فرنسا: تظاهرات "محدودة" للسترات الصفراء... وترقّب لتحركات ليلة رأس السنة

29 ديسمبر 2018
أنصار الحركة يحتجّون رغم فترة الأعياد (سامر الدومي/فرانس برس)
+ الخط -

 

شهدت فرنسا اليوم السبت، تظاهرات لحركة "السترات الصفراء"، "محدودة" مقارنة بالأسابيع الماضية، ولم يكن ذلك مفاجئاً لأسباب عديدة، أبرزها عطلة الأعياد، فضلاً عن أن نشطاء "السترات الصفراء" يستعدّون للتظاهر بعد غد الإثنين، ليلة رأس السنة، في كل فرنسا، وخاصة في جادة الشانزليزيه.

وتجمع العشرات اليوم في الشانزليزيه، ولوحظ وجود عدد كبير من أفراد الشرطة والدرك، وبقيت المتاجر مفتوحة، إلى أن بدأت تتأزم الأوضاع عند الساعة الخامسة بعد الظهر، إذ تم إيقاف المواصلات في الشانزليزيه، وواجهت الشرطة صعوبات بسبب اختلاط المتظاهرين بأعداد كبيرة من السيّاح.    

وكما حدث الأسبوع الماضي، حين انتظرت قوات الأمن تدفقاً للمتظاهرين في قصر فيرساي وساحة لاديفونس، إلا أن المتظاهرين توافدوا إلى ساحة بيغال وساكري كور. كما توجه العشرات منهم إلى مقر قناة "بي إي إم" تيفي، مطالبين باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، ومنددين بالقناة التي وصفوها بـ"قناة الأخبار الكاذبة". 

كما تجمع العشرات في ساحة "فرانس تلفزيون"، وأمام مجموعة "ألتيس الإعلامية" وأمام مقرّ "راديو أوروبا 1". وقد اصطدم المتظاهرون بقوات الأمن، التي أطلقت الغازات المسيلة للدموع لتفريقهم، وأوقفت العديد منهم.

لودوسكي على رأس المتظاهرين بمرسيليا

وفي مارسيليا شارك ما بين 1000 و2000 شخص في التظاهرة، وكان على رأسها بريسيلا لودوسكي التي تعدّ من أهمّ وجوه السترات الصفراء، التي كانت سباقة للاحتجاج ضد رفع الأسعار والضرائب على المحروقات، وخصّها ماكرون برسالة، معبراً عن استعداده للحوار معها.

وشدد الخطباء في تظاهرة مارسيليا على النأي بأنفسهم، وأنهم ليسوا "عصابة من فوضويين متعطشين للدماء والنهب"، كما تحاول الحكومة وبعض عملائها تقديمهم.. وكما جرى في باريس، تم طرد صحافيين من قناة بي إف إم تيفي، بتهمة "الكذب" في نقل الحقيقة.

وفي مدينة بوردو، استبقت التظاهرات بإغلاق المكتبات والمتاحف، التي تظاهر فيها أكثر من 2400 شخص، وسارت عشرات الدرّاجات النارية لـ"السترات الصفراء".

كما حدثت اصطدامات في مدينة روان، حيث تظاهر نحو ألف شخص، وتم اعتقال بعض المتظاهرين، بعد إحراق باب مصرف فرنسا. وجرت مناوشات أيضاً في مدينة نانت وأميان، حيث اعتقل أكثر من عشرة متظاهرين.

 

تصاعد الدعوات لتظاهرات برأس السنة

وحتى قبل أن تنتهي الجولة السابعة، مساء اليوم، تكثر الدعوات للتظاهر عشية رأس السنة الجديدة، في العاصمة وجادّتها الشهيرة، وأيضاً في عموم ساحات مدن فرنسا، وعلى طرقاتها.

وإذا كان استنفار الشرطة اليوم لم يَرْق لما كان عليه قبل أسبوعين وثلاثة أسابيع، إلا أن مختلف قوات الأمن مستنفَرَة ليوم 31 ديسمبر/ كانون الأول، وخصوصاً أن في هذا اليوم من كل عام تشهد فرنسا عمليات إحراق المئات من السيارات. في 31 ديسمبر 2017، تم إحراق 1031 سيارة وإيقاف 510 أشخاص، رغم استنفار 140 ألف فرد من قوات الشرطة والدرك.

     ​