نظمت مؤسسة "مؤمنون بلا حدود"، ومعهد غرناطة للبحوث والدراسات العليا، ومعهد ابن رشد للدراسات الإنسانية، ندوة في باريس حول "التطرف الديني في أوروبا". وشارك فيها باحثون ومختصون من فرنسا والعالم العربي، نذكر من بينهم عالمي الاجتماع فرهاد خوسرو خافار ومحمد الطوزي، والأكاديمي والمحلل النفسي فتحي بن سلامة، وباحثين في العلوم السياسية، توماس غينولي ومحمد علي عدراوي، وباحثين في مجالات مختلفة أخرى، إضافة إلى رئيس مسجد بوردو الكبير، طارق أوبرو.
وابتدأ أشغالَ الندوة الباحثُ الفرنسي فرهاد خوسروخافار، بمداخلة عن "الجهاديون الأوروبيون: الاختلافات والتوافقات بين مختلف البلدان الأوروبية".
أعلن في البداية أنه "لا يجب اعتبار الجهادية معادلاً للجهاد. إنه تأويل راديكالي يتعارَض مع مَعيش وتصوُّر أغلبية المسلمين"، معتبرا أن "لا أحد يمكنه ادّعاء معرفة مختلف جوانب هذه الظاهرة، العالمية، من حيث أنه يشمل العالَم كلّه، عدا أميركا اللاتينية".
وأكد الباحث أن "تنظيم داعش أدخل (قطيعة) مع خطط الجهادية السابقة، على المستوى الاجتماعي-الأنثربولوجي والسياسي. وقد استطاع، خلافا للقاعدة، تجنيد نحو 5000 شابّ أوروبي. بينما لم يلتحق بالقاعدة في أفغانستان وباكستان إلا نسبة قليلة". و"في ما يخص فرنسا يقدَّر عدد من التحق بالقاعدة، بين عامي 2000 و2013، نحو مائتي شاب".
وقال: "إن عدد من التحق بداعش من العالم بأسره ما بين 30 و35 ألف شاب، من بينهم ما بين 5000 و6000 أوروبي. ولو لم تكن ثمة آليات لِحَظر تنقّل الشباب، لسافر ما بين 11 و13 ألف أوروبي إلى سورية والعراق".
اقــرأ أيضاً
وكشف عن أن انحسار أراضي داعش جعل عدد الملتحقين بالتنظيم من الشباب الأوروبي يتضاءل. و"لكن بعض من لم يستطع السفر وجّه سلاحه ضد أبناء بلده، كما فعل قاتِل رجل الدين، أو كما حاولت النسوة تفجير سيارة قرب كنيسة نوتردام".
ثم عدّد الباحث مختلف مكوّنات هذه الحركة وظواهرها، انطلاقا من ظاهرة "المُراهِقات". وهذا ما لَم يُشاهَد في أوروبا مع الإرهاب الكلاسيكي، لا مع الألوية الحمراء ولا مع بادرماينهوف وغيرهما. ولكن مع داعش: "نشهد (تجديدا)، فقد نجحت، بـ(قدرة شيطانية) في استمالة مراهقين، من الذكور والنساء، شعروا بحالة من اليأس في أوروبا. لا نملك إحصاءات محددة، أوروبيا، ولكن يتم تقديرها في فرنسا، ما بين 10 إلى 20 في المائة".
أما عدد النساء الأوروبيات، اللواتي التحقن بتنظيم القاعدة، فيمكن عدّهن على أصابع اليدين، بينما "تتخذ لدى داعش مستويات كبيرة جدا، أي نحو 500 امرأة (10 في المائة)، إضافة إلى كثيرات لم يستطعن السفر، بسبب الإجراءات الأمنية".
ويفسر الباحث الدوافع فيرى أن "البعض منهن عانين من العنف ومن مشاكل كبرى في المجتمع وفي عائلاتهن، فجاءت داعش كعلاج، والرحيل، بشكل ما، يشبه وضعَ حدّ لهذه المعاناة النفسية، التي يمكن أن تكون حقيقية أو متخيلة".
