها الشخصي".. لم تكن تلك حادثة فردية تعرضت لها "رنا" التي تقيم في إحدى شقق وسط البلد المفروشة، خلال الأيام القليلة الماضية. فمع اقتراب الخامس والعشرين من يناير، تأهبت الشرطة واستعدت لإجهاض أي محاولة تدعو للتحرك في ذكر الثورة، ومن تأهبها اقتحام شقق وسط البلد المفروشة المحيطة بميدان التحرير "رمز الثورة" على مدار الأسبوع الماضي حتى اليوم دون إذن من النيابة، والتفتيش في كل المتعلقات الشخصية بما فيها أجهزة الهواتف المحمولة والحاسبات الشخصية، وهو ما دفع العديد من الأسر إلى الرحيل عن منازلهم في وسط البلد خلال تلك الفترة حتى تمر ذكرى الثورة.

تحكي "رنا" قائلة: "فوجئت بقوة من الشرطة بتقتحم الشقة، وبتفتش في كل أغراضي، ولما طلبت إذن النيابة، الضباط قاللي مفيش إذن نيابة، وطلب بطاقتي، و"باسوورد الفيس بوك" وبهدلوا الشقة عندي، وخلاني أفتح اللاب توب والموبايل بتاعي وقعدوا يفتشوا فيه، وفي الآخر مشوا من غير ما يقولوا حاجة"، مضيفة "خرجت أجري وراهم لقيتهم بيخبطوا على الشقق إللي موجودة جنبي، وعرفت إنهم فتشوا شقق العمارة المفروشة، بعد ما البواب دلهم عليها".

ويقول "محمود" أحد قاطني شقق وسط البلد: "كنت في الشغل يوم الأربعاء إللي فات، واتنين من أصحابي كانوا قاعدين في شقتي إللي مأجرها مفروش، فوجئوا بقوات الشرطة بتقتحم البيت، وبتفتح أجهزة اللاب توب بتاعتهم، لما اعترضوا وطلبوا إذن النيابة، أخدوهم وباتوا في القسم، وعملوا لي محضر ضبط وإحضار بصفتي مستأجر الشقة"، مضيفاً "ومن يومها وأنا مرجعتش البيت أحسن يتقبض عليا، وبأدور على مكان بعيد عن وسط البلد، خاصة وإن صاحب الشقة عرفت من أصحابي انه رمى حاجاتي ومتعلقاتي الشخصية برا الشقة، وقاللهم إن العقد اتفسخ".

وتعترض "منى"، إحدى سكان شقق وسط البلد، على تلك الإجراءات الأمنية قائلة: "أنا عندي طفلين، اضطريت آخدهم وأمشي أروح عند ماما في المعادي بسبب إللي بيحصل الأيام دي"، متابعة "الفيسبوك كله مليان عن الشقق إللي الشرطة اقتحمتها في وسط البلد، وأصحابي إللي ساكنيين في العمارات حواليا اتعرضوا للتفتيش واقتحام البيوت من غير إذن نيابة وبالمخالفة للقانون"، وتضيف "أنا فضلت إني أجنب أولادي الموقف ده وناس كثير من معارفي سابوا وسط البلد بقالهم كام يوم هم وأولادهم ومستنين لحد ما تعدي ذكرى 25 يناير والوضع يستقر عشان نرجع بيوتنا تاني، رغم إن الشقق المفروشة بس هي إللي تم إقتحامها، بيسألوا بواب العمارة على الشقق المفروشة وبيفتشوها، لكن معرفش حد تم تفتيش بيته مأجر إيجار جديد أو تمليك، بس في كل الأحوال الظروف مش مضمونة، وقررت أبعد من وسط البلد أصلا أنا وأسرتي، وأسر تانية كثير لحد ما الفترة دي تعدي"، متابعة "مستغربة جدا آداء الشرطة، وإقتحام الحياة الشخصية للناس بالطريقة دي، وحالة التوتر إللي بتفرضها في الظروف إللي إحنا فيها من خلال مخالفتها للدستور والقانون".


اقرأ أيضاً: عبد الرحمن منصور: لم ننتصر.. ولم ينتصروا أيضا
المساهمون