1
نحن ما زلنا في هذه الغرفة الصغيرة
نتنفسُ الريش المقذوف من وسائدنا
ولا نسأل كم تبقّى من هواء
نقفز حتى السقف
ولا تفارقنا الدهشة
وحين نقولها نعنيها
- إني لا أطالبُك بشيء، لا شيء إطلاقاً.
نفضُّ الجيبَ الداخلي وننبش أشياء بعضنا
نتركها مثل الغزاة ونستدير لنواصلَ في جهةٍ أخرى
من الغرفة
نُبقي مسافةَ غرزتين
للتحقق من الشفاء
لا شيء، إطلاقاً
يدُنا معقّمةٌ بالحبر حتى الكوع
نعيدُه إلى مكانه، ما تبعثَرَ من الأحشاء
الشيء الذي نبحث عنه ولا نعرف ما هو
2
تصدح الموسيقى في أرجاء الحجرة
Trio
بتناغمٍ، من دون مايسترو
وحريةٍ لا يحظى بها الثالث فيهم
بالمقدار ذاته!
3
تتركُ البابَ موارباً لي
أدخلُ وأخرجُ متى ما أشاء
مخافةَ توهُّمي أنه بيتٌ وله حارس
مخافةَ ما أن نفترقَ يحلُّ الظلام على جانبٍ هو في الحقيقة لا يعيش إلا في الضوء
-ولكني اعتدتُ حتى الشمس قد تكون آثمة
تُبقي الباب موارباً اضطراراً لئلا
يظن الليل أني فريسةٌ سهلة
وما إن تنتهي من الباب حتى تواجه الليل
تبارزُ الليلَ فتجرحني
تتوقف
إذا ما ضمّدتَ الجُرحَ ستتوضحُ حدود البيت
...
...
نرقص على الحافة ولا نصرخ
كائنات خفية انقذفت ولم تصل بعد
حبالٌ مفتولة من الكلمات شبكة غير مرئيةٍ
لرفع الأذى عن الساقطين أسفل الهاوية مصدّات رياح للهائمين
جدران عازلة للصوت إن احتجنا
نجومٌ تحرص على مسح آثارها في الصباح
يضمّنا الليل تحت جبّةٍ لامعة
حجابٌ مطلسم يوهمنا بالتشرد
متدثّرين بما له كل ليلة
من ملمسٍ غريب على جلدنا
...
...
وجهاً لوجه
ينقصُ الفرحُ نقطةً
كلَّ ليلة
مثل زيتٍ في سراج من دون مهلة!
4
لي البقاء وله كلُّ ذكرٍ طيب
ولا ذِكْرَ له استحياء هنا
لا في المتن
ولا الهامش
يفوقُ الخيال
حين يظهر
أنيسي بهيئةِ حزن
غريبٌ أن تردَّ السلامَ على الباقين وتعبره
تحذّرُ مثل أبٍ من خلف الباب
إذا ما كان قد انفرد بي
إذا ما...
اقتربْ أرجوكَ أكثر
أنا ورقةٌ
سقطت على طين شجرته
هو أحفورةٌ في الروح
أنا يا شيئاً من تفاصيل الروح بارّةٌ
وغرفتكَ في الطابق العلوي ذاتك
لا أبكي
عيناي من علوٍ شاهق
تتطلّعان الآن لنزولِ السلّم
درجةً درجة
أُقاربُ أن أسمّيك
فيجمدُ كلُّ شيء
الكلمةُ بخارٌ إن فتحت فمي
والضوء
تحت طبقةٍ سميكة من زجاج
* كاتبة من العراق