في الدروب المسلية إلى النهايات

12 مارس 2017
جاذبية سرّي / مصر
+ الخط -

مسليةٌ هذي الدروب إلى النهايةِ وقصيرة
أسيرُ فيها وأجرُّ ورائي كلَّ الصورِ التي أملكُها
أغسلُ يدي وأنا أبحثُ عن إصبعٍ يفهمُ النسيانَ أو يعرفُه
يداً لن تتردّدَ كثيراً قبل أنْ تكتبَ لكِ، تعالَي باكراً في كلِّ يوم
وحين تصلين، أُركِّبُ أصابعي على يدي
بنوايا خبيثةٍ عن خصرِك ووجنتيكِ
الأصابعُ التي ستَمسحُ عن شعرِك الأسودِ الفاحمِ
ما علقَ من فتور الليلةِ الماضية أو السنةِ الماضية
إنه حبٌّ يُشبه قصيدةً عنكِ
تسقطُ مني وأنا أسيرُ في الدروبِ المسليةِ والقصيرةِ إلى النهايات
مرةً كتبتُ عن منزلٍ بنيتُه على ضفةِ النهرِ كي أسمعَ حديثَ الماء
ومرةً كتبتُ عن دهشةِ طفلةٍ رأت ظلاً على يدِها لكنّها عمياء
ومرةًً قلت لأمي إنها فرحُ الماءِ على غيمةٍ، لكنها لا تحبُّ المطر
ثم بعد ذلك أفكّرُ بأشياءَ قليلةٍ جداً
كبراعةِ الخالقِ والخَلق
وسحرِ ضفيرةٍ على رأسِ امرأة
كرائحةِ الصباح
وشكلِ خطواتٍ تقعُ عن أقدامِنا في كلِّ ساعة
مع ذلك لديَّ كلُّ الأسبابِ لكي أفكرَ أكثر
لكنني أفضّلُ أنْ أتخيل
وتنقصني في الحبّ والهجرِ براعةُ الحياد
الآنَ ومن حفرةٍ صغيرةٍ في الدربِ أرى القليل
لا أزهو بأيّ شيء
وربما لا أحبّ أيّ شيء أو أيَّ أحد
أنا خالٍ تماماً كشجرة في آخرِ الخريف
لكنني سعيدٌ كورقةٍ خضراءَ نَبَتَت في أولِ الربيع
سعيدٌ جداً وأنا أقفُ منتصفَ الطريقِ المسليةِ القصيرة
سعيد وأنا أشاهدُ صورَنا معاً وكأنها لم تكن
والآنَ، ألقي آخرَ نظرةٍ خلفي لأرى كم البدايةُ بعيدة
وأقيسَ الوقتَ المتبقيَ للبَدءِ بجمعِ صورٍ جديدةٍ مرةً أخرى وأنا أسيرُ في النهايةِ القصيرةِ والمسلية
لعينٍ تحبُّ جمعَ الألوان.


* شاعر فلسطيني مقيم في موسكو

المساهمون