فلسطينيون يواجهون العطش وسط قيظ الصيف

26 يونيو 2016
تضطر سلفيت إلى شراء المياه من الاحتلال الإسرائيلي (Getty)
+ الخط -
يعاني عشرات آلاف الفلسطينيين، منذ أيام، وسط قيظ الصيف، من انقطاع المياه، بينما يتبادل المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون الاتهامات في آخر حلقات النزاع حول هذا المورد النفيس.

وتجلس فاطمة علي في حديقتها ذات الأرضية المشققة من الجفاف بين نافورة بلا ماء، وقن لم تحصل دجاجاته على نقطة ماء منذ أيام، في بلدة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة.

ولم تحصل فاطمة وأفراد أسرتها السبعة على ماء منذ مرور صهريج قبل خمسة أيام، تم تخصيصه لتزويد سكان سلفيت، الذين يقدر عددهم بـ 15 ألف شخص، وآلاف آخرين من القرى المجاورة.

وقالت: "لدي أحفاد لا يمكنهم الاغتسال وهم بحاجة إلى مياه للشرب". وتقارب درجات الحرارة الأربعين عند الظهر.

وفي هذه المنطقة، التي تمتد فيها بساتين الزيتون وواحات النخيل على مد البصر عند سفوح التلال، يخصص قسط من الماء للري.

وأجّلت فاطمة مأدبة إفطار رمضاني لعشرين شخصا كانت مقررة مساء اليوم ذاته. وأوضحت: "لا يمكنني أن أطبخ ولا أن أنظف الأواني ولا تقديم مياه الشرب، كما لا يمكن لضيوفي أن يغسلوا أياديهم".

وتضطر سلفيت، كغيرها من المدن الفلسطينية، إلى شراء المياه من الاحتلال الإسرائيلي. ومع اشتداد درجات الحرارة يتم تحويل قسم من الماء العائد للفلسطينيين إلى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وفق السلطات الفلسطينية.





ويقول شاهر اشتية، رئيس بلدية المدينة: "سلفيت تحتوي على أكبر مخزون مياه جوفية في فلسطين التاريخية، وليس لدينا ماء لنشربه، لأن مياهنا سرقت وحولت إلى إسرائيل أو المستوطنين"، الذين يستولون كل عام على المزيد من الأراضي في الضفة الغربية المحتلة.

من جهته، يقول صالح عتانا، مدير قسم المياه في بلدية سلفيت، إنّ المستوطنين "لا يحدث لديهم انقطاع في الماء، الأمر لا يطاول إلا المدن والقرى الفلسطينية، وبالتالي فإن الإسرائيليين لا يقولون الحقيقة حين يؤكدون أن الأمر يطاول المنطقة كلها". لكن أوري سخور، المتحدث باسم هيئة المياه الإسرائيلية، يقول إن ذلك غير صحيح وإن الفلسطينيين والإسرائيليين يعانون بالتساوي من نقص الماء الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك.

ويندد الفلسطينيون بهيمنة الاحتلال الإسرائيلي على اللجنة المشتركة، المكلفة بمنح تراخيص حفر الآبار وإقامة البنى التحتية.  ويقولون إن اللجنة لم تجتمع منذ سنوات.

ويتذمر زاهر ماضي من الآثار المأسوية على قطيعه من البقر. وقال الفلسطيني البالغ من العمر 49 عاما "نفقت حيوانات وأجهضت بقرات".

وأضاف: "أحتاج إلى عشرة أمتار مكعبة من الماء يوميا، ولا أتلقى حاليا إلا عشرة أمتار مكعبة كل أربعة أيام"، مشيرا إلى أربعة سطول ماء متبقية من الكمية التي حصل عليها قبل يوم. وتابع "أحيانا أُضطر إلى عدم إعطاء العلف خشية أن تطلب الماء، إذا استمر الوضع سأتخلى عن كل شيء".

 

المساهمون