وبحسب تقرير تلفزيون "CCTV" الذي نشر على موقع "يوتيوب"، فإن الشاب الصيني الذي عُدَّ بطلا، بعد مبادرته تلك، واسمه فنغ نينغ، كان قد انضم إلى الجيش كطالب جامعي في عام 2013. وتقاعد في سبتمبر/أيلول بعد الخدمة الكاملة، كان يغادر أحد المطاعم ليلة الأربعاء المنصرم، في مدينة إنشي بمقاطعة هوبي بوسط الصين، عندما سمع صراخ المرأة فانبرى لإنقاذها.
"أنا لست نادما. إنه لأمر مخز أني لم أتمكن من إنقاذها"، يقول فنغ. للأسف، كانت سرعة سقوط المرأة كبيرة بحيث لم يستطع فنغ فعل أي شيء يذكر لإنقاذها، بل فقد وعيه جراء قوة اصطدامها به وتعرض لعدد من الإصابات.
وتضمنت المقابلة التي أجراها تلفزيون "CCTV" مع فينغ، بعد إسعافه إلى المستشفى حيث يتلقى العلاج الآن، اللحظات الرهيبة للحادثة والتي رصدتها إحدى كاميرات المراقبة الأمنية المعلقة قريبا من مدخل المبنى الذي سقطت منه المرأة. وظهر فيه فنغ نينغ راكضاً رفقة آخرين لدخول المبنى، غير أنه يتخلف عن اللحاق بهم ويفتح ذراعيه لتلقف المرأة التي تسقط مثل صاروخ عليه فيسقط وإياها على الأرض.
بعد ذلك نشاهده وقد تجمهر حوله الآخرون، وكأنه تعرض لإصابة شديدة، بدا جلياً أثناء محاولة مساعدته من أحد الشباب، وهو ينقله إلى رصيف المبنى، أن الأذية تركزت في أحد ساقيه، إذ كان عاجزاً عن تحريكها. وذكر الطبيب المسؤول عن علاجه بأن فنغ يعاني من إصابات شديدة بمفصل في الركبة، وكسر بالساق، وتمزق بالأربطة.
وقال فنغ إنه كان خارجاً من مطعم عندما سمع أحدهم يصرخ طلبا للمساعدة من مبنى سكني مجاور. ثم رأى امرأة معلقة من نافذة في الطابق الـ11: "لا أعرف ما حدث بعد ذلك، ركضت إلى المبنى، لكنها كانت تسقط بالفعل قبل دخولي إليه. لذلك آثرت أن أستعد لالتقاطها".
أسعف فنغ إلى المستشفى، إلا أن المرأة ولسوء الحظ كانت قد فارقت الحياة، "كان هناك ضوضاء عالية، كما لو أن زلزالا يحدث، ثم سمعت شابا يصرخ من الألم"، "صرخ الشاب وبكى وتعرق بشدة، بدا أنه يواجه ألماً عظيماً" قال بعض ممن شهدوا الحادثة.