تمر اليوم ست سنوات على مجزرة رابعة والنهضة، التي عرفت إعلامياً باسم "مذبحة رابعة"، ونفذتها قوات الأمن المصرية لفض اعتصامات المعارضين لانقلاب 3 يوليو 2013، حيث كانت الاعتصامات الرئيسية في ميداني رابعة العدوية في القاهرة، والنهضة في محافظة الجيزة.
اختلفت التقديرات حول عدد القتلى والمصابين في الأحداث، حيث جاء في التقارير الرسمية لوزارة الصحة سقوط 670 قتيلا ونحو 4400 مصاب من الجانبين. في حين تقول الأرقام والمؤشرات غير الرسمية إن العدد تجاوز الأربعة آلاف.
بالطبع، لم يغب الفنانون عن الحدث، وتم استخدامهم كما هو معتاد لتبني وجهة نظر نظام الانقلاب ومهاجمة الإخوان لتمرير الجريمة.
هاجم المخرج خالد يوسف، الذي أشرف على إخراج مظاهرات 30 يونيو، استقالة البرادعي، قائلا إنها خيانة لشعب مصر وثورته، ووجه التحية لـ 43 شهيدا من أبناء الشرطة، زعم أنهم قتلوا في أعمال الفض، وهو ما لم تقل به السلطات الرسمية، بينما صمت تماماً عن سقوط المئات من المعتصمين.
وعبر الفنان عزت العلايلي عن أسفه الشديد، تجاه "ما تقوم به جماعة الإخوان من أعمال عنف وسفك دماء المصريين في الشوارع بعد فض اعتصامهم"، مشيراً إلى أنهم "رفضوا كل سبل الحوار والتفاهم للخروج من هذه الأزمة لأنهم يريدون الخراب لمصر".
كما حمّلت الممثلة إلهام شاهين، جماعة "الإخوان المسلمين" مسؤولية ما يحدث من حرق الأقسام والكنائس، خوفًا من وضعهم داخلها، واتهمتهم بأنهم هم "الذين ارتكبوا أعمال العنف والإرهاب والقتل يوم 28 يناير2011"، وهي الأحداث التي حوكم بسببها رموز نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك.
وفي نفس الاتجاه، ولنفس الأسباب التي سيقت من سابقيهم، جاء التأييد من فردوس عبد الحميد، وأحمد وفيق، والمخرج علي عبد الخالق، وصلاح عبد الله، ولوسي، وخالد الصاوي، ونبيل الحلفاوي، وكذلك المنتج و"الشاعر" مدحت العدل، الذي مهد لعملية فض رابعة والنهضة، بتأليف أغنية "إنتو شعب وإحنا شعب"، التي غناها علي الحجار.
اقــرأ أيضاً
وعلى الجانب الآخر، كان هناك من الفنانين من اتخذوا موقفًا مغايرًا، فرغم الخلاف الحاد من جانبهم مع جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنهم أعلنوا فورًا رفضهم لفض الاعتصامات بالقوة.
كان من أبرزهم خالد أبو النجا، مؤكدًا أن اختلافه في الرأي مع المتظاهرين لا يعني فض الاعتصام بالقوة؛ لأن ذلك يعيد البلاد إلى الوراء وفق تصريحاته، ورغم تأييده لمظاهرات 30 يونيو إلا أنه اعتبر ما حدث "نقطة سوداء".
لم يختلف الفنان هشام عبد الحميد عن سابقه قائلًا: "كنت أتمنى أن يتم فضه بالمعايير الدولية وليس بالطريقة التي تم بها وهى غير مقبولة".
وبعد مرور شهرين على فض اعتصامي "رابعة والنهضة"، نشر الفنان أحمد حلمي في 20 أكتوبر 2013، العديد من الانتقادات للحكومة وطريقة أدائها في إدارة شؤون البلاد، وهاجم من خلال صفحته على فيسبوك عددًا كبيرًا من مؤيدي فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، قائلًا: "اكتشفت الفترة الأخيرة إن فيه مصريين كتير، ماشيين بمبدأ طز في الإنسانية والدم والكرامة والثورة، بس المهم مرسي ميرجعش الحكم".
حمزة نمرة كان أبرز من رفض فض الاعتصامين، وشارك بعد ذلك في عدد من المسيرات التي خرجت لرفض 30 يونيو، وبعد الفض كتب على حسابه الشخصي على موقع تويتر: "رجاء وإنت بتعيد وقاعد وسط أسرتك وولادك، افتكر إن فيه ناس ولادهم دمهم ساح، وناس ولادهم مرميين في السجون ظلم، وناس ولادهم اتيتموا".
