فدوى سليمان: هل يعبر اسمها شارع باريسي؟

20 مارس 2019
غادرت بلادها إلى فرنسا بعد ملاحقة النظام لها (Getty)
+ الخط -
في يوم المرأة العالمي الذي صادف الثامن من مارس/ آذار الجاري، عبّرت مجموعة من النسوة، في وسط باريس، عن اعتراضهن على تسمية 85% من شوارع المدينة بأسماء رجال، فاعتصمنَ في ساحة الجمهورية مطالبات بإعطاء أسماء نساء لشوارع باريس، ومن بين القائمة المقترحة لأسماء نساء يستحقُّنّ التكريم كانت الفنانة السورية الراحلة فدوى سليمان تداولت مواقع سورية خبراً عن استجابة بلدية باريس الكبرى لمطالب تلك الحركة، وإطلاق اسم فدوى سليمان على أحد الشوارع العريقة وسط باريس، لكن مصادر للعربي الجديد من باريس نفت الخبر، مؤكدة أنه لا يزال في طور الاقتراح من هذه الحركة النسائية، على أمل أن يلقى استجابة تستحقها فدوى وغيرها من نساء سورية اللواتي وقفن منذ اللحظة الأولى مع مطالب الناس، وذلك تكريماً لمواقفها النضالية ومطالبتها بالحرية في سورية، في فترة يحيي فيها السوريون المنتشرون في دول العالم الذكرى الثامنة لانطلاق الثورة السورية التي كانت الراحلة فدوى إحدى أيقوناتها، ولا سيما أنها انخرطت في المظاهرات وقادتها في مدينتها حمص مع بدايات الثورة، ووقفت ضد النظام السوري رغم القمع والتنكيل الذي كان يمارسه، من دون أن تبدي أي خوف من تلك الممارسات، مرددة في تلك المظاهرات الأغاني الثورية برفقة حارس المنتخب السوري عبد الباسط الساروت، مؤكدة أنها لا تنتمي إلى أي طائفة.
قالت وقتها إن "الشعب السوري ليس طائفياً، بل إن النظام هو الدكتاتوري والطائفي"، ثم اضطرت إلى مغادرة سورية باتجاه فرنسا بعد ملاحقة النظام لها، عام 2012، ونسقت هناك مع "دار الفنانين" التي أسستها فرنسا لشريحة من السوريين، في محاولة لتوجيههم وبناء مشاريعهم الفنية والإبداعية، كما شاركت في أعمال مسرحية، منها مسرحية "العبور"، وجابت بها المدن الفرنسية، بالإضافة إلى بطولتها لمسلسل "أمل" الذي يتناول عبر 13 حلقة قصة المعلمة "أمل" التي فقدت زوجها وابنها الوحيد على يد النظام السوري إثر مشاركتهما في الثورة عام 2011، ليتم بعد ذلك اعتقالها على يد النظام. يسلط العمل الضوء على معاناة النساء السوريات في معتقلات النظام. 


سوريون في باريس في تحية إلى روح فدوى سليمان بعد رحيلها (Getty)

لم تُثنها معاناتها مع مرض السرطان الذي أثقل جسدها طوال سنوات الثورة عن قيادة المظاهرات، والمطالبة بالحرية لسورية والسوريين، حتى أغسطس/ آب عام 2017، عندما خانها جسدها واستسلم للمرض لترحل في فرنسا، وينعاها فنانون سوريون شاركوها في ثورتها، ليشكل رحيلها خسارة كبيرة لثورة آمنت بها حتى أنفاسها الأخيرة.

لعل فدوى لم تفكر يوماً في أن اسمها سيطلق على شارع في باريس، أكثر من أن يكون على أحد شوارع مدينتها حمص، أو العاصمة دمشق، لو أنها حققت حلمها في سورية حرة خالية من النظام الذي يرأسه بشار الأسد، خصوصاً أن هذا النظام مارس حقده على الفنانين الذين عارضوه ووقفوا مع مطالب الشعب، وذلك عن طريق نقيب الفنانين زهير رمضان، الذي يمارس دور ضابط المخابرات بالوكالة ضد أولئك الفنانين، ولا ينفك يطلق بين الحين والآخر تصريحات لتخوينهم واتهامهم بسفك الدم السوري والعمالة، وما كان منه إلا أن فصل فدوى من عضوية نقابة الفنانين، بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين المعارضين، مثل الراحلة مي سكاف، وجمال سليمان، ومكسيم خليل، متناسياً أن دور النقيب هو حماية حقوق أعضاء نقابته والمطالبة بها، وهو أبعد ما يكون عن ذلك، إذ وقف مكتوف الأيدي يشكو حال نقابته التي لم تستطع تحصيل أموالها من شركة المنتج وعضو مجلس الشعب، محمد قبنض، الشهير بـ"الحجي"، رغم أنها "حقوق مؤسسة دولة"، على حد تعبيره، وذلك بعدما التجأ إليه الممثل محمد الأحمد والمخرج فهد ميري اللذان لم يحصلا على أجريهما من تلك الشركة بعد مسلسل "فرصة أخيرة"، ما جعل الأحمد يلجأ إلى الصحافة للمطالة بحقوقه، بحسب ما نشره موقع "الأخبار" اللبناني، مؤكداً أن الهم الوحيد لنقابة الفنانين في سورية هو إصدار قرارات الفصل التعسفي.
كان وجود نقيب الفنانين زهير رمضان و"الحجي" وغيرهما في مجالات عدة، كوجه للنظام الفاسد، سبباً رئيسياً دفع سوريين كثر للخروج من سورية باتجاه أوروبا بحثاً عن حياة أفضل لهم ولأطفالهم، مخاطرين بكل شيء في سبيل تلك الحياة.
وكثر مَن فقدوها وهم في الطريق إليها، وكانت صورة الطفل إيلان الكردي المستلقي على أحد الشواطئ التركية بعدما غرق في البحر، قد هزت العالم، حتى أن منظمة "سي أي" الألمانية أطلقت اسم "إيلان" على سفينة إنقاذ لاجئين، في البحر المتوسط، كرمز لمأساة اللاجئين السوريين.
المساهمون