يطرح الباحث المغربي د. محمّد أندلسي في كتابه الجديد: "نيتشه ومعضلة التربية" ( منشورات الزمن، الرباط) إشكالية التربية عند الفيلسوف الألماني الشهير، ومساهمته العميقة في الحقل التربوي، حيث يقترح محطّم الأصنام نموذجًا بديلًا، يخالف المنظومة التربوية القديمة، المتكلّسة فكريًا.
ينتصر صاحب "هكذا تكلم زرادشت" للإنسان الذي كُبّل بقيودٍ ثقافيةٍ كثيرة، لئلا يتصرّف كحيوان، حتّى صارَ أكثر لطفًا، وأكثر بهجةً من كلّ الحيوانات. ويوجه سهام نقده اللاذع إلى ثقافة الترويض.
يتنكّر نيتشه لكّل أشكال التربية ذات الخطابات الإيديولوجية، لأنها ترويضٌ بشعٌ يجعل كلّ شيء في خدمة الدولة. وفي خدمة المؤسسة التربوية التي تخدم مصالح الدولة، وتقبر الحياة. ينتقد نيتشه الثقافة المؤسساتية، التي تخدم القوى الارتكاسية، التي تخلّت عن دورِها التحريري، وهيمنتْ على الإنسان، ويرفض خنوعَ الجامعات الذي حوّل الأساتذة إلى "مرضعات راقيات". يتحمّس نيتشه لأن يكون الكائن الإنساني هو المتحكّم في وجوده، من أجل السمّو به، ويحصر مهمّة المربي في تمكين المتعلّم من التحرّر من التلقين ومن وصايةِ النماذج. فالمربّي الحقيقي هو الذي يجب أن يشكّل نموذجًا للفرد، وأن يلتزم هذا المربّي بتواضع الفلاسفة.
ويرى نيتشه أن المهمّة الحقيقية للمربّي تتمثّل في السعي إلى تغييرٍ جذري لكلّ القيم، والمساهمة في تهيئةِ جيلٍ جديدٍ. ويظهر مفهوم التربية لدى نيتشه عبر السعي إلى إقامة مؤسّسات حقيقية للتربية والتكوين، هدفها إقامة علاقة مغايرة مع الطبيعة؛ لا تنزع إلى قهر "طبيعة" الإنسان، هكذا يصير الإنسان إلى ذاته، ويكون هو ذاته من دون أدنى إحساس بالذنب أو وعي شقي، وبالتالي تتحقّق "السعادة"، كحالةِ تحرّر فعلي للإنسان، لأنه من دون هذا التحرّر، تفقد الحياة معناها، وأفضل وسيلة للعثور على الذات، واستعادتها من جديد بعد ضياعها هي الثقافة والتربية.
يسعى الباحث المغربي محمّد أندلسي في هذا الكتاب، إلى إجلاء التمفّصل الذي يقيمه الفيلسوف الألماني، بين بناء مفهومٍ جديدٍ للتربية وبين إعادة تجديدِ الفكر الفلسفي، من خلال إعادة تعريف الفلسفة، وإسناد وظائف جديدة لها، عبر وضع أصول الفكر الفلسفي موضع تساؤل جذري.
يتنكّر نيتشه لكّل أشكال التربية ذات الخطابات الإيديولوجية، لأنها ترويضٌ بشعٌ يجعل كلّ شيء في خدمة الدولة. وفي خدمة المؤسسة التربوية التي تخدم مصالح الدولة، وتقبر الحياة. ينتقد نيتشه الثقافة المؤسساتية، التي تخدم القوى الارتكاسية، التي تخلّت عن دورِها التحريري، وهيمنتْ على الإنسان، ويرفض خنوعَ الجامعات الذي حوّل الأساتذة إلى "مرضعات راقيات". يتحمّس نيتشه لأن يكون الكائن الإنساني هو المتحكّم في وجوده، من أجل السمّو به، ويحصر مهمّة المربي في تمكين المتعلّم من التحرّر من التلقين ومن وصايةِ النماذج. فالمربّي الحقيقي هو الذي يجب أن يشكّل نموذجًا للفرد، وأن يلتزم هذا المربّي بتواضع الفلاسفة.
ويرى نيتشه أن المهمّة الحقيقية للمربّي تتمثّل في السعي إلى تغييرٍ جذري لكلّ القيم، والمساهمة في تهيئةِ جيلٍ جديدٍ. ويظهر مفهوم التربية لدى نيتشه عبر السعي إلى إقامة مؤسّسات حقيقية للتربية والتكوين، هدفها إقامة علاقة مغايرة مع الطبيعة؛ لا تنزع إلى قهر "طبيعة" الإنسان، هكذا يصير الإنسان إلى ذاته، ويكون هو ذاته من دون أدنى إحساس بالذنب أو وعي شقي، وبالتالي تتحقّق "السعادة"، كحالةِ تحرّر فعلي للإنسان، لأنه من دون هذا التحرّر، تفقد الحياة معناها، وأفضل وسيلة للعثور على الذات، واستعادتها من جديد بعد ضياعها هي الثقافة والتربية.
يسعى الباحث المغربي محمّد أندلسي في هذا الكتاب، إلى إجلاء التمفّصل الذي يقيمه الفيلسوف الألماني، بين بناء مفهومٍ جديدٍ للتربية وبين إعادة تجديدِ الفكر الفلسفي، من خلال إعادة تعريف الفلسفة، وإسناد وظائف جديدة لها، عبر وضع أصول الفكر الفلسفي موضع تساؤل جذري.