اقــرأ أيضاً
ثم انتقل إلى "ظاهرة المعتنقين"، وكانت موجودة، من قبل، ولكن أعدادَهُم كانت محدودة جدا. و"مع داعش أصبحت أعدادهم مرتفعة، نسبيا. في أوروبا ما بين 6 و8 في المائة، أما في فرنسا فما بين 15 و18 في المائة، حسب الإحصاءات".
كما ذكر ظاهرة "انخراط طبقات متوسطة" مع داعش، وقد كانت في السابق محدودة جدا. وتقدَّر بنحو ثلث أو ربع الـ 5000 الذين انضموا للتنظيم، من بينهم نسبة مهمة من معتنقي الإسلام.
ثم وصل الباحث إلى ظاهرة "الحالات المَرَضيَّة - النفسية"، وقال "إنّ داعش، خلافا للقاعدة، حرصت على مخاطبة المصابين بأمراض عقلية، بدعوتهم للحاق بالإمارة أو بارتكاب اعتداءات في أماكن تواجدهم".
كما أن داعش استطاعت استمالة الشباب من ذوي السوابق الإجرامية، المرتبطة، غالبا بمشاكل الاندماج لدى الجيل الثاني والثالث والرابع للهجرة، الذين يرون أن المستقبل مغلقٌ، ويوجدون في "قطيعة" مع المجتمع.
اقــرأ أيضاً
نحن نعيش في مجتمع ما بعد - طوباوي، كما شدد خوسروخافار، و"الطوباويات التي كانت تعبئ المجتمع، مثل الاشتراكية أو الشيوعية أو النزوع الجمهوري في فرنسا أو القومية في بلدان أوروبية أخرى، انتهت، وأصبح (العيش المشترك) في أزمة.
بينما نجح داعش خلال ثلاث سنوات، في خلق يوتيوبيا أثارت حماس الكثيرين، وهي يوتوبيا الخلافة، التي استطاعت التمدد، في فترة خاطفة".
ثم كانت مداخلة فتحي بن سلامة، بالغة الأهمية، من حيث تطرقها إلى الموضوع من زاوية أخرى، معترِفاً بأن "التطرف لا يخلو من تعقيد وتنوع كبيرَين. ولا يوجد توصيف موحد وشامل ونهائي له". وكشف عن أن الباحثين "ينتهي بهم الأمر أن يصبحوا هم بأنفسهم راديكاليين ويستخدمون هذه التفسيرات الخطية".
واعترف الباحث أن "ظواهر ما نسميه راديكالية وجهادية وتطرف هي ظواهر إسلامو- غربية، إذ لا يوجد أي حدث جرى في العالَمين العربي والإسلامي، ويكتسي أهمية، دون أن يكون الغَرْب ضالعا فيه، بطريقة أو بأخرى". وتساءل: "حين نستخدم تعبير التطرف الديني، فهل كلمة (الدين) هي، فعلا، المعادل للتعبير الفرنسي religion؟ بالطبع، لا."
وتميّز بن سلامة باستخدامه مصطلح "راديكالية" بدل "تطرف"، وقال إنه تعبير أرساه الأميركيون بعد اعتداء 11 أيلول/ سبتمبر. وأضاف: "في الراديكالية يوجد تهديد، والشاب الذي يصبح راديكاليا، يُشكّل مصدَر تهديد، أي أنه أصبح شخصا ما، أي أنه أصبح موجودا، وهذا أول عنصر في الراديكالية".
واعتبر أن أغلبية من تنطبق عليهم ظاهرة الراديكالية يتعلقون بمسألة (انتقال الأحداث)، ومعظمهم مراهقون لم يستطيعوا أن يقوموا بهذه الفترة الانتقالية، وهم في حالة "عَطَب"، عطب "الانتقال"، فيُصابون بحالات انهيار عصبي، يحسون بأنهم "لا شيء"، ولا يستطيعون أن يحصلوا على شيء يمنحهم تقديرا لأنفسهم. وهو ما يدفعهم إلى التساؤل: "ماذا يعني أن يكون المرء رجلا وامرأة؟" و"من أنا؟ ومن الآخر؟" ويصل الأمر بالبعض إلى التساؤل: "هل ما زلت حيّا"، والبعضُ منهم يُقدمُ على الانتحار.
