فرنسا: استنفار 91 ألف أمنيّ لضمان أمن الأعياد

23 ديسمبر 2016
إجراءات مشددة في المناطق الحساسة (طوماس سامسون/فرانس برس)
+ الخط -
تعيش فرنسا حالة استنفار أمني شامل بمناسبة أعياد الميلاد، ووسط مخاوف من وقوع هجوم عزز من إمكانية حدوثه اعتداء برلين الاثنين الماضي على سوق لأعياد الميلاد، عبر عملية دهس بواسطة شاحنة، ما أدى إلى مقتل 12 وجرح العشرات.

وفي السياق، أكد وزير الداخلية الفرنسي، برونو لورو، اليوم الجمعة في باريس، استنفار 91 ألف عنصر من رجال الشرطة والدرك والجيش لحماية أمن الفرنسيين في عطلة نهاية الأسبوع، التي تشهد احتفالات أعياد ميلاد المسيح، وأيضا أعياد نهاية رأس السنة الأسبوع المقبل.

وقال الوزير الفرنسي إن "التهديدات قوية، وأيضا استعداداتنا الأمنية في غاية القوة"، وذلك خلال زيارة تفقدية قام بها اليوم إلى محطة القطارات "غار دو ليون" وسط العاصمة الفرنسية. 

واطلع لورو على الإجراءات الأمنية المتخذة داخل محطة القطار ومحيطها، وتأكد من عمليات التنسيق بين أمن المحطة والشرطة والدرك ودوريات الجيش الراجلة التي تجوب أروقة المحطة. 


وصرح: "لقد قررت زيارة هذه المحطة لكونها تشهد إقبالا كثيفا من طرف المسافرين، واليوم ينطلق من هذه المحطة 126 قطاراً "تي جي في" فائق السرعة، و66 ألف مسافر، وغدا السبت سوف تستقبل هذه المحطة 75 ألف مسافر"

وبخصوص التعزيزات الأمنية في فرنسا بعد اعتداء برلين، أكد أن فرنسا اتخذت إجراءات مشددة قبل وبعد هذا الاعتداء، مذكرا بأن بلاده تعيش حالة طوارئ أمنية منذ اعتداءات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، واعتبر أن مهمة السلطات الأمنية حاليا "ليس إضافة عدد رجال الأمن، بل السهر على تقييم الحاجات الأمنية والاستعمال المناسب للموارد البشرية، حسب المقتضيات الميدانية ودرجة التهديدات".

كما أعطى وزير الداخلية الفرنسي أوامره لمحافظي المدن الفرنسية بالاهتمام بشكل خاص بالكنائس التي تشهد إقبالا كبيرا خلال قداس أعياد الميلاد، بسبب "البعد الرمزي الكبير الذي تكتسيه في الثقافة المسيحية، والذي قد يجذب مرتكبي الأعمال الإرهابية"، حسب تعبيره، ونبّه أيضا، إلى "ضرورة التنسيق مع الكنائس لحماية المصلين، وتأمين دوريات عند مداخل الكنائس وحواجز لتفتيش الوافدين عليها، خاصة الكنائس الكبيرة والكاتدرائيات التي تشهد إقبالا كبيرا، مثل كاتدرائية نوتردام في وسط باريس، أو كاتدرائية ستراسبورغ".

وحسب مصادر وزارة الداخلية، فإن السلطات تقوم بحراسة 2391 كنيسة من بين 45 ألف كنيسة في فرنسا. 

وحثت السلطات الكنائس الصغيرة، التي لا تحظى بحراسة أمنية، بضرورة توخي الحذر واللجوء إلى شركات الحراسة الخاصة أو المتطوعين من أجل تأمين سلامة المصلين.

واتخذت المصالح الأمنية إجراءات خاصة، منها نشر المئات من رجال الشرطة بالزي المدني، لحماية أسواق عيد الميلاد المنتشرة بكثرة في مختلف المدن الفرنسية، والتي تلقى إقبالا كبيرا من طرف المواطنين والسياح، وأيضا المراكز التجارية الكبرى التي تشهد رواجا ملحوظا بمناسبة الأعياد.


ومنذ اعتداء نيس، الذي شهد عملية دهس بالشاحنة ضد الحشود المحتفلة بالعيد الوطني، خلفت عشرات القتلى والجرحى، اتخذت السلطات الفرنسية إجراءات أمنية مشددة لحماية الأسواق والتجمعات الحاشدة من عمليات دهس محتملة. 

وقامت الشرطة بوضع متاريس إسمنتية ضخمة لحماية الأسواق، ونشرت آلاف كاميرات المراقبة، فضلا عن تأمين كل المنافذ المؤدية إليها، مع انتشار كثيف لقوات الأمن. 

كما نشرت السلطات مئات رجال الأمن بأزياء مدنية بين الحشود في الأماكن العامة لرصد تحركات مشبوهة محتملة، و"صد أي محاولة اعتداء إرهابي"

ويقوم رجال الدرك بتفحص هويات أصحاب الشاحنات والسيارات، من خلال حواجز متحركة في الطرق السيارة ومفترقات الطرق الرئيسية في مختلف المدن الفرنسية. 

من جهة أخرى، تعرض وزير الداخلية لانتقادات شديدة من طرف المعارضة اليمينية، بعد أن أكدت وسائل إعلام إيطالية أن المشتبه فيه بتنفيذ اعتداء برلين، التونسي أنيس العامري، الذي أردته الشرطة الإيطالية قتيلا فجر اليوم الجمعة في محطة ميلانو للقطارات، عبر إلى إيطاليا قادما من الأراضي الفرنسية، وأن المحققين الإيطاليين عثروا بحوزته على تذكرة قطار تؤكد بأنه وصل الى محطة تورينو ثم ميلانو، قادما من مدينة شامبيري الفرنسية، وهو ما أكده المكتب الوطني لإدارة القطارات الفرنسية لاحقا. 

وطالب تيري سولير، الناطق باسم المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية، فرانسوا فيون، وزير الداخلية بتقديم "توضيحات عاجلة حول مرور العامري من الأراضي الفرنسية واجتيازه الحدود مرتين من دون أن تقبض عليه الأجهزة الأمنية، خاصة أن فرنسا تعيش حالة طوارئ، وعززت مراقبتها للحدود مع جيرانها الأوروبيين بعد اعتداء برلين"