فرنسا..رئيس بلدية يميني يهاجم مبادرة إسلامية لحماية القداديس

27 ديسمبر 2015
الخطوة لاقت ترحيباً واعتراضاً (فيسبوك)
+ الخط -
 
اختار مسلمو فرنسا هذا العام أن يشاركوا بشكل تطوعي في حماية طقوس عيد الميلاد، فشهدت بعض المدن كلانس وأورليان وبيزييه حضور عشرات المواطنين المسلمين في باحات الكنائس الخارجية لحمايتها، تحسّباً لوقوع اعتداءات إرهابية في ليلة الميلاد حيث يحيي مسيحيو البلاد قداديس الفرح إيذاناً بولادة يسوع المسيح.  
 

الخطوة التي تلقّفها مطران مدينة لانس بحرارة كبيرة ودعا باقي المدن لفعل الأمر نفسه في المناسبات الدينية القادمة، لم تعجب بلدية بيزييه وعمدتها، روبير مينار المحسوب على اليمين المتطرف في فرنسا، فشنّ هجوماً عنيفاً منذ ليل الجمعة على مسلمي فرنسا، تابعه مينار نفسه من عبر حسابه على "تويتر" في اليوم التالي، ما أثار سخط الجمعيات الإسلامية وعدد كبير من الصحافيين وأصحاب الرأي وشخصيات سياسية مناوئة لخط اليمين المتطرف. 

 
بدأ الهجوم "الشائن"، كما وصفته معظم الصحف، عبر صفحة البلدية على "فيسبوك" التي كتبت "حماية إسلامية للكنائس؟ ماذا تفعل الدولة؟ منذ متى تتولى "مجموعات إسلامية" حماية كنيسة كاثوليكية؟ يحمونها من ماذا؟ مِن مَن؟ من الرهبان البوذيين؟ أو من الشامان القادمين من سيبيريا؟ منذ متى يقوم مشعلو الحرائق بإطفاء الحرائق؟" وختم بيان البلدية "إنّ مدينة بيزييه ستطلب من مجلس البلدي رفع تحقيق ومطالبة الحكومة بتحمّل مسؤولياتها". 

 
الهجوم الذي بدأ ليلاً ضد المبادرة الإسلامية الفردية لم ينته هنا، بل استكمله روبير مينار شخصياً صباح السبت، فغرّد على حسابه على "تويتر" وقال: "يجب أن تتوقف "المليشيات الإسلامية" عن حماية الكنائس. هذا المشهد يأتي اليوم كشكل من أشكال "لبننة" فرنسا". وتابع مينار "أن يحمي مسلمون معروفو الهوية والانتماء ومعادون لإسرائيل يعني أنّ الدولة غائبة تماماً". 

وفي أول رد رسمي على تصريحات مينار، غرّد وزير الداخلية برنار كازنوف "شكراً لمسلمي مدينة بيزييه الذين حموا الكنائس في الميلاد. وئام وأخوة في الجمهورية".



أما رد الجالية الإسلامية في المدينة فقد عبّر عنه مهدي رولان، رئيس إحدى الجمعيات (esprit libre et cultures solidaires) المشاركة في المبادرة الذي قال لصحيفة لوباريزيان "قررنا أن نحمي السيارات وأن نعبّر عن أخوتنا لمسيحيي هذه البلاد، أشعر كما يشعر المسلمون بخيبة أمل كبيرة". وقرّرت الجالية رفع شكوى لـ SOS racisme لاعتبارها تصريحات مينار تأتي في سياق عنصري لا تفسير آخر له. 

اقرأ أيضاً: مساجد فرنسا: مصانع إرهاب أم ضحية الإسلاموفوبيا؟