فشل مفتي النظام السوري أحمد بدر حسون، الذي يزور العاصمة العراقية بغداد حالياً على رأس وفد ديني قادماً من دمشق، في لقاء عدد من الزعامات الدينية السنية، ومحاولته الترويج لعقد مؤتمر لسنّة العراق وسورية.
وتوجّه حسون، مساء أمس الثلاثاء، إلى جامع "الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان" للقاء أعضاء المجمع الفقهي العراقي، أحد أبرز الواجهات السنية في البلاد، إلا أنه لم يوفق في لقاء أي من أعضاء المجمع الفقهي باستثناء طلاب علم كانوا داخل الجامع.
وتشير معلومات خاصة لـ"العربي الجديد"، من مصادر داخل الحكومة العراقية وديوان الوقف السني في بغداد، إلى أنّ "زيارة مفتي بشار الأسد إلى بغداد تهدف لإقناع الزعامات الدينية السنية في البلاد بعقد مؤتمر خاص لسنّة العراق وسورية، الشهر المقبل، يتناول ما يصفه حسون مستقبلهم ومحاربة التكفير والإرهاب والتطرف القادم من وراء الحدود".
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت، في بيان رسمي، عن وصول حسون إلى العراق، وعقده اجتماعاً مع وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، جرى خلاله البحث في "الخروج من ضيق الخطاب المذهبي، ومجريات الحرب على الإرهاب، وأهمية محاربة الأفكار المتطرفة"، بحسب البيان.
كما عقد حسون لقاءات مع رئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم، وعدد من قادة الأحزاب الدينية والسياسية وقادة مليشيات مختلفة.
وأكد مسؤول بديوان الوقف السني العراقي لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ زيارة حسون إلى مرقد وجامع الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، مقر المجمع الفقهي العراقي، كانت "لعرض عقد مؤتمر لسنة العراق وسورية يهدف إلى الخروج بمقررات تنتهي بدعم نظام الأسد والنظام في بغداد، ومهاجمة التطرف والإرهاب الذي ستتهم به دول عربية بعينها"، بحسب قوله.
وأوضح المسؤول أنّ "حسون لم يستقبله أحد في مقر المُجمّع على الرغم من إرساله رسالة مسبقة بقدومه"، معرباً عن اعتقاده بأنّ "حسون قد يعاود الزيارة هذه الليلة، لكنّه لن يحصل بالتأكيد على موافقة من قبل المجمع الفقهي على إقامة المؤتمر".
ولفت مسؤول ديوان الوقف السني إلى أنّ "حسون حصل على موافقة شخصيات منبوذة من قبل الشارع العراقي بشكل عام، وهما مهدي الصميدعي المعروف باسم (مفتي المالكي)، والآخر خالد الملا، أحد كوادر كتلة دولة ائتلاف القانون بزعامة نوري المالكي".
بدوره، قال المتحدث باسم المجمع الفقهي العراقي الشيخ مصطفى البياتي، في تصريح صحافي، اليوم الأربعاء، إنّ "حسون تأخر كثيراً عن الموعد الذي أبلغنا به من قبل الوقف السني والذي اتصل بنا وأبلغنا أنّ حسون سيصلي العشاء في جامع أبي حنيفة في الأعظمية".
وأضاف البياتي أنّ "حسون تأخر كثيراً عن وصوله إلى صلاة العشاء في الجامع، ولم يكن في استقباله سوى حراس الجامع، لأنّه وصل في ساعة متأخرة ثم غادر المكان".
ووصف محللون ومراقبون زيارة حسون إلى العراق بـ"الفاشلة"، حيث كان هدفه الحصول على موافقة شخصيات سنية لها ثقلها في الشارع العراقي، إلا أنّ ذلك لم يتحقق.
وقال المحلل السياسي باقر الجابري لـ"العربي الجديد"، إنّ "حسون لا يحظى بأي قبول في الأوساط العراقية، وخاصة في المناطق الساخنة التي تعرّضت للكثير من الأذى والظلم على يد الحكومة العراقية المتحالفة مع نظام بشار الأسد".
ورأى الجابري أنّ "عدم استقبال حسون في جامع أبي حنيفة النعمان، حيث مقرّ أكبر مرجعية دينية لسنة العراق، يعتبر عدم ترحيب بقدومه، وإشعاراً له بعدم القبول"، معتبراً أنّ "زيارته فشلت تماماً والمؤتمر المزمع عقده لسنة العراق وسورية سيفشل بالتأكيد لاعتباره امتداداً لما يعرف بمؤتمر أهل السنة في الشيشان برعاية روسيا".
وقال القيادي في جبهة الحراك الشعبي العراقي محمد عبد الله، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مشروع حسون في النهاية هو مشروع إيراني يقوم على مهاجمة دول الخليج ودول عربية أخرى، وعلى تمجيد إيران ونظام الأسد وحكومة حيدر العبادي"، مؤكداً أنّ "جبهة الحراك الشعبي رفضت أيضاً لقاء حسون".
وأضاف أنّ "حسون شعر بالإهانة لعدم استقباله من قبل أي شخصية دينية معتبرة، واكتفى باللقاءات السياسية ذات الطابع الديني"، واصفاً قبول أي مؤتمر برعاية الأسد بـ"النكتة".