بينما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنّ الحرائق في إسرائيل، أمس الخميس، "بفعل فاعل وهي إرهاب بكل معنى الكلمة"، توالت ردود الفعل، لا سيما من الحاخامات، بين من أصدر فتوى بـ"إطلاق النار" على العرب، وبين من اعتبر موجة الحرائق "عقاباً من السماء" لحكومة نتنياهو.
وأفتى حاخام مدينة صفد، الحاخام شموئيل إليها، بوجوب انتهاك حرمة السبت، وإطلاق النار على مضرمي النيران في حال اقتضت الضرورة ذلك.
ولم يخف الحاخام المعروف بمواقفه العنصرية والفاشية، مثل منع تأجير البيوت للعرب، بأنّه استقى موقفه هذا من تصريحات نتنياهو. فقد كتب في تعليل فتواه، قائلاً "لقد عرّف رئيس الحكومة عمليات إشعال الحرائق بأنها إرهاب. ووصف أحد قادة جهاز الشاباك (الأمن العام) الحرائق بأنّها سلاح للإبادة الجماعية. وفقط بفعل المعجزة لم يحرق أناس وهم على قيد الحياة، لكن لا يمكن الاعتماد على المعجزات".
وأضاف "بالتالي فإنّه يجوز قطعاً، بل ويجب انتهاك حرمة السبت من أجل وقف النيران، ووقف مشعليها، وإذا اقتضت الحاجة يