فلسطيني يودع 2014 برسم على رمال بحر غزّة

غزة

عبد الرحمن الطهراوي

avata
عبد الرحمن الطهراوي
01 يناير 2015
+ الخط -

من وسط مدينة القدس المحتلة، إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط الممتد على طول قطاع غزّة غرباً، انتقل المسجد الأقصى، على شكل مجسم رسمه الشاب أسامة سبيتة، على الشاطئ الذهبي، للقطاع المحاصر، والمعزول عن العالم من كافة الجهات، منذ أكثر من سبع سنوات.

واختتم الشاب سبيتة، أعماله في عام 2014، بكتابة العام الجديد باستخدام رمال البحر، بشكل فني لفت انتباه زوار الشاطئ الذهبي، بينما يستعد سبيتة لرسم عدة أشكال توثق سلسلة من الأحداث التي شهدها القطاع، خاصة في العدوان الإسرائيلي الأخير.

وانطلق قطار الرسم عند سبيتة منذ طفولته، ويقول أسامة (23 عاماً) في حديثه لـ "العربي الجديد"، إنّ القلم كان رفيقه في كل مكان، وإن أعجبه أحد المشاهد يحاول رسمه على أي شيء يجده، وبغض النظر عن حجم الإتقان، كان يكتفي بالمحاولات وتشجيع الأهل والأصدقاء.

ويضيف: "لم أتوقف يوماً عن ممارسة الرسم بمختلف أنواعه، وتنقلت من رسم المشاهد الطبيعية إلى الشخصيات إلى الأحداث الميدانية، وقبل بضع سنوات توجهت للرسم وتشكيل المجسمات باستخدام رمال البحر، مبيناً أنه يجد نفسه في الرسم ويعبر من خلاله عن قضايا شعبه".

ويتميز الفنان سبيتة، وهو خريج  قسم المحاسبة من جامعة الأزهر بغزّة، بقدرته العالية على الجمع بين عدة فنون، كالرسم على الزجاج أو الرسم باستخدام القهوة والزيت، والرسم والكتابة على الجدران، وكذلك الحرف اليدوية والتطريز المدني والفلاحي، والنحت على الحجر، والرسم بقلم الفحم.

وأتقن سبيتة الرسم على الشاطئ، قبل نحو عامين، ويقول، اعتدت الذهاب إلى شاطئ البحر بشكل شبه يومي، ورسم مجسمات مختلفة، من أفكار تأتي لي بشكل عشوائي، إلا أن تلك الرسومات نالت إعجاب المصطافين على الشاطئ، وشكلت لديّ قاعدة جماهيرية، كانت تنتظر قدومي بشغف.

ويوضح أنه أحب الرسم على رمال البحر في فصل الشتاء، لأن الرمال تكون متماسكة ومبتلة بالمياه، مما يساعد على سهولة وسرعة إنجاز الشكل الفني، وإبقائه متماسكاً لأطول فترة ممكنة، بينما الرسم في فصل الصيف يستغرق نحو ثلاث ساعات، وتتقلص المدة للنصف في فصل الشتاء.

 ويمتلئ أرشيف الفنان، بصور لوحات رملية واكبت الأحداث الميدانية التي كانت تطفو على الساحة بين الحين والآخر، فرسم مجموعة من الحمام وكتب أسفل منهم "الحرية للأسرى"، وعبر عن مدى ارتباط الشعب الفلسطيني بالشعب المصري، بتشكيل الأهرامات الفرعونية الثلاثة، ونقش أسفلهم كلمة "مصر".

 ويذكر الفنان سبيتة، أن أهم ما يحتاجه الرسم على الرمال، هو توفير أكبر قدر من الهدوء والتركيز بجانب السرعة في العمل، مضيفاً أنه لا يستخدم في عمله سوى كف يدوي بسيط لنقل الرمال ولتخطيط الشكل الفني وإبرازه على السطح، ولديه القدرة على تشكيل أي رسمه على الرمال.

 ويشتكي أسامة من غياب الدعم من الجهات المختصة وعدم توفر حاضنة حقيقية لدعم أعماله وتنميتها، مشيراً إلى أن الرسم على الرمال فن جديد دخل إلى قطاع غزة قبل سنوات قليلة، بينما توارده الأحلام في افتتاح مرسم خاصة به، تصل أصداؤه إلى العالمية.

دلالات
المساهمون