فنانة شابة عالقة في جسد طفل

13 ابريل 2015
في الرسم لا أحتاج إلى مساعدة (باركروفت ميديا)
+ الخط -
غيريجا سرينيفاس تبدو وكأنّها طفل في الثالثة من العمر أو الرابعة في أحسن الأحوال. طولها 76 سنتيمتراً، ووزنها لا يتجاوز 12 كيلوغراماً. ومع ذلك، هي تبلغ من العمر 19 عاماً.

ولدت سرينيفاس في ولاية بنغالور في الهند، بعدم اكتمال نمو خَلقي. ومنعتها حالتها من الوقوف أو حتى الجلوس منتصبة طوال عمرها، خوفاً من كسر أيّ عظام في جسدها الصغير.

تلك الإعاقة منعت الشابة من كلّ ما تمارسه بنات جيلها في مجتمعها. ومع ذلك، فقد اعتادت على قضاء الوقت بممارسة هواية الرسم، التي تحولت مع الأيام إلى عملها الدائم بحسب تقرير لموقع "نيويورك بوست".

تقول الشابة: "لقد أريت الجميع ما بإمكاني فعله". وتتابع: "صحيح أنّ والدتي تساعدني في تناول الطعام وغير ذلك، لكن، في ما يتعلق بالرسم، لا أحتاج لأيّ مساعدة من أحد".

وعن الفوائد المادية لهوايتها، تقول إنّها تبيع ما بين خمس لوحات وست شهرياً. وتجني ما يتراوح بين 128 دولاراً أميركياً و160.

تعيش سرينيفاس مع والدها ووالدتها وشقيقها الأكبر. وتقول عن المال الذي تجنيه: "عليّ أن أساعد عائلتي، ولذلك أحتاج إلى مثل هذا المدخول". فوالدها خياط بسيط، بينما يذهب كلّ وقت والدتها في رعايتها هي بالذات.

من جهتها، تقول الوالدة ناندا بايي إنّ العائلة واجهت الكثير من المصاعب منذ البداية. وتفسر: "حتى اليوم، يصعب علينا الاهتمام بابنتنا. فحالتها تحزننا دائماً. عندما ولدت لم تكن كغيرها من الأطفال. وبعد أن أبلغنا الأطباء بأنّ حالتها ستستمر مدى الحياة انفطرت قلوبنا".

ومع ذلك، فإنّ سرينيفاس لا تطلب أيّ شفقة، بل الاعتراف بموهبتها فحسب. وتقول: "لا أريد أن أكسب الشعبية بسبب حالتي الطبية النادرة، بل أريد الشهرة ذات يوم بسبب موهبتي الفنية. لديّ هدف في تحقيق ما هو أكثر في الحياة. هو حلمي في السفر إلى الخارج، والوصول إلى إنجاز عظيم".

وعن عدم تمكنها من الدخول إلى المدرسة بسبب حالتها، تقول: "لست حزينة على ذلك، بل لم أهتم بالأمر كثيراً أيضاً".

وعلى الرغم من سخرية البعض من حجم جسدها، فإنّ سرينيفاس تبدي دائماً امتنانها للدعم الذي تلقته من عائلتها وأصدقائها.

وتقول عن ذلك: "يتهكم كثيرون عليّ، ويطلقون عليّ أسماء ساخرة مثل المجنونة، ويضحكون من حالتي. حتى إنّهم يستغربون كيف لوالدي أن يهتم بي. لكنّ أفراد عائلتي يعاملونني كشخص عادي، ولديّ أصدقاء في مثل عمري. هؤلاء لا يضايقونني أبداً بالسخرية من جسدي الطفولي".
المساهمون