وتحدث بن سلامة عن معايشته لبعض الشباب الذين "يقولون بأنه لا أمل لهم، ويحسّون بالضجر وبالانهيار العصبي، ولا يعرفون ماذا يفعلون"، و"حين نلتقي بهم، بعد شهرين، يكونون في حالة راديكالية. ويكونون في حالة تصاعد. لا أثر لانهيار عصبي ولا قلق، ولا أي شيء آخَر.. أي في نوع من (الشفاء الذاتي)، وأقوياء، لم يعودوا ضعافا، لقد ركبوا في المصعد.. وأنا حين ألتقي بهم، على هذه الحالة الجديدة، لا أجد ما أقوله لهم".
ورأى بن سلامة مظهرا آخر في الراديكالية هو أن هؤلاء "يعتبرون أنفسهم (دروعا) وبالتالي لا يمكن إلحاق الأذى بهم. إنهم أصبحوا يمتلكون نوعا من القَداسَة، أصبحوا أناسا وراء طبيعيين... وإذن لا يَصِلهم أحد. ويمتلكون كرامة، يمكن أن نَصِفها بأنها خيالية...ونجد عند النساء، أيضا، هذا النوع من القداسة، قداسة أجسادهنّ وحياتهنّ الجنسية، مع حضور قوي جدا لعنصر الأخلاق".
التجأ الباحث إلى لغة الأرقام، فقال: "نجد أن 27 في المائة نساء، و35 في المائة من معتنقي الإسلام، و62 في المائة مجرمون". كما رأى أن 40 في المائة من الراديكاليين يعانون من "اضطرابات مَرَضية نفسية".
وماذا عن الباقي؟ يجيب: "إنها مسارات معقَّدة وقصص عن أبناء ينحدرون من الهجرة، ويتصورون أنهم يحملون أخطاء الأب أو الأمّ. حملوا شيئا لا يعنيهم، ولكنه ظلّ كَإرث".
وفي الأخير سخر الباحث من الحديث عن "نزع الراديكالية": "ما الذي نعنيه؟ أن ننزع هذا من شخص ما؟ سيصبح مجنونا. لا يوجد نزع الراديكالية. هذا غباء. لأن هذا الشخص إذا وصل إلى هذا المستوى من الراديكالية فلأنه أراد أن يجد حلاّ لحياته. فإذا نزعتَ عنه هذا، فما الذي سيبقى؟ نحن نشتغل على مستوى العنف لا على مستوى الأفكار. هذا هو الرهان الأساسي حين نريد أن نعمل مع الشباب. لا يتعلق الأمر بمستوى الأفكار، لأننا حينها لن نصل إلى شيء. عملُنَا ينحصر في السؤال: (هل هذا الشخص يريد أن يتجه لممارسة العنف؟) وليس (توجيهَه إلى الإسلام الحقيقي)".
اقــرأ أيضاً
وابتدأ أشغالَ الندوة الباحثُ الفرنسي فرهاد خوسروخافار، بمداخلة عن "الجهاديون الأوروبيون: الاختلافات والتوافقات بين مختلف البلدان الأوروبية".
أعلن في البداية أنه "لا يجب اعتبار الجهادية معادلاً للجهاد. إنه تأويل راديكالي يتعارَض مع مَعيش وتصوُّر أغلبية المسلمين"، معتبرا أن "لا أحد يمكنه ادّعاء معرفة مختلف جوانب هذه الظاهرة، العالمية، من حيث أنه يشمل العالَم كلّه، عدا أميركا اللاتينية".
وأكد الباحث أن "تنظيم داعش أدخل (قطيعة) مع خطط الجهادية السابقة، على المستوى الاجتماعي-الأنثربولوجي والسياسي. وقد استطاع، خلافا للقاعدة، تجنيد نحو 5000 شابّ أوروبي. بينما لم يلتحق بالقاعدة في أفغانستان وباكستان إلا نسبة قليلة". و"في ما يخص فرنسا يقدَّر عدد من التحق بالقاعدة، بين عامي 2000 و2013، نحو مائتي شاب".
