في هذا الصدد، يقول مصدر محلي مطلع من محافظة السويداء، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّه "في ظل تزايد مخاطر التنظيمات الإسلامية التكفيرية المحيطة بالمحافظة من داعش شرقاً حتى جبهة النصرة غرباً، وسحب النظام للآثار والعملة الأجنبية والحبوب من الصوامع والأسلحة الثقيلة، يشعر الأهالي بخطر تخلي النظام عنهم، لتصبح الحماية الذاتية حاجة ملحّة، خصوصاً بعدما نقل مشايخ عقل الطائفة الدرزية عن الرئيس بشار الأسد، عدم قدرة القوات النظامية الدفاع عن المحافظة. وطالب الأسد المشايخ بانضمام أبنائهم في صفوف الجيش والدفاع عن محافظتهم".
ويستطرد المصدر: "من هنا، ولد ما سمي بدرع الوطن، كفصيل عسكري يضم أبناء المحافظة للدفاع عنها من عسكريين متخلّفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية ومدنيين قادرين على حمل السلاح". ويتابع: "إلّا أن الواقع غير ذلك. فقد تلّمس أهالي المحافظة من جديد عدم مصداقية النظام ومراوغته"، موضحاً أنّ "أهالي المحافظة انتظروا بحماسة ما ستقوله قيادة درع الوطن، في وقت أبدى مئات الشباب رغبتهم في الالتحاق بالفصيل خوفاً على أرضهم وأهلهم، إلى أن قاموا بجولة واسعة في أنحاء المحافظة ولقاءات جماهيرية هدفت إلى دعوة الشباب العسكريين الفارين والمتخلّفين إلى الالتحاق بالقوات النظامية لضمان الخدمة داخل المحافظة، وتأمين بيع أسلحة للراغبين من المدنيين بغض النظر عن نوع السلاح"، مضيفاً، "بالفعل تم بيع رشاشات ثقيلة وقناصات إلى جانب بنادق وقنابل".
اقرأ أيضاً: "درع الوطن" على خطى "حماية الشعب" في الأمن الذاتي
فيما يشير مصدر عسكري من مدينة السويداء، إلى أنّ "كل الدعوات التي وُجّهت إلى استقطاب شباب المحافظة، لم تستطع إعادة الثقة بينهم وبين المؤسسة العسكرية، إذ لم يتجاوز عدد الملتحقين بالقوات النظامية طوال الفترة الماضية بضع مئات من الشباب الفارين من الخدمة"، مؤكداً أنه "في حال أي محاولة لإخراجهم في مهمات خارج حدود محافظتهم، سيعودون إلى مناطقهم لكن مع أسلحتهم، هذه المرة". ويلفت إلى أنّه، "في الوقت عينه، يواصل الأهالي شراء كميات من مختلف أنواع الأسلحة ويقومون بتنظيم أنفسهم في القرى والمدن ضمن فصائل مسلحة لحمايتها".
أمام هذا الواقع، تشرف قيادة الحرس الثوري الإيراني، على إنشاء فصيل مسلح جديد في محافظة السويداء تحت لوائها، عبر مجموعة من شباب المحافظة الذين استطاعت تجنيدهم لصالحها، تحت شعار، دعم قوات النظام لحماية المحافظة.
ويقول شاب ثلاثيني، يستعد للالتحاق بفصيل الحرس الثوري الإيراني في السويداء، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفصيل بدأ تشكيله في المحافظة أخيراً، وقد بلغ عدد الملتحقين به بضع مئات من الشباب. يتم جمعهم في أحد معسكرات القوات النظامية داخل المحافظة، وسيتم تدريبهم على استخدام الأسلحة الثقيلة وخصوصاً راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة إضافة إلى مضادات الدروع".
ويبيّن الشاب أن "الحرس الثوري الإيراني يدفع رواتب مرتفعة للملتحقين به، مقابل ما يتقاضاه أمثالهم في القوات النظامية، إذ يتقاضى المقاتل 35 ألف ليرة شهرياً أي ما يعادل 110 دولارات. كما يتقاضى 1750 ليرة عن كل مهمة يقوم بها في اليوم الواحد، ويحصل على 10 أيام إجازة شهرياً، إضافة إلى الطعام والذخيرة. في حين أنّ العسكري المتطوع أو الاحتياط في الجيش النظامي لا يصل راتبه إلى 25 ألف ليرة، من دون أي مكافآت أو حوافز، ويحصل على 5 أيام إجازة كل ثلاثة أشهر". ويلفت الشاب إلى أنّ "هناك من يغيب عاماً كاملاً عن أهله قبل أن يحصل على إجازته، في حين لا يصل راتب المجند إلى 700 ليرة سورية، الأمر الذي قد يدفع مقاتلي القوات النظامية إلى الالتحاق بالفصيل الإيراني".
وقد سبق لإيران أن شكّلت فصائل مسلحة من المقاتلين السوريين، تحت لواء "الحرس الثوري الإيراني" في عدد كبير من المناطق السورية. وقد شاركوا في معارك دمشق وريفها ودرعا واللاذقية، في وقت تساند فيه عناصر حزب الله اللبناني، القوات النظامية.
يشار إلى أن السويداء لا تزال تحت سيطرة النظام السوري، في ظلّ وجود أكثر من 13 فصيلا مسلحا، من بينها فصائل ذوات طابع ديني، تعرف باسم "رجال الكرامة"، في وقت تشهد حدود السويداء الشرقية والغربية مناوشات مع التنظيمات المسلحة الإسلامية المتشددة والمعارضة المسلّحة، ما تسبب بسقوط قتلى من المدنيين والعسكريين.اقرأ أيضاً: أبناء السويداء يهجرون قوات النظام بعدما نكث بعهده