وكان دي ميستورا التقى، حتى وقت متأخر من ليل الاثنين الماضي، رئيس مجلس قيادة الثورة السورية الذي تم تشكيله أخيراً، قيس الشيخ، وممثلي أكبر فصائل المعارضة في حلب، كحركة "حزم" وحركة "نور الدين زنكي" ولواء "الأنصار" وممثلي "الجبهة الإسلاميّة".
وتناولت اللقاءات، بحث الشروط الواجب توفّرها لتطبيق اقتراح دي ميستورا، القاضي بتجميد القتال في مدينة حلب. وجدد المبعوث الدولي، أمام ممثلي الفصائل السورية، وفق مصادر "العربي الجديد"، اقتراح "تجميد القتال في المدينة، ليتلو ذلك فتح معابر بين قسمي المدينة، يمكن للمدنيين العبور من خلالها، بالإضافة إلى إعادة تأهيل البنية التحتيّة وتشغيل الخدمات الأساسيّة، بعد إيقاف القصف والاشتباكات في المدينة"، حيث تتقاسم قوات المعارضة والنظام السيطرة على شطريها.
وطالب ممثلو قوات المعارضة، وفق المصادر، بألا يقتصر التجميد على مدينة حلب، مصرّين على ضرورة شموله ريفها الشمالي، بما يضمن عدم استفادة قوات النظام من تجميد القتال في المدينة، والتفرّغ لشنّ هجوم على مناطق سيطرة قوات المعارضة في ريفها.
وفي محاولة لإيجاد مخرج وسطي، دعا دي ميستورا ممثلي قوات المعارضة إلى "القبول مبدئياً بتجميد القتال في مدينة حلب، انطلاقاً من حصوله أثناء زيارته إلى دمشق على موافقة النظام السوري على تجميد القتال في المدينة فقط"، وتضيف المصادر، أن ممثلي المعارضة العسكريّة جددوا رفض الاقتراح، مؤكدين "ضرورة ألا يكون تجميد القتال في مدينة حلب سبباً لتفرّغ النظام للقتال في ريفها، مطالبين بضمانات دولية حول عدم إقدام النظام على مهاجمة قوات المعارضة في ريف المدينة، بعد دخول التجميد حيّز التنفيذ".
وأظهر ممثلو قوات المعارضة، بحسب المصادر ذاتها، موقفاً موحّداً لجهة عدم قبول تجميد القتال في مدينة حلب وحدها من دون ريفها، خصوصاً في ظلّ الوضع الميداني الجيد، الذي باتت تتمتع به قوات المعارضة، إثر هجومها الأخير على بلدتي نبل والزهراء، المواليتين للنظام السوري في ريف حلب، وبعد تقدمها الأخير في محيط بلدة حندرات الاستراتيجية، شمالي حلب.
وكان رئيس المكتب التنفيذي في مجلس "قيادة الثورة"، صبحي الرفاعي، قد أشار في تصريحات لوكالة "الصحافة الفرنسيّة"، إلى أنّ الأمم المتحدة عرضت وقف إطلاق النار في مدينة حلب، لكنّ مجلس قيادة الثورة يريد مناقشة الأوضاع في كل سورية، موضحاً أن وجهة نظر المجلس هي أن "سورية واحدة ولا تتجزأ"، في إشارة منه إلى رفض المجلس اقتصار تجميد القتال على مدينة حلب.
من جهتها، رفضت المتحدّثة باسم المبعوث الأممي، جولييت توما، التعليق على التسريبات الصحافية من المصادر الموالية للنظام السوري حول اشتراط النظام السوري حصر تجميد القتال في مدينة حلب فقط، مؤكّدة في تصريحات صحافية، أنّ "الخطة قيد البحث ولا نعلم حدودها الجغرافيّة حاليّاً".
ومن المقرّر أن يتوجه مساعد دي ميستورا، رمزي عز الدين، إلى العاصمة السوريّة دمشق، قبل نهاية الأسبوع، ليحمل للنظام السوري نتائج ما توصلت إليه لقاءاته، بقيادات قوات المعارضة وقيادات الائتلاف السوري المعارض والحكومة السوريّة المؤقّتة.