تبذل فرق إنسانية سورية جهودا كبيرة لإجلاء العائلات العالقة داخل مدينة معرة النعمان في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب السورية، في محاولة لإنقاذهم من القصف المتواصل على المدينة، في حين تعاني العائلات للوصول إلى الأماكن التي يمكن لفرق الإجلاء بلوغها.
وأمس الأحد، حاولت فرق الإجلاء إخراج العائلات المتبقية داخل المدينة، لكن القصف حال دون ذلك، وقال يوسف أبو الخير، من مدينة معرة النعمان، لـ"العربي الجديد": "ليلة أمس، كانت هناك صعوبات في دخول السيارات بسبب ارتفاع وتيرة القصف، واضطرت غالبية السيارات إلى التراجع كي لا يتم استهدافها من قبل الطيران الروسي".
وأضاف أنه "في المعتاد، عند وصول السيارات إلى مداخل المدينة يتم إبلاغ العوائل عبر أجهزة اللاسلكي بمكانها، وبعض العوائل تضطر لقطع مسافات طويلة للوصول إلى السيارات التي يمكن أن تقلهم إلى مناطق الريف الشمالي في إدلب. أمس، تركز القصف على الحي الشمالي في معرة النعمان، وحاليا لا تزال في المدينة نحو 200 عائلة، وأعداد الباقين في المدينة تنخفض باستمرار كون فرق الإخلاء تعمل على إجلاء المدنيين".
ولا ينتهي الخطر بمجرد مغادرة الأهالي معرة النعمان، فالطائرات الروسية تستهدف السيارات التي تقل النازحين، وأمس الأحد، استهدفت الطائرات سيارات نازحين على الطريق الدولي الذي يمر من معرة النعمان، متسببة بمقتل ثلاثة نازحين وإصابة آخرين.
وقال مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، إن هناك "تنسيقا مشتركا بين الدفاع المدني السوري ومنظمة (بنفسج) وإدارة معبر باب الهوى لإجلاء أهالي معرة النعمان. واليوم هناك هدوء نسبي، وحركة السيارات التي تنقل الأهالي متواصلة، والمنطقة لم يتم إخلاؤها من المدنيين بعد، والبعض لا يتوفر لديه المال للمغادرة".
وقال مدير الدفاع المدني في إدلب، مصطفى الحاج يوسف، لـ"العربي الجديد": "عمليات الإجلاء قائمة، وهناك أكثر من سيارة تابعة للدفاع المدني تم استهدافها بشكل مباشر من قبل الطيران الحربي خلال إجلاء الأهالي، كما تستهدف الطائرات الروسية الطرق الرئيسية والفرعية".