فخري رطروط في "1/2 كيلو من السعادة": لأني في المكان الخطأ

15 يوليو 2020
فخري رطروط
+ الخط -

يقف الشاعر الفلسطيني الأردني، المقيم في نيكاراغوا، فخري رطروط (1972) أمام ذاته في حوار طويل مبتدؤه الأسئلة، ومنتهاه أيضاً، مشغولاً بالهامش والعابر وغير المألوف ليتأبّد في قصائده التي ضمّتها مجموعته الجديدة "1/2 كيلو من السعادة"، الصادرة حديثاً في عمّان عن "خطوط وظلال للنشر والتوزيع".

ينظر صاحب "جنّة المرتزقة" إلى العالم غير متيقن من توازنه المزعوم، وترتيبه الظاهر، واكتماله المدّعى، فيبدأ كما طفل يتلاعب بالصور والمشاهد والزمن واللغة من حوله معيداً تركيبها، متسائلاً ببراءة ممتزجة بالشك: "هل سيكون العالم سعيداً بلا ساعات/ هذه الساعات بماذا تريد أن تُذكّرنا/ ألا تتعب...".

كُتبت نصوص مجموعته السابعة هذه بين عامي 2005 و2016، وتغلب عليها الكتابة الشذرية بتداعيات لا يمكن ملاحقتها، دهشةً وفضولاً، موزّعاً إياها على نصوص حملت العناوين: "أسئلة سبتمبر: إلى بابلو نيرودا"؛ "يربي في زريبته قطيع شعراء"؛ "ألعابٌ سوريالية"؛ "بقايا خمر".

يكتب رطروط في مقطع من قصيدة "يربي في زريبته قطيع شعراء":
كيف يبدو العالم بدون شعر؟
كمبولة في بار شعبي مزدحم.
هل لديك علاج لآلامي؟
أجل، ابتعد عن الشعر...
سألوا شاعراً لاتينياً ماذا تعمل؟
أجاب: كما تعمل العصافير.
ويعود إلى الشعر في قصيدة "بقايا خمر"، فيدوّن:
"إن لم يكـن هناك تناسخ أرواح، 
فثمة تناسخ لعنات، الشِّعر على سبيل المثال.
الشعر، وأعني به قدح الطين بالدم، 
ما سيتطاير هو أنت.
الشِّعر، لأني في المكان الخطأ".

رطروط الذي يكتب من غربة مديدة في عوالم أميركا اللاتينية، حيث يعيش منذ قرابة عقدين، يغرف من مخيلة تكاد تكون لاتينية بصورها ومفرداتها، بغرائبيتها وهمومها. وكشاعر قادم من قضية كبرى كالقضية الفلسطينية فإن شعره شعر هامش. 

في حديث سابق إلى "العربي الجديد"، يقول الشاعر "سأدّعي بأني قارئ نفسي. لا أعرف إن كنتُ مقروءاً أم لا، لا يوجد مقياس يحدّد ذلك، لكن تصلني رسائل كثيرة من أناس لا أعرفهم يشيدون بما أكتب، وهذا يكفيني، القارئ العادي هو من أخاطبه، أعتقد بأنني أحترم القارئ، وأتمنى أن أحظى باحترامه، دون أن ننسى بأن الشعر تم حشره في الزاوية، والرواية تركب على كتفيه وتسرق أتباعه، الناس ينفضّون عن الشعر، ويروقهم أن يتركوه للنخبة، النخبة التي صنعها الشعراء بأنفسهم".

يُذكر أن فخري رطروط أصدر سابقاً ست مجموعات شعرية هي: "جنّة المرتزقة"؛ و"صنع في الجحيم"؛ و"400 فيل أزرق"؛ و"البطريق في صيفٍ حار"؛ و"تحت جناحي الممزق تستريح الريح"؛ و"مستندٌ بلا عنوان". صدرت له مجموعتا مختارات مترجمة إلى اللغة الإسبانية، كما ترجم مجموعة "ملابس أميركية" للشاعر الهندوراسي دينس أبيلا إلى العربية وقد صدرت العام الماضي. 

المساهمون