17 اغسطس 2014
... في التغريبة الفلسطينيّة
لدى مختلف الشعوب والمجموعات البشرية طقوسها المتعلقة بنمط حياتها وعلاقات الإنتاج ضمن إطارها، والصراعات التي خيضت وأسهمت في تشكيل الشعور والهوية الجمعيين لهذه المجموعات ـ الشعوب. وهذا لا يُنكَر على بني البشر. فمن طبائع العيش ضمن مجموعة بشرية ما، شعب، طبقة، جماعة مذهبية... إلخ، الانخراط النسبي، الذي قد يصل إلى حدود التماهي الصوفي لدى البعض، في معتقداتها والتعبير عنها بتمثيلات ورمزيات متعددة، تنم عن واقع هوياتي وشعور بهذا الواقع، له مكانه في وعي المنضوين ضمن إطار هذه المجموعة.
في الحالة الفلسطينية الآنية ـ المعاصرة، وبالترافق مع احتفالية المجتمع الاستعماري في فلسطين بإعلان إنشاء دولته على ما تم احتلاله من الأرض العربية عام 1948، وإطلاقه المتعدّد صفارات "الخلود" التي نبحت، قبل أيام، في جميع أنحاء الأرض المحتلة، بداعي استذكار ضحايا الهولوكوست من "اليهود" فقط، هي ذاتها الصفارات التي انطلقت بهدف الإنذار، وإعلان حالة الخطر، مطربةً الفضاء الفلسطيني قبل سنوات، بفعل صواريخ المقاومة من حدود فلسطين الشمالية وجنوباً من جيبها الغزاوي، تنطلق ذاتها اليوم في ذكرى "استقلالهم".
يحضر في الطرف الآخر للحكاية انهماك الحالة الممأسسة الفلسطينية بضع سويعات في استحضار ذكرى النكبة، سواء من المرحومتين، منظمة التحرير ودائرة شؤون اللاجئين، أو من طرف مَن يدعون أنفسهم "المجتمع المدني الفلسطيني"، أي المنظمات غير الحكومية المتموّلة المشتغلة في هموم اللجوء الفلسطيني، تسطيحاً واسترزاقاً.
اللافت في هذا الشأن أن التحضيرات والأموال والطاقات التي تُبذل في سبيل إتمام استعراضات كرنفالية بشأن ذكرى النكبة والقرارات التي تُتّخذ بهذا الشأن، كما غيره، بعيدة كل البعد عن المنبع الحقيقي لشرعية القرار. فالفلسطيني، سواء كان جائعاً محاصراً في مخيم اليرموك في دمشق، أم هائماً تحت قيظ مطلع الصيف في كرفانات إعادة الإعمار النرويجية في مخيم نهر البارد في لبنان، أو حتى إن كان من النيو ـ لاجئين في اسكندنافيا وتشيلي، إثر موجة ثانية، أو حتى ثالثة من التهجير، لا شأن له بما يتخذ بحقه، وباسمه، من فعل سياسي وحراك مصطنع. فقد جرت عادة إعادة استنساخ وتركيب واستحضار لأسوأ ما تمخّض عن حالات خلق الغوغاء، في ظل الدكتاتوريات العربية من الطغمة المتسلّطة على جهاز السلطة الفلسطينية، بشقيها، والمسنودة بحراب الاستعمار ومال الأميركيين وحلفائهم من أبناء نعمة مشروع مارشال في القارة العجوز.
يحضر في الطرف الآخر للحكاية انهماك الحالة الممأسسة الفلسطينية بضع سويعات في استحضار ذكرى النكبة، سواء من المرحومتين، منظمة التحرير ودائرة شؤون اللاجئين، أو من طرف مَن يدعون أنفسهم "المجتمع المدني الفلسطيني"، أي المنظمات غير الحكومية المتموّلة المشتغلة في هموم اللجوء الفلسطيني، تسطيحاً واسترزاقاً.
اللافت في هذا الشأن أن التحضيرات والأموال والطاقات التي تُبذل في سبيل إتمام استعراضات كرنفالية بشأن ذكرى النكبة والقرارات التي تُتّخذ بهذا الشأن، كما غيره، بعيدة كل البعد عن المنبع الحقيقي لشرعية القرار. فالفلسطيني، سواء كان جائعاً محاصراً في مخيم اليرموك في دمشق، أم هائماً تحت قيظ مطلع الصيف في كرفانات إعادة الإعمار النرويجية في مخيم نهر البارد في لبنان، أو حتى إن كان من النيو ـ لاجئين في اسكندنافيا وتشيلي، إثر موجة ثانية، أو حتى ثالثة من التهجير، لا شأن له بما يتخذ بحقه، وباسمه، من فعل سياسي وحراك مصطنع. فقد جرت عادة إعادة استنساخ وتركيب واستحضار لأسوأ ما تمخّض عن حالات خلق الغوغاء، في ظل الدكتاتوريات العربية من الطغمة المتسلّطة على جهاز السلطة الفلسطينية، بشقيها، والمسنودة بحراب الاستعمار ومال الأميركيين وحلفائهم من أبناء نعمة مشروع مارشال في القارة العجوز.
تحلّ ما تعرف بالذكرى الـ٦٦ لتأسيس "إسرائيل" على أنقاض الشعب الفلسطيني وتغريبته، إثر قيام دولتهم على أرضه، بينما ما زال الجدل دائراً حول آليات وأفق المصالحة الفتحاوية الحمساوية، بل ويتعدى ذلك، للغوص في تكهنات وتجليات يسهم الطرفان في إذكائها، وإشغال الشارع بها، من دفع الرواتب أو عدمه، وقطع لحصة منظومة أوسلو من ضرائب "المقاصة الإسرائيلية"، وكذلك ما سيطر وطغى على سواه من جوانب المصالحة، أي مصير إدارة الأجهزة الأمنية والميليشيات التابعة للتشكيلات الحكومية، في كل من غزة والضفة المحتلتين.
هذا كله في وقت تزداد فيه كثافة ضبابية المشهد الفلسطيني، في مختلف أماكن وجود الفلسطينيين في بلدهم وشتاتهم. إذ ليس من المستغرب على المسترزقين من نكبتنا ـ نكباتنا الاحتفال بها، لكن، ما لا يقبل الجدل أن النكبة لن تتوقف ولن تُفكّك على أيدي مشاريع هؤلاء، بل إن الأوان قد حان ليبادر المنكوبون إلى تعبيد الطريق الوعر إلى قراهم التي غطتها معالم المدينة الاستعمارية وأحراج الصندوق القومي اليهودي.
هذا كله في وقت تزداد فيه كثافة ضبابية المشهد الفلسطيني، في مختلف أماكن وجود الفلسطينيين في بلدهم وشتاتهم. إذ ليس من المستغرب على المسترزقين من نكبتنا ـ نكباتنا الاحتفال بها، لكن، ما لا يقبل الجدل أن النكبة لن تتوقف ولن تُفكّك على أيدي مشاريع هؤلاء، بل إن الأوان قد حان ليبادر المنكوبون إلى تعبيد الطريق الوعر إلى قراهم التي غطتها معالم المدينة الاستعمارية وأحراج الصندوق القومي اليهودي.