فقراء سورية محرومون من كعك العيد

20 يوليو 2015
إقبال ضعيف على شراء الحلويات في دمشق (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

حرمت الحرب وارتفاع الأسعار، معظم السوريين من فرحة شراء كعك وحلويات العيد. يأتي ذلك في الوقت الذي برر فيه التجار زيادة الأسعار، بارتفاع سعر الدولار، والمواد الداخلة في صناعة الحلويات.

وضربت الحلويات، خلال عيد الفطر، أسعاراً قياسية لم تشهدها سورية خلال سنوات الحرب الماضية، فقد زادت بنحو 25% في العاصمة دمشق، حسب تجار لـ"العربي الجديد".

ويقول تاجر في أحد محلات الحلويات من حي دمر في العاصمة دمشق، عماد مستو، لـ"العربي الجديد"، إن أسعار كعك العيد والحلويات ارتفعت بنحو الربع مقارنة بالعام الماضي، بسبب ارتفاع الدولار، وغلاء أسعار المواد الأولية، مشيراً إلى أن التجار لم يلتزموا بالتسعيرة الجبرية، بسبب ارتفاع تكلفة المواد المستخدمة في الصناعة من دقيق وسمن وغيرها، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود.

وعبر سوريون عن استيائهم من الارتفاعات الجنونية لأسعار الحلويات، في ظل غياب الرقابة، وانتشار حالات الغش والتلاعب بالأسواق.

وتقول موظفة في القطاع الصحي، تسكن في شارع حلب بدمشق، زينب جابر، إن الحرب والغلاء وقفا أمام عاداتنا المتوارثة خلال الأعياد بشراء الكعك من أجل إدخال البهجة على الصغار، فلم يعد هناك تناسب بين دخولنا والأسعار، حيث إن أجري 23 ألف ليرة شهرياً فقط (الدولار = 286 ليرة).

وحول إمكانية الاستغناء عن المتاجر وصناعة الحلويات منزلياً، أكدت جابر لـ"العربي الجديد"، كنا نصنع الحلويات في المنازل، لكن أصبح ذلك مستحيلاً، في ظل ارتفاع أسعار الطحين والسكر والسمن، التي تضاعفت أكثر من 6 مرات خلال الحرب، "هذا إن توفرت الكهرباء لنصنع الحلويات في أفراننا المنزلية".

وأضافت أنه من يرى حجم المشردين في الشوارع والحدائق والأبنية المهدمة، ربما يلوم نفسه لأنه يفكر في الحلوى والعيد، فالفقراء ليس لهم عيد، وأبواب المحلات مغلقة في وجوههم.

وأكدت الإحصاءات الرسمية أن معدل البطالة بين الشباب ارتفع إلى ما نسبته 70%، في حين زادت نسبة الفقر عن 50% من إجمالي السكان.

وفي حين تتعالى صيحات السوريين من الغلاء واستغلال التجار وأصحاب المحال، اكتفى وزير التجارة الداخلية التابع للنظام السوري، حسان صفية، في تصريحات صحافية أخيراً، بالتنبيه على ضرورة الحفاظ على وتطوير صناعة الحلويات الدمشقية، والاستمرار في طرح تشكيلة واسعة من المنتجات بمواصفات ونوعية جيدة ترضي مختلف الأذواق وبأسعار معقولة، وتلبي جميع احتياجات المواطنين من مختلف السلع والمواد الضرورية.

أما في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة، فتزيد معاناة السوريين، حيث قالت الناشطة الإغاثية في ريف دمشق، زين الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إن الناس في المدن والمناطق المحاصرة منذ عدة سنوات لا يفكرون في حلوى العيد ولا ملابس الأطفال، وينشغلون بتأمين المياه والخبز، حيث يزيد سعر كيلو السكر عن 1200 ليرة، وطحين القمح يباع بـ800 ليرة.

ولكن الحقوقي يحيى عبود، قال لـ"العربي الجديد"، إن محافظة إدلب المحررة شهدت لأول مرة، منذ أربع سنوات، شراء حلويات العيد، لكنه كان ضعيفاً.


اقرأ أيضاً: سلع العيد مؤجّلة عند السوريين

المساهمون