التعبير عن رفض المذبحة وجرم الحدث، لم يقتصر على الفناين المصريين، بل جاءت المشاركة من فنانين عرب؛ فكانت أغنية "طالع" للفنان المغربي رشيد غلام، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2013، التي أهداها لضحايا رابعة العدوية، لترسم صورة ما وقع في يوم حزين عاشته مصر بعد الانقلاب العسكري، وتلا ذلك مشاركته في أوبريت "رابعة الصمود"، في مارس/ آذار 2013، والذي خاطب العالم بعدة لغات، منها العربية والتركية والإنكليزية والإسبانية، وجمع عددًا من الفنانين، مثل وجدي العربي، وحامد موسى المصريين، والأردني إبراهيم الدردساوى، والتركي محمد علي أرسلان، والفلسطينية ميس شلش، وإسلام شكري من إسبانيا، والجزائري عبد الرحمن بوجبيلة، والكويتي أحمد الهاجري، واللبناني عبد الله الزعبي، والسوري يحيى حوا، إلى جانب فريق غنائي من أميركا، وعدد آخر من الفنانين المؤيدين لقضية ضحايا رابعة.
وشارك المغني اللبناني الأصل السويدي الجنسية، ماهر زين، عبر إصداره في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، أنشودة "حتى لا ننسى"، أكد فيها أن الثورة قادمة لا محالة بقوله: "حتما سنعود".
وكان لأسماء البلتاجي ابنة القيادة الإخواني والمعتقل حاليًا، محمد البلتاجي، النصيب الأكبر من الأغاني، بعد استشهادها في المذبحة، وكانت أولى تلك الأغنيات التركية هي "نامي في سلام"، مستوحاة من كلمات والدها لها، وغنتها فرقة "جروب يورويوش"، وتمت إذاعتها في 27 أغسطس/ آب 2013.
اقــرأ أيضاً
وفي 30 أغسطس 2015، أهدى الفنان التركي محمد علي أرسلان أغنية جديدة لأسماء البلتاجي، وناداها فيها بـ"يا لؤلؤة الأرض ويا زينة السماء"، بجانب أغنية حورية وطن والتي غناها محمد الصنهاوي، من كلمات إسلام هجرس وألحان صهيب شكري.
ووسط عملية تزييف التاريخ الجارية حاليًا وقلب الحقائق لأحداث عاصرناها وشهدها ملايين، تجاه ثورة 25 يناير 2011، وتشويه رموزها من قبل إعلام النظام الرسمي والخاص برعاية المخابرات، واتهام من قاموا بها وساندوها ودعموها، بالخيانة والعمالة لمن سموهم بأعداء الوطن، فكان من الطبيعي ألا يظهر عمل فني محايد يقف على حقيقة ما حدث، أسبابه ودوافعه ومآلاته
بالطبع، لم يغب الفنانون عن الحدث، وتم استخدامهم كما هو معتاد لتبني وجهة نظر نظام الانقلاب ومهاجمة الإخوان لتمرير الجريمة.
هاجم المخرج خالد يوسف، الذي أشرف على إخراج مظاهرات 30 يونيو، استقالة البرادعي، قائلا إنها خيانة لشعب مصر وثورته، ووجه التحية لـ 43 شهيدا من أبناء الشرطة، زعم أنهم قتلوا في أعمال الفض، وهو ما لم تقل به السلطات الرسمية، بينما صمت تماماً عن سقوط المئات من المعتصمين.
وعبر الفنان عزت العلايلي عن أسفه الشديد، تجاه "ما تقوم به جماعة الإخوان من أعمال عنف وسفك دماء المصريين في الشوارع بعد فض اعتصامهم"، مشيراً إلى أنهم "رفضوا كل سبل الحوار والتفاهم للخروج من هذه الأزمة لأنهم يريدون الخراب لمصر".
كما حمّلت الممثلة إلهام شاهين، جماعة "الإخوان المسلمين" مسؤولية ما يحدث من حرق الأقسام والكنائس، خوفًا من وضعهم داخلها، واتهمتهم بأنهم هم "الذين ارتكبوا أعمال العنف والإرهاب والقتل يوم 28 يناير2011"، وهي الأحداث التي حوكم بسببها رموز نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك.
وفي نفس الاتجاه، ولنفس الأسباب التي سيقت من سابقيهم، جاء التأييد من فردوس عبد الحميد، وأحمد وفيق، والمخرج علي عبد الخالق، وصلاح عبد الله، ولوسي، وخالد الصاوي، ونبيل الحلفاوي، وكذلك المنتج و"الشاعر" مدحت العدل، الذي مهد لعملية فض رابعة والنهضة، بتأليف أغنية "إنتو شعب وإحنا شعب"، التي غناها علي الحجار.
وعلى الجانب الآخر، كان هناك من الفنانين من اتخذوا موقفًا مغايرًا، فرغم الخلاف الحاد من جانبهم مع جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنهم أعلنوا فورًا رفضهم لفض الاعتصامات بالقوة.
