تتصاعد وتيرة الهجمات الإلكترونيّة التي يشنّها قراصنة مجهولون على امتداد القارّة الأوروبية، فبعد أن أعلنت مجموعة من المستشفيات البريطانية تعطّل خدماتها نتيجة لتوقّف أجهزتها الإلكترونية، اشتكت مؤسسات وشركات أخرى، في إسبانيا وإيطاليا والبرتغال وروسيا وأوكرانيا، من تعرّضها إلى هجمات مماثلة.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، مساء الجمعة، إن الهجوم الإلكتروني الذي استهدف خدمة الصحة العامة (إن إتش إس) في بريطانيا كان "هجوماً دولياً".
وأضافت ماي، وفق ما ذكرت "فرانس برس"، أن الهجوم الإلكتروني استهدف دولاً ومنظمات عدة، وتابعت في تصريح تلفزيوني أن "الهجوم لم يكن يستهدف خدمة الصحة العامة (البريطانية)، بل هو هجوم دولي طاول بلداناً ومنظمات عدة"، غير أنها لم تحدد عدد الجهات المستهدفة.
وذكرت: "نعلم أن عدداً من مؤسسات هيئة الصحة الوطنية أبلغت عن تعرضها لهجوم إلكتروني... لكن ليس لدينا أدلة على أنه تم اختراق بيانات المرضى".
وتبادل مغرّدون لقطات مصوّرة لأجهزتهم التي قالوا إنها تعرّضت للاختراق، وتظهر تلك الصور بوضوح أن الفيروس المستخدم يطلب من الضحايا دفع ما يشبه "الفدية" لتعطيله، وهو نوع من الفيروسات ذائع الصيت في عالم الاختراق الإلكتروني.
Twitter Post
|
وغرّد أحد باحثي الأمن الإلكتروني أنّه اكتشف نحو 36 ألف حالة تعرّضت لفيروسات من ذلك النوع، ويحمل اسم "WannaCry" (أريد البكاء)، فضلاً عن أسماء أخرى مشتقة منه، واصفاً الهجوم بأنه "ضخم". ولم يتّضح بعدُ ما إذا كانت تلك الهجمات مترابطة، بحسب ما ذكر موقع قناة "بي بي سي" البريطانية.
Twitter Post
|
واشتكت مجموعة من الشركات الإسبانية من الهجوم، إذ أعلنت شركة "تيليكومز" العملاقة للاتصالات أنها مطّلعة على أمر الحادثة، لكن عملاءها وخدماتها لم يتأثرا. وكان من بين الضحايا أيضاً شركات مزودة للغاز وموارد الطاقة.
وفي إيطاليا، نشر أحد المستخدمين صوراً تظهر مختبر حاسوب في إحدى الجامعات وقد أغلقت كلّ أجهزته من قبل الفايروس نفسه.
ويطلب الفيروس دفع "الفدية" بالعملة المتعارف عليها إلكترونيّاً "البتكوين"، وتشير تقارير إلى أنّ ثمة محفظات "بيتكوين" مرتبطة بالفيروس قد بدأت تمتلئ بالعملة.
Twitter Post
|
وتنقل "بي بي سي" عن المهندس في المجال الأمن الإلكتروني، كيفن بومونت، قوله: "هذا هجوم إلكتروني كبير، يؤثر على منظمات عبر أنحاء أوروبا على نطاق لم أره من قبل".
(العربي الجديد)