كان ولا يزال، فن الكروشيه، يشكل جزءاً من أعرق الهوايات التي مارستها الجزائريات منذ القدم، فقد أخلَصْن لها كموروث ثقافي. وتفنَّن في جعل تلك الخيوط البسيطة تتحوَّل إلى تُحَفٍ فنيَّة نادرة، تكون عادة قطعاً من جهاز العروس الأساسي. إضافة إلى كون هذه الهواية تقليداً متوارثاً، ما تزال تمارسه ربّات البيوت، لتزيين منازلهنّ أو لبيعه، وكسب قوتهنّ أحياناً.
ويختلف المؤرخون حول أصل هذا الفن، فهناك من يرى أنه انتقل من الصين إلى أوروبا ثم إلى بلاد المغرب العربي. في حين يرى آخرون، أنَّه ولد أصلاً في بلاد المغرب العربي، قبل أن ينتقل بشكلٍ عكسي إلى أوروبا، وتتبنَّاه نساء العائلات الارستقراطية اللاتي تعلَّمْنَه من الراهبات. ففي إيطاليا، تحول في القرون الوسطى إلى هواية منتشرة بين أوساط الطبقات النبيلة، لكنه عرف تطوراً كبيراً في إيرلندا بشكل خاص، وأصبح جزءاً من الصناعات النسيجيّة التي تدرُّ دخلاً مُعتبراً.
تقول، نادية، البالغة من العمر 47 عاماً في تصريح خاص لـ "العربي الجديد": "تعلمت الكروشيه وأنا في السادسة عشرة من عمري، علمتني إياه والدتي. حيث كان في ذلك الوقت، من المهم في المجتمع أن تتقن الفتاة الأشغال اليدوية المختلفة. وكان جمال المفارش التي تصنعها أي امرأة، هو واجهتها التي تتفاخر بها أمام جاراتها وصديقاتها، فكلّما كانت صناعتها دقيقة ومتقنة وجميلة، كُلَّما ارتفعت مكانتها الاجتماعية، وأصبحت محلَّ إعجابٍ وافتخار".
وتضيف نادية، التي ما تزال تمارس هوايتها في منزلها منذ ثلاثين عاماً: "الكروشيه علمني الصبر والتحدي، وأستطيع القول إنّي مدمنةٌ عليه، وما تزال تدهشني فكرة أن يتحوَّل خيطٌ عادي جداً إلى تحفةٍ فنيّة تتقاطع فيها الأشكال والرسومات بدقّةٍ وإتقان. هذه المتعة، لا يمكن إن تعرفها إلا من جربتها مثلي، وقد علمتها لبناتي، وأتمنى أن يحافظن على هذا التقليد من بعدي".
وفي حين تمارس نادية الكروشيه كهواية، فإن سليمة، التي لا تتجاوز الرابعة والثلاثين، قد جعلت منه حرفتها التي تكسب منها، حيث تصنع منه المفارش والثياب ومختلف المنتجات التي تبيعها. وحول ذلك، قالت لـ "العربي الجديد": "بدأت هذا العمل قبل أكثر من عشرة أعوام. كان الجميع يشيد بما كنت أصنعه لنفسي بعد أن تعلمت فن الكروشيه، ثم تطور الأمر، وأصبحت أستقبل طلبات من الجارات والصديقات. ومع الزمن، تحوَّل الأمر إلى حرفةٍ أكسب منها، وفي نفس الوقت أشعر من خلالها، أنني أحافظ على هويتي الجزائرية وعلى تراث جداتنا".
وحول ما يُهدِّد فن الكروشيه بالاندثار حالياً في الجزائر، واختفاء الراغبات في تعلّمه من فتيات الجيل الجديد، أضافت سليمة: "إن سبب عزوف الفتيات عن تعلمه، هو المنتجات الصينيَّة التي أصبحت تُصنَع بشكل آلي، والشبيهة بالمنتجات اليدوية مع فرقٍ كبير في الجودة طبعاً. إذْ أصبح شراء هذه المنتجات المزورة بديلاً لدى كثيرين. لكن يبقى بالتأكيد، هنالك اختلاف كبير بين الأصل والتقليد".
