فنانون يمزجون الحياة الشعبية بالأساطير

23 نوفمبر 2017
محمد أبو النجا/ مصر
+ الخط -
يستضيف "غاليري ضي" في القاهرة ثلاثة معارض لفنانين مصريين يجمعهم العمل الأكاديمي وتفترق تجاربهم، هشام عبد الله (1972) في النحت ومصطفى يحيى (1948) في الرسم والتصوير، ومحمد أبو النجا (1960) في أعماله المفاهيمية، حيث تفتتح عند السادسة من مساء بعد غدٍ السبت وتتواصل حتى الثامن من الشهر المقبل.

تستحوذ أسطورة الخلق على العديد من أعمال عبد الله النحتية التي تتنوّع خاماتها بين الحديد والبرونز والخشب، عبر البحث في تشكيلات الجسد الذكورية والأنثوية ومقارباتها الفلسفية والجمالية، في محاولة للمزاوجة بين الأساطير القديمة وخاصة المستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، وبين تمثّلات حداثوية الشكل تميل إلى الرمز.

يبرز النحّات الصراع والقلق في حركة الأجساد المنحوتة وتكثيف حالات التوق والشغف التي تعيشها، وبحثها عن تواصل يعيد تشكّلها من جديد، ما يفرض تكوينات دائرية ومكوّرة في ابتعاد عن الزوايا والسطوح الحادة.

هشام عبد اللهأما يحيى فيذهب في لوحاته إلى تصوير الحياة الشعبية في القاهرة، حيث تحتشد شخصياته في الحارة تمارس أدوارها الاجتماعية من الباعة والمارّة وأصحاب المهن إلى جانب حضور طاغٍ للمرأة التي تقف على الشباك وأمام المرآة وحول المائدة وغيرها من الأمكنة.

يستحضر الفنان الأزقة والمقاهي والبيوت والسلالم الخلفية كما هي في الواقع، لكنها في بعض الأعمال تنزاح إلى فضاءات سوريالية؛ مجنون يهرول فى شوارع القاهرة العتيقة، ويتحرّك الناس بملابس غريبة وكأنهم يرقصون البالية أو يقفزون من النوافذ، كما تظهر سحابة سوداء وعناصر أخرى تعكس بعداً عجائبياً.

من جهته، يواصل أبو النجا اشتغاله على تصنيع الورق يدوياً واستخدامه داخل لوحته والتي تتجاور مع صور فوتوغرافية وقصاصات من مجلات وصحف في محاولة لتوثيق الحياة المصرية المعاصرة، وإعادة طرح الأسئلة حول التحوّلات التي تعيشها المدينة ومتغيرات السياسة والثقافة وانعكاسها على الفن.

يتعامل الفنان مع عمله كمختبر لطرح أفكاره ورؤاه في الشكل والمضمون، إذ لا يستخدم الورق كتقنية، بل بوصفه خامة غير تقليدية تقترب من الطبيعة، فاستفاد مما يوفّره نبات البردي وكذلك الألوان الطبيعية المستخلصة من الصخور والنباتات كقيمة تعبيرية جديدة.

المساهمون