كان من أبرزهم خالد أبو النجا، مؤكدًا أن اختلافه في الرأي مع المتظاهرين لا يعني فض الاعتصام بالقوة؛ لأن ذلك يعيد البلاد إلى الوراء وفق تصريحاته، ورغم تأييده لمظاهرات 30 يونيو إلا أنه اعتبر ما حدث "نقطة سوداء".
لم يختلف الفنان هشام عبد الحميد عن سابقه قائلًا: "كنت أتمنى أن يتم فضه بالمعايير الدولية وليس بالطريقة التي تم بها وهى غير مقبولة".
وبعد مرور شهرين على فض اعتصامي "رابعة والنهضة"، نشر الفنان أحمد حلمي في 20 أكتوبر 2013، العديد من الانتقادات للحكومة وطريقة أدائها في إدارة شؤون البلاد، وهاجم من خلال صفحته على فيسبوك عددًا كبيرًا من مؤيدي فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، قائلًا: "اكتشفت الفترة الأخيرة إن فيه مصريين كتير، ماشيين بمبدأ طز في الإنسانية والدم والكرامة والثورة، بس المهم مرسي ميرجعش الحكم".
حمزة نمرة كان أبرز من رفض فض الاعتصامين، وشارك بعد ذلك في عدد من المسيرات التي خرجت لرفض 30 يونيو، وبعد الفض كتب على حسابه الشخصي على موقع تويتر: "رجاء وإنت بتعيد وقاعد وسط أسرتك وولادك، افتكر إن فيه ناس ولادهم دمهم ساح، وناس ولادهم مرميين في السجون ظلم، وناس ولادهم اتيتموا".
التعبير عن رفض المذبحة وجرم الحدث، لم يقتصر على الفناين المصريين، بل جاءت المشاركة من فنانين عرب؛ فكانت أغنية "طالع" للفنان المغربي رشيد غلام، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2013، التي أهداها لضحايا رابعة العدوية، لترسم صورة ما وقع في يوم حزين عاشته مصر بعد الانقلاب العسكري، وتلا ذلك مشاركته في أوبريت "رابعة الصمود"، في مارس/ آذار 2013، والذي خاطب العالم بعدة لغات، منها العربية والتركية والإنكليزية والإسبانية، وجمع عددًا من الفنانين، مثل وجدي العربي، وحامد موسى المصريين، والأردني إبراهيم الدردساوى، والتركي محمد علي أرسلان، والفلسطينية ميس شلش، وإسلام شكري من إسبانيا، والجزائري عبد الرحمن بوجبيلة، والكويتي أحمد الهاجري، واللبناني عبد الله الزعبي، والسوري يحيى حوا، إلى جانب فريق غنائي من أميركا، وعدد آخر من الفنانين المؤيدين لقضية ضحايا رابعة.
وشارك المغني اللبناني الأصل السويدي الجنسية، ماهر زين، عبر إصداره في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، أنشودة "حتى لا ننسى"، أكد فيها أن الثورة قادمة لا محالة بقوله: "حتما سنعود".
وكان لأسماء البلتاجي ابنة القيادة الإخواني والمعتقل حاليًا، محمد البلتاجي، النصيب الأكبر من الأغاني، بعد استشهادها في المذبحة، وكانت أولى تلك الأغنيات التركية هي "نامي في سلام"، مستوحاة من كلمات والدها لها، وغنتها فرقة "جروب يورويوش"، وتمت إذاعتها في 27 أغسطس/ آب 2013.
وفي 30 أغسطس 2015، أهدى الفنان التركي محمد علي أرسلان أغنية جديدة لأسماء البلتاجي، وناداها فيها بـ"يا لؤلؤة الأرض ويا زينة السماء"، بجانب أغنية حورية وطن والتي غناها محمد الصنهاوي، من كلمات إسلام هجرس وألحان صهيب شكري.
ووسط عملية تزييف التاريخ الجارية حاليًا وقلب الحقائق لأحداث عاصرناها وشهدها ملايين، تجاه ثورة 25 يناير 2011، وتشويه رموزها من قبل إعلام النظام الرسمي والخاص برعاية المخابرات، واتهام من قاموا بها وساندوها ودعموها، بالخيانة والعمالة لمن سموهم بأعداء الوطن، فكان من الطبيعي ألا يظهر عمل فني محايد يقف على حقيقة ما حدث، أسبابه ودوافعه ومآلاته
وعلى الجانب الآخر، لم تقدم المعارضة للانقلاب العسكري برموزها الفنية عملاً فنياً يليق بالحدث الجلل، والذي احدث شرخا في المجتمع يزداد يوما بعد يوم، وكان فارقا على المستوى الإنساني واستباحة دماء المعارضين بدم بارد.