كشف المخرج الأردني ناجي أبو نوار حماسه الشديد، لقرب عرض فيلمه الروائي الطويل "ذيب" في دور السينما العربية، اعتباراً من التاسع عشر من شهر مارس/آذار المقبل في الأردن ولبنان والإمارات، وفي السادس والعشرين من الشهر ذاته في مصر، مضيفاً لـ "العربي الجديد": "خلال العشر سنوات الأخيرة، كان حلمنا هو أن نقدم سينما عربية، وأخيراً ننال الفرصة لمشاركة هذا الحلم مع الجمهور العربي"، واليوم يصل الفيلم إلى عين المشاهد العربي، بعد جولة طويلة حافلة بالجوائز التقديرية من عدد كبير من المهرجانات السينمائية العالمية الكبرى.
وفيلم "ذيب" الذي تدور أحداثه في صحراء الأردن أثناء الحرب العالمية الأولى في مجتمع مغلق يفتح عينيه على صدمة التغيير، منحه مهرجان أبوظبي السينمائي الذي أقيمت دورته الثامنة نهاية العام الماضي جائزة أفضل فيلم من العالم العربي. كما فاز في المهرجان ذاته بجائزة أفضل فيلم روائي من الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي). كما نال المخرج أبو نوار جائزة "اوريزونتي" لأفضل مخرج في مهرجان البندقية السينمائي هذا العام، وجائزة (فارايتي) لأفضل مخرج من الشرق الأوسط لهذا العام أيضاً.
وقال عبد الله الشامي الشريك الإداري في شركة "MAD Solutions"، أن عرض الفيلم على صعيد واسع في الوطن العربي بعد تحقيقه انتشاراً عالمياً كبيراً، يأتي لإتاحة الفرصة للجمهور بأن يشاهد تحفة بصرية فريدة، فالعالم العربي بمثابة بوتقة صهر ثقافية، لهذا لم نصدق أعيننا ونحن نرى كيفية احتضان الجمهور للفيلم خلال عروضه في المهرجانات السينمائية في المنطقة. فالفيلم ليس عن حياة البدو، إنه قصة إنسانية تمسنا جميعاً".
ويقدم فيلم "ذيب" مغامرة صحراوية تدور في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى. إذ تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.
وقد أثار الفيلم ردود أفعال نقدية متحمسة وإشادات فنية في الإعلام والصحافة العربية والدولية، فقد كتب عنه الناقد جاي فايسبيرغ في افتتاح مقاله بمجلة فارايتي "فيلم مغامرات كلاسيكية من أفضل طراز، يقدّم السكان المحليين بشكل لا يُصدق من خلال قصة محكية جيداً عن طفل بدوي يتفوق بدهاء على أعداء محتملين في الصحراء".
وقد حصل مخرج الفيلم على جائزة أفضل صانع أفلام عربي لعام 2014 من مجلة فارايتي، كما أصبح "ذيب" من الأفلام المفضلة للجمهور ولجان التحكيم في مختلف أنحاء العالم. إذ كان أول فيلم أردني يحصل على جائزة أفضل مخرج في مسابقة آفاق جديدة، ضمن مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، كما نال الفيلم تنويهاً خاصاً من مهرجان لندن السينمائي التابع لـمعهد السينما البريطاني، ثمّ جائزة أفضل فيلم من العالم العربي بمسابقة آفاق جديدة، وجائزة فيبريسكي لأفضل فيلم روائي في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، إضافة إلى شهادة تقدير خاصة في مسابقة آفاق السينما العربية ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة أفضل عمل إخراجي أول من المهرجان السينمائي الدولي لفن التصوير السينمائي (كاميريميج) في بولندا، ضمن مسابقة الأعمال الروائية الأولى للمخرجين.