فليترك لنا سانتا عربته!

30 ديسمبر 2018
+ الخط -

ينتظرُ أطفال العالمِ نهاية العام وبداية عامٍ جديد بكلّ شوق للترحيب بالرجل الضّحوك، صاحبِ اللّحية البيضاء، وعربة الهَدايا والأماني الجميلة، وكذا حال أطفال فلسطين يَنتظرون سانتا صاحب الرّداء الأحمر، يقفون بأعين بريئة، وأيدٍ بيضاء نقيّة ينتظرون سانتا ليؤدي معهم صلاة العيد في بيت لحم، مهد السيد المسيح، حاملين في أكفهم كما هو حالهم على الدّوام رسالة التّسامح والمحبة والسّلام، يعد أطفالنا ليصطحبوا سانتا في جولةٍ فلسطينيّة تتحدث عن تاريخنا وواقعنا أنّ هذه الأرض هي أرض الأنبياء والتّسامح والسّلام، وأنّ "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، نسير معه إلى مدينة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام أبي الأديان الإبراهيميّة الثلاثة، مدينة الخليل، لنريه أنّ هذه المدينة لا يجوع فيها أحد، وأنّها تستقبلُ جميع ضيوفِ سيدنا إبراهيم بالتّرحيب والود، نستسمِحه بأن يقلّنا بعربته الثلجية لقضاء جولتنا؛ لأنه لا يمكن خلق ونشرُ رسالة الحبّ والتّسامح والسّلام مع وجود الاحتلال وأسلاكه الشائكة التي تقطعُ التّواصل بين أبناء الأديان السماويّة، نأخذه في جولة إلى مدينة السّلام، معراج سيدنا محمد للسماوات العُلى للقاء إخوته أنبياء الله، نسير به في درب سيدنا المسيح الذي نشاركه في هذا الدرب الألم؛ لنريه أنّ هناك في ذات الدّرب نسج التاريخ عراقته في كفي بائعة الزعتر الجبليّ الفلسطينيّ، وتجمّع في وجوه أجدادنا من يحتفظون بمفاتيح كنائس مدينة القدس ومساجدها. 

 

سوف يكون هذا العام مختلفًا لسانتا، سوف يقدّم له أطفال فلسطين الهدايا ليجمعها في كيسه السّحري، ويجوب بها العالم، سوف نسير به إلى مدن فلسطين التي تشهدُ الحياة والتّطور والانفتاح، سوف نجعله يشاهد بأمّ عينه أنّ هناك شجرة عيد ميلاد وضعت في قلب كل مدينة فلسطينية لتنير دروب الطرقات، وتبثّ البهجة في وجوه أطفال فلسطين، ولتقول للعالم أجمع أنْ لا نور بأرضٍ لا تضيؤها شجرة الميلاد، سوف ندعوه لالتقاط الصّور التذكاريّة خلف برميل الاسمنت الذي استشهد خلفه محمد الدرة وبجانب بيت عائلة دوابشة ونهديه الحجارة من ركام بيت خنساء فلسطين، سندعو عهد التميمي "أيقونة فلسطين" للسّلام عليه، ولتعطيه رسالةً للعالم أجمع أنّنا شَعب نقاوم بسلام، سوف نهديه كرسي الشهيد الصحافي المقعد إبراهيم أبو ثريا، ليساعده في نشر الإنسانية والدّفاع عن الحق، وهو يهم بالخروج من مدننا الفلسطينية التي تسابق في تطورها وتقدمها أكبر المدن في العالم سندعوه لالتقاط بقايا قنابل الصّوت والغاز والرصاص بمختلف أشكاله من أمام مدارس الأطفال ليحملها معه في كيس هداياه ليقدم للعالم قصة أطفال يريدون الحياة في هذه الأرض.

سنهديه كتابًا يحمل في ثناياه أنّ إدوارد سعيد ورفعت النمر ودرويش وابراهيم وفدوى طوقان وماجدة الرومي ومحمد عساف وإبراهيم غنام وأنطونيو سقا وغيرهم الكثير هم فلسطينيون حملوا رسالة الحبّ والسلام، وسنودعه بعزفٍ للثلاثي جبران متأملين منه أن يترك لأطفال فلسطين عربته ليجوبوا بها الطرقات وينشروا رسالتهم للتّسامح والسّلام.