وقال: "إن عدد من التحق بداعش من العالم بأسره ما بين 30 و35 ألف شاب، من بينهم ما بين 5000 و6000 أوروبي. ولو لم تكن ثمة آليات لِحَظر تنقّل الشباب، لسافر ما بين 11 و13 ألف أوروبي إلى سورية والعراق".
ثم عدّد الباحث مختلف مكوّنات هذه الحركة وظواهرها، انطلاقا من ظاهرة "المُراهِقات". وهذا ما لَم يُشاهَد في أوروبا مع الإرهاب الكلاسيكي، لا مع الألوية الحمراء ولا مع بادرماينهوف وغيرهما. ولكن مع داعش: "نشهد (تجديدا)، فقد نجحت، بـ(قدرة شيطانية) في استمالة مراهقين، من الذكور والنساء، شعروا بحالة من اليأس في أوروبا. لا نملك إحصاءات محددة، أوروبيا، ولكن يتم تقديرها في فرنسا، ما بين 10 إلى 20 في المائة".
أما عدد النساء الأوروبيات، اللواتي التحقن بتنظيم القاعدة، فيمكن عدّهن على أصابع اليدين، بينما "تتخذ لدى داعش مستويات كبيرة جدا، أي نحو 500 امرأة (10 في المائة)، إضافة إلى كثيرات لم يستطعن السفر، بسبب الإجراءات الأمنية".
ويفسر الباحث الدوافع فيرى أن "البعض منهن عانين من العنف ومن مشاكل كبرى في المجتمع وفي عائلاتهن، فجاءت داعش كعلاج، والرحيل، بشكل ما، يشبه وضعَ حدّ لهذه المعاناة النفسية، التي يمكن أن تكون حقيقية أو متخيلة".
كما ذكر ظاهرة "انخراط طبقات متوسطة" مع داعش، وقد كانت في السابق محدودة جدا. وتقدَّر بنحو ثلث أو ربع الـ 5000 الذين انضموا للتنظيم، من بينهم نسبة مهمة من معتنقي الإسلام.
ثم وصل الباحث إلى ظاهرة "الحالات المَرَضيَّة - النفسية"، وقال "إنّ داعش، خلافا للقاعدة، حرصت على مخاطبة المصابين بأمراض عقلية، بدعوتهم للحاق بالإمارة أو بارتكاب اعتداءات في أماكن تواجدهم".
كما أن داعش استطاعت استمالة الشباب من ذوي السوابق الإجرامية، المرتبطة، غالبا بمشاكل الاندماج لدى الجيل الثاني والثالث والرابع للهجرة، الذين يرون أن المستقبل مغلقٌ، ويوجدون في "قطيعة" مع المجتمع.
نحن نعيش في مجتمع ما بعد - طوباوي، كما شدد خوسروخافار، و"الطوباويات التي كانت تعبئ المجتمع، مثل الاشتراكية أو الشيوعية أو النزوع الجمهوري في فرنسا أو القومية في بلدان أوروبية أخرى، انتهت، وأصبح (العيش المشترك) في أزمة.
بينما نجح داعش خلال ثلاث سنوات، في خلق يوتيوبيا أثارت حماس الكثيرين، وهي يوتوبيا الخلافة، التي استطاعت التمدد، في فترة خاطفة".
ثم كانت مداخلة فتحي بن سلامة، بالغة الأهمية، من حيث تطرقها إلى الموضوع من زاوية أخرى، معترِفاً بأن "التطرف لا يخلو من تعقيد وتنوع كبيرَين. ولا يوجد توصيف موحد وشامل ونهائي له". وكشف عن أن الباحثين "ينتهي بهم الأمر أن يصبحوا هم بأنفسهم راديكاليين ويستخدمون هذه التفسيرات الخطية".
واعترف الباحث أن "ظواهر ما نسميه راديكالية وجهادية وتطرف هي ظواهر إسلامو- غربية، إذ لا يوجد أي حدث جرى في العالَمين العربي والإسلامي، ويكتسي أهمية، دون أن يكون الغَرْب ضالعا فيه، بطريقة أو بأخرى". وتساءل: "حين نستخدم تعبير التطرف الديني، فهل كلمة (الدين) هي، فعلا، المعادل للتعبير الفرنسي religion؟ بالطبع، لا."
