فلسطين: المجلس الأرثوذكسي يحذر من خطورة صفقة "مار الياس"

05 يناير 2015
المشروع سيشكل ضربة قاصمة لاقتصاد بيت لحم (معمر عواد/Getty)
+ الخط -

حذر أعضاء من المجلس الأرثوذكسي في فلسطين والأردن من خطورة ما يعرف بصفقة "مار الياس" والتي عقدها البطريرك، كيريوس ثيوفيلوس الثالث، مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتي تتضمن تسريبات لأراضي دير مار الياس إضافة إلى أملاك البطريكية ووقفها الخاص إلى سلطات الاحتلال بغرض إقامة مشروع فندقي على تلة المطار ما بين القدس المحتلة ومدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.

وقال عضو المجلس الأرثوذكسي، عدي بجالي، خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله، اليوم الاثنين، إن صفقة البطريركية اليونانية الأرثوذكسية مع الاحتلال شكلت بنية تحتية لست مستوطنات في غلاف مدينتي القدس وبيت لحم، إضافة إلى المشروع الفندقي والذي سيضم عدداً من الفنادق بعدد كبير من الغرف يصل إلى 1200 غرفة للفندق الواحد، مشيراً إلى أن هذا المشروع سيكون ضربة قاصمة لاقتصاد مدينة بيت لحم، إضافة إلى المكان الاستراتيجي له حيث سيطل على معظم المناطق والبلدات في المدينتين.

ولفت إلى أن هذا المشروع لن يتوقف عند المجمع الفندقي فقط، بل سيكون تمهيداً لشق طرقات تؤدي إلى تجمعات نقاط استيطانية جديدة جميعها ستقام في نطاق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والتي تدخل حدود الدولة الفلسطينية، مؤكداً أن البنى التحتية لتلك المستوطنات تمت وتتم بموافقة المسؤولين عن البطريركية، كونه لم تجر أية عملية مصادرة من الاحتلال لتلك الأراضي، سوى أنه وتحت هذا المسمى تتآمر البطريركية مع السلطات الإسرائيلية لتسريب هذه الأملاك والتي تبلغ 20 في المائة من الأوقاف الدينية بمختلف أطيافها سواء كانت مسيحية أم مسلمة.

من جهته، حذر عضو المجلس الأرثوذكسي، أليف صباغ، أهالي بيت لحم والجهات الفلسطينية المسؤولة من خطورة بناء الفنادق الإسرائيلية مع تنفيذ هذا المشروع، حيث سوف يحول بيت لحم إلى مجرد مزار لملايين السياح الأجانب على مدار العام، كون المشروع الفندقي والمستوطنات التي ستقام هي المستفيد الوحيد من الزوار من خلال استقطابهم وجذبهم إلى خدماتهم ومشاريعهم السياحية.

وأوضح أن أصحاب الفنادق السياحية في بيت لحم لن يكون أمامهم سوى خيارين، الأول هو العمل على استئجار الفنادق والمحال التجارية السياحية من الإسرائيليين أصحاب المشروع الفندقي الذي سيكون على مشارف المدينة، أو الخيار الثاني هو الهجرة والبحث عن مصادر رزق خارج فلسطين.

ودعا السلطات الفلسطينية والأردنية إلى الوقوف إلى جانب الرعايا الأرثوذكس في فلسطين والأردن، ودعمهم من أجل تحرير البطريركية من مسربي الأراضي والمفرطين في الأملاك الوقفية والدينية والمحافظة عليها٬ مطالباً بعدم إبقائهم أمام خيارات الارتماء في أحضان الاحتلال وأحضان الهجرة، وكذلك العمل على ملاحقة المسربين ومقاضاتهم.

كما طالب أعضاء المجلس جميع أبناء الطائفة الأرثوذكسية في فلسطين إلى تحويل ملف التسريبات إلى قضية رأي عام والوقوف أمام كل المحاولات الرامية إلى القضاء على الوجود العربي المسيحي في فلسطين، ومنع تحويل بيت لحم إلى مجرد مزار فقط.