فقد الشاب البرازيلي فلاديمير دا سيلفا بصره تدريجياً بسبب حادث عمل، لكنّه اكتشف موهبة غير متوقعة لديه هي القدرة على التقاط الصور الفوتوغرافية بالاعتماد على حواسه الأخرى بحسب تقرير يتحدث فيه إلى موقع "وورلد كرانش".
يقول دا سيلفا: "ولدت في ولاية ريو غراندي دو سول، لكنّني غادرت مسقط رأسي مع بداية بحثي عن عمل. وفي التاسعة عشرة حصلت على أول وظيفة لي في مصنع أحذية في ضواحي بورتو أليغري وعملت فيها خمس سنوات".
كان هذا الحال دائماً لكنّه في أحد الأيام بينما كان يعمل وخز عينه بدبوس عن طريق الخطأ، وبينما أرجع رأسه بقوة بسبب الألم، انسكب صمغ مصهور عالي الحرارة في عينيه. في عيادة المصنع نظف اختصاصي عينيه من البقايا وأرسله مجدداً إلى العمل. لكنّ المشاكل بدأت تظهر، فقصد طبيباً آخر أخبره أنّه سيخسر النظر خلال ستة أشهر.
يتابع دا سيلفا: "كنت في الرابعة والعشرين وأحسست أنّ حياتي انهارت بالكامل. عدت إلى البيت مترقباً الكارثة. هذا ما دفعني إلى شراء حبل متين بهدف الانتحار. وبينما كنت أعقده حول رقبتي مرّت فكرة في خاطري. أحسست بأنانية ما أقدم عليه، فلم أفكر بالحزن الذي سأسببه لعائلتي وأصدقائي. هذه الفكرة أعادتني إلى الواقع، وفهمت أنّ الحياة يمكن أن توفّر لي فرصاً أخرى".
بادر إلى تعلّم لغة برايل، وأنجز ذلك في ثمانية أشهر. كذلك، تعلّم كيف يتجول في المحيط، بل كيف يرسم أيضاً. يقول: "بعد أربع سنوات من الحادثة سألتني مدرّبة في مركز للأشخاص المكفوفين إن كنت أقبل التحدي في تعلّم التصوير الفوتوغرافي. فوجئت وأجبتها: شخص مكفوف يصوّر، كيف ذلك!؟ قالت لي: لديك حواس أخرى".
وبالفعل، بدأت التدريبات واشترى دا سيلفا كاميرا صغيرة وحصل على نصائح كثيرة من المدربة، وبات شغوفاً بهذه الهواية: "لا أبصر، لكنّني أعرف أين توجد الأشياء من خلال الإصغاء، وأقدّر المسافات من خلال بعد الصوت أو قربه من أذني أكان صوت كلام أم تغاريد أم البحر نفسه".
اليوم، يبدو دا سيلفا سعيداً، فهو متزوج ولديه ابنة في الخامسة اسمها فيتوريا. يتابع هوايته ويقدم محاضرات للأشخاص ذوي الإعاقة حولها، ويحلم بتجهيزات أفضل تمكّنه من إنتاج فيلم وثائقي حول قضاياهم.