وتميّز بن سلامة باستخدامه مصطلح "راديكالية" بدل "تطرف"، وقال إنه تعبير أرساه الأميركيون بعد اعتداء 11 أيلول/ سبتمبر. وأضاف: "في الراديكالية يوجد تهديد، والشاب الذي يصبح راديكاليا، يُشكّل مصدَر تهديد، أي أنه أصبح شخصا ما، أي أنه أصبح موجودا، وهذا أول عنصر في الراديكالية".
واعتبر أن أغلبية من تنطبق عليهم ظاهرة الراديكالية يتعلقون بمسألة (انتقال الأحداث)، ومعظمهم مراهقون لم يستطيعوا أن يقوموا بهذه الفترة الانتقالية، وهم في حالة "عَطَب"، عطب "الانتقال"، فيُصابون بحالات انهيار عصبي، يحسون بأنهم "لا شيء"، ولا يستطيعون أن يحصلوا على شيء يمنحهم تقديرا لأنفسهم. وهو ما يدفعهم إلى التساؤل: "ماذا يعني أن يكون المرء رجلا وامرأة؟" و"من أنا؟ ومن الآخر؟" ويصل الأمر بالبعض إلى التساؤل: "هل ما زلت حيّا"، والبعضُ منهم يُقدمُ على الانتحار.
وتحدث بن سلامة عن معايشته لبعض الشباب الذين "يقولون بأنه لا أمل لهم، ويحسّون بالضجر وبالانهيار العصبي، ولا يعرفون ماذا يفعلون"، و"حين نلتقي بهم، بعد شهرين، يكونون في حالة راديكالية. ويكونون في حالة تصاعد. لا أثر لانهيار عصبي ولا قلق، ولا أي شيء آخَر.. أي في نوع من (الشفاء الذاتي)، وأقوياء، لم يعودوا ضعافا، لقد ركبوا في المصعد.. وأنا حين ألتقي بهم، على هذه الحالة الجديدة، لا أجد ما أقوله لهم".
ورأى بن سلامة مظهرا آخر في الراديكالية هو أن هؤلاء "يعتبرون أنفسهم (دروعا) وبالتالي لا يمكن إلحاق الأذى بهم. إنهم أصبحوا يمتلكون نوعا من القَداسَة، أصبحوا أناسا وراء طبيعيين... وإذن لا يَصِلهم أحد. ويمتلكون كرامة، يمكن أن نَصِفها بأنها خيالية...ونجد عند النساء، أيضا، هذا النوع من القداسة، قداسة أجسادهنّ وحياتهنّ الجنسية، مع حضور قوي جدا لعنصر الأخلاق".
التجأ الباحث إلى لغة الأرقام، فقال: "نجد أن 27 في المائة نساء، و35 في المائة من معتنقي الإسلام، و62 في المائة مجرمون". كما رأى أن 40 في المائة من الراديكاليين يعانون من "اضطرابات مَرَضية نفسية".
وماذا عن الباقي؟ يجيب: "إنها مسارات معقَّدة وقصص عن أبناء ينحدرون من الهجرة، ويتصورون أنهم يحملون أخطاء الأب أو الأمّ. حملوا شيئا لا يعنيهم، ولكنه ظلّ كَإرث".
وفي الأخير سخر الباحث من الحديث عن "نزع الراديكالية": "ما الذي نعنيه؟ أن ننزع هذا من شخص ما؟ سيصبح مجنونا. لا يوجد نزع الراديكالية. هذا غباء. لأن هذا الشخص إذا وصل إلى هذا المستوى من الراديكالية فلأنه أراد أن يجد حلاّ لحياته. فإذا نزعتَ عنه هذا، فما الذي سيبقى؟ نحن نشتغل على مستوى العنف لا على مستوى الأفكار. هذا هو الرهان الأساسي حين نريد أن نعمل مع الشباب. لا يتعلق الأمر بمستوى الأفكار، لأننا حينها لن نصل إلى شيء. عملُنَا ينحصر في السؤال: (هل هذا الشخص يريد أن يتجه لممارسة العنف؟) وليس (توجيهَه إلى الإسلام الحقيقي)".