وقد ضم الوفد عدداً من الفنانين والإعلاميين المصريين، والذين كانوا معروفين بموالاتهم لنظام الأسد، متجاهلين جميع المجازر التي ارتكبها بحق المدنيين السوريين، وأبرز الوجوه في الوفد كانت: فاروق الفيشاوي، وإلهام شاهين، والإعلامية بوسي شلبي، والمخرج السينمائي عمر عبد العزيز، والمخرج مسعد فودة رئيس اتحاد الفنانين العرب.
وقُوبلت هذه الزيارة التي لا تُعتبر الأولى من نوعها بغضب من قبل عددٍ من النُقّاد والفنانين المصريين والسوريين؛ إذ سبق لوفود فنية مصرية أن زارت دمشق مرات عدة، لتتحوّل إلى تقليدٍ يتم تكراره بشكلٍ شهري تقريباً.
ولم يتوقّف الأمر عند الزيارة المكرّرة والهادفة لدعم النظام السوري إعلامياً وفي الأوساط الفنية العربية، إنما حاول الفنانون توجيه رسائل سياسية يدعمون من خلالها النظام، ويظهرون أن مناطقه لا تُعاني من أي تداعياتٍ للحرب.
ونشرت الممثلة إلهام شاهين، على حسابها الرسمي على "إنستاغرام"، صورة لها أثناء تكريمها من قِبل نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان، والذي سبق أن فصل من النقابة عدّة فنانيين سوريين معارضين للنظام، وصورة أخرى تجمع الوفد المصري بوزير السياحة في حكومة النظام، بشر يازجي.
وعلقت شاهين على الصور بأنها "لم تجد أي آثار للحرب في سورية أو دمار أو خراب، بل وجدت سورية كما هي مثلما شاهدتها من قبل"، مضيفة أنها تتمنّى عودة الأمن والاستقرار لسورية، إضافة إلى عودة مهرجان السينما.
شاهين عُرفت منذ بدء الثورة السورية وحتى الآن بموقفها الموالي للأسد، وكانت قد قالت في لقاءاتٍ سابقة مخاطبةً الأسد: "الله يقويك والله ينصرك وربنا معاك"، ووصفت المعارضين للأسد بأنهم "ليسوا سوريين، بل مرتزقة من 35 جنسية، وأن مجازر الأسد مبررة، لأنه يدافع عن بلده، ولهذا كان الاحتفاء بها وتقدير جهودها في دعم النظام رفيعاً".
وفي أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015 عبّرت شاهين عن إعجابها وتقديرها بصمود جيش النظام السوري في وجه ما اعتبرته الإرهاب الذي تتعرّض له سورية. كذلك باركت للنظام السوري "تحرير حلب" إثر المجازر التي ارتكبها النظام هناك بحق المدنيين.
وأشارت في حوار مع فضائية "الحياة" المصرية ضمن برنامج 100 سؤال إلى أن من وصفتهم بـ"المرتزقة في سورية" ينتمون إلى عشرات الجنسيات، بينها القوقازية والأفغانية وغيرهما، ويتلقون دعماً من أنظمة أخرى، معربة عن أملها في انتصار الأسد قائلة "أحيي الرئيس بشار الأسد من كل قلبي، لأنه يحارب هؤلاء المرتزقة وأدعو له بالنصر".
النظام السوري ردّ هذا الدعم اللامتناهي بتكريم الوفد المصري، في دار الأوبرا في دمشق، وكرّم خلالها إلهام شاهين والفنان المصري فاروق الفيشاوي والمخرج المصري عمر عبد العزيز بعضوية شرف من قبل نقابة الفنانين السوريين، والتي يصفها الفنانون السوريون المعارضون بأنها تحوّلت خلال سنوات الثورة إلى فرع أمني كبير.