اقرأ أيضاً: أزياء المحجّبات خلال فصل الشتاء
ويختلف المؤرخون حول أصل هذا الفن، فهناك من يرى أنه انتقل من الصين إلى أوروبا ثم إلى بلاد المغرب العربي. في حين يرى آخرون، أنَّه ولد أصلاً في بلاد المغرب العربي، قبل أن ينتقل بشكلٍ عكسي إلى أوروبا، وتتبنَّاه نساء العائلات الارستقراطية اللاتي تعلَّمْنَه من الراهبات. ففي إيطاليا، تحول في القرون الوسطى إلى هواية منتشرة بين أوساط الطبقات النبيلة، لكنه عرف تطوراً كبيراً في إيرلندا بشكل خاص، وأصبح جزءاً من الصناعات النسيجيّة التي تدرُّ دخلاً مُعتبراً.
تقول، نادية، البالغة من العمر 47 عاماً في تصريح خاص لـ "العربي الجديد": "تعلمت الكروشيه وأنا في السادسة عشرة من عمري، علمتني إياه والدتي. حيث كان في ذلك الوقت، من المهم في المجتمع أن تتقن الفتاة الأشغال اليدوية المختلفة. وكان جمال المفارش التي تصنعها أي امرأة، هو واجهتها التي تتفاخر بها أمام جاراتها وصديقاتها، فكلّما كانت صناعتها دقيقة ومتقنة وجميلة، كُلَّما ارتفعت مكانتها الاجتماعية، وأصبحت محلَّ إعجابٍ وافتخار".
وتضيف نادية، التي ما تزال تمارس هوايتها في منزلها منذ ثلاثين عاماً: "الكروشيه علمني الصبر والتحدي، وأستطيع القول إنّي مدمنةٌ عليه، وما تزال تدهشني فكرة أن يتحوَّل خيطٌ عادي جداً إلى تحفةٍ فنيّة تتقاطع فيها الأشكال والرسومات بدقّةٍ وإتقان. هذه المتعة، لا يمكن إن تعرفها إلا من جربتها مثلي، وقد علمتها لبناتي، وأتمنى أن يحافظن على هذا التقليد من بعدي".
وفي حين تمارس نادية الكروشيه كهواية، فإن سليمة، التي لا تتجاوز الرابعة والثلاثين، قد جعلت منه حرفتها التي تكسب منها، حيث تصنع منه المفارش والثياب ومختلف المنتجات التي تبيعها. وحول ذلك، قالت لـ "العربي الجديد": "بدأت هذا العمل قبل أكثر من عشرة أعوام. كان الجميع يشيد بما كنت أصنعه لنفسي بعد أن تعلمت فن الكروشيه، ثم تطور الأمر، وأصبحت أستقبل طلبات من الجارات والصديقات. ومع الزمن، تحوَّل الأمر إلى حرفةٍ أكسب منها، وفي نفس الوقت أشعر من خلالها، أنني أحافظ على هويتي الجزائرية وعلى تراث جداتنا".
وحول ما يُهدِّد فن الكروشيه بالاندثار حالياً في الجزائر، واختفاء الراغبات في تعلّمه من فتيات الجيل الجديد، أضافت سليمة: "إن سبب عزوف الفتيات عن تعلمه، هو المنتجات الصينيَّة التي أصبحت تُصنَع بشكل آلي، والشبيهة بالمنتجات اليدوية مع فرقٍ كبير في الجودة طبعاً. إذْ أصبح شراء هذه المنتجات المزورة بديلاً لدى كثيرين. لكن يبقى بالتأكيد، هنالك اختلاف كبير بين الأصل والتقليد".
اقرأ أيضاً: أزياء المحجّبات خلال فصل الشتاء