فلسطينيّان يبدعان في فنّ "البيت بوكس"

غزة

عبد الرحمن الطهراوي

avata
عبد الرحمن الطهراوي
21 يناير 2016
B0D2D7D9-B5BB-4F8F-AF25-124DF396EA1C
+ الخط -


تثيرُ العروض الفنيَّة التي يقدّمها الشابان الفلسطينيّان، محمد عريف (21 عاماً)، وأحمد العمريطي (17 عاماً)، إعجاب ودهشة الحضور الذين لم يسبق لهم أن استمعوا لمقاطع موسيقية، تصنع من الفم فقط دون استخدام الآلات الموسيقية المعتادة.

ويبدع الثنائي الغزي في ممارسة فن "بيت بوكس" Beatbox، الذي يهتمُّ بتقليد الآلات الموسيقية وبعض الأصوات الناتجة عنها، باستخدام حركة اللسان وممرّ الأنف والحنجرة. وبجانب ذلك، يستخدم الفنانان ضمن عروضهم إيماءات وحركات الجسد، التي تقترب من فن الراب والهيب هوب.


ويشعر الشابان بالسعادة البالغة عند تقديمهما عرضاً فنياً، كونهما يعتبران من أوائل الفنانين الفلسطينييّن الهواة الذين أدخلوا فن "بيت بوكس" إلى قطاع غزَّة، الذي يعاني من ويلات الحصار الإسرائيلي المشدَّد منذ قرابة العقد.

ويقول عريف لـ "العربي الجديد"، إن فن "البيت بوكس" يعتمد بشكل أساسي على تشكيل مقاطع موسيقية حرة عبر مجرى التنفس، ومخارج الحروف العربية والإنجليزية، مبيناً، أن هذا الفن يمكن ممارسته بشكل فردي، أو عبر مجموعات مكوّنة من عدة أشخاص.

وأوضحَ أنَّه تعلم فنّ "البيت بوكس" تدريجيّاً عن طريق مقاطع الفيديو الموجودة على الشبكة العنكبوتيَّة، ومتابعة أعمال نجوم البيت بوكس العالميين، مثل "أليم"، و"نيبوم"، و"سكيلر". لافتاً إلى أنَّه يستعد لتعلم علوم الموسيقى، التي تعد عنصراً هاماً لممارسي ذلك الفن القديم. 
ويرتبط فن "البيت بوكس" بحياة الإنسان البدائي، الذي كان يصنع الأصوات الموسيقية باستخدام التصفيق والنفس الطويل والقرع على الطبول، مع بعض حركات الجسد.

وخلال العقود الماضية ازدهر "البيت بوكس" في الدول الغربية، وحديثاً وصل إلى بعض الدول العربية. أما صديقه، أحمد العمريطي، الذي يمتلك موهبة الغناء، فاعتبر تفاعل الجمهور مع عروض "البيت بوكس" دليلاً على حبّ أهالي غزة للاستقرار، وعلى رغبتهم بالتخلُّص من تداعيات الاعتداءات الإسرائيليَّة المتكرِّرة التي دمَّرت مقوّمات الحياة.

ويوضح العمريطي لـ "العربي الجديد"، أنَّه بدأ ممارسة فن "البيت بوكس" بشكل عفوي أثناء تأديته لأعماله اليوميَّة. ولكن منذ قرابة خمس سنوات، توجه نحو تطوير وتنمية قدراته عبر متابعة أعمال "البيت بوكس" المتوفرة على موقع “اليوتيوب"، في ظل غياب الخبراء المحليين المهتمين بهذا الفن.

ويتفق الشابان، على أن فن "البيت بوكس" موهبة ذاتية، يجب تعزيزها بتطوير بعض المهارات الشخصيّة المتعلّقة بالقدرة على المزج بين الأصوات خلال وقت قصير، وإتقان مخارج الحروف، وتحديداً التي تخرج من الحنجرة واللسان.

ويخوض الثنائي الغزي تدريباتٍ يومية وفق الإمكانيات المتاحة لهما، وذلك سعياً منهما لتحقيق أحلامهما التي تتمثّل بالمشاركة في البرامج العربيّة المتخصّصة بالمبدعين، وأصحاب القدرات المميّزة، بالإضافة إلى سعيهما نحو الحصول على عضوية في الاتحاد العالمي لممارسي فن بيت بوكس.

إقرأ أيضاً: حفلُ الزفاف بين الحداثة والتّراث
المساهمون