فشل مساعٍ مصرية وسعودية لتحريض دول أفريقية ضد قطر

06 يوليو 2017
لم تكترث الدول الأفريقية لمحاولات دول الحصار (الأناضول)
+ الخط -
فشلت تحركات مكثفة قادها وزيرا خارجية مصر والسعودية، سامح شكري وعادل الجبير، من أجل إقناع قادة دول أفريقية اجتمعت في أديس أبابا، لاتخاذ مواقف مؤيدة لخطوة دول الحصار بمقاطعة دولة قطر واتهامها بالإرهاب.

وعلى الرغم من عقد شكري والجبير سلسلة اجتماعات مع عدد كبير من رؤساء الدول الأفريقية والوفود الرسمية المشاركة في اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي التاسعة والعشرين، والتي أنهت أعمالها بأديس أبابا الثلاثاء الماضي، إلا أنهما لم يحرزا أي تقدم يذكر في هذا المجال.



وأعلنت القمة الأفريقية موقفاً محايداً من الأزمة الخليجية وعدّته شأناً داخلياً بين تلك الدول، ودعتها لإصلاح ذات البين عبر الحوار.


وكانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين قد أعلنت الشهر الفائت حزمة قرارات ضد قطر، تتضمن حصاراً اقتصادياً ومقاطعة دبلوماسية، وأعلنت مجموعة شروط لحل الأزمة، اعتبرتها دولة قطر وضعت لكي ترفض، إضافة إلى أنها تمس سيادتها.


ونقلت مصادر متطابقة محاولات وزير الخارجية المصري فرض تداول الأزمة الخليجية ضمن أجندة القمة الأفريقية، واتخاذ موقف مؤيد لدول الحصار، وأكدت أن الوزير حاول تسويق المقترح عقب سلسلة اجتماعات عقدها مع الوفود الأفريقية المختلفة، إلا أن محاولته اصطدمت برفض الزج بالقضية في اجتماعات أفريقيا باعتبارها شأناً خليجياً.

وأكدت المصادر أن الرفض الأفريقي أثار غضب الوزير المصري الذي غادر مقر الاجتماعات إلى بلده، لا سيما بعد أن وجد تحفظاً وردة فعل من الجانب الإثيوبي لتصريحات أدلى بها، أكد خلالها ضرورة التدخل السياسي لحسم ملف "سد النهضة" الإثيوبي.


وعلى صعيد محاولات السعودية، فقد حضر وزير الخارجية عادل الجبير في القمة الأفريقية، في ثاني وجود له، بعد مشاركته بالقمة الفائتة في يناير/ كانون الثاني، بتنسيق وترتيب من السودان، لمساعدة الرياض في الانفتاح بعلاقاتها مع الدول الأفريقية، سعياً إلى وقف التمدد الإيراني فيها، إذ تحضر طهران بمجموعة من الاستثمارات المصحوبة بنشاط دبلوماسي.




وعقد الجبير لقاءات مع قادة أفارقة، بينهم رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي الرئيس الغيني الفا كوندي، فضلاً عن رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريام ديلاسين، ورؤساء آخرين، في محاولة لحشد دعم أفريقي للمواقف الأخيرة ضد قطر.

وأكدت مصادر أن الجبير عرض على قادة أفارقة عقد قمة أفريقية سعودية في الرياض بنهاية العام الحالي، على أن تجرى الترتيبات لاحقاً لتحديد الأجندة.


وترجع المصادر الموقف الأفريقي إلى جملة من العوامل، بينها عدم وجود مصالح مباشرة مع أطراف الأزمة.

يذكر أن الجهود السعودية لتوريط دول أفريقية بالأزمة بدأت مبكراً، إذ كشفت صحيفة اللوموند الفرنسية سابقاً عن أن الرياض تمارس ضغوطاً على عدد من الدول الأفريقية، لدفعها إلى قطع علاقاتها مع الدوحة، مستخدمة وسائل عدة، من بينها التهديد بتعقيد الحصول على تأشيرات لأداء مناسك الحج، وفق ما كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية.

 
وأوردت الصحيفة أن "السعودية تمارس ضغوطاً شديدة على الدول الأفريقية لتقطع علاقاتها مع قطر". وأشارت إلى أنها تعتمد طريقتين للضغط على هذه الدول، الأولى: "التهديد بقطع بعض المساعدات التي وصفتها بالمتواضعة"، أما الثانية "التهديد المبطن بتعقيد إجراءات الحصول على تأشيرة للحج أو العمرة".


 
ويرى المحلل السياسي، ماهر أبو الجوخ، أن الشأن الإقليمي والدولي في أفريقيا عموماً مرتبط بالمصالح، وإذا ما أراد الزعماء الأفارقة الانخراط في الحصار فإنهم سيسألون، لماذا نساند دول الحصار في مواجهة قطر، ولا يوجد ما يحفزهم لاتخاذ تلك الخطوة في الوقت الحالي؟

وتابع "ربما ذلك ما دفع الرياض لاقتراح القمة الأفريقية السعودية، لبناء شبكة تحالفات فعلية داخل أفريقيا، بغض النظر عن الخلاف الخليجي الحاصل الآن، لا سيما أن أفريقيا مهمة للرياض لكونها ورقة مهمة في الصراع مع إيران، خصوصاً مع تمدّد الأخيرة خلال العقدين الماضيين في العمق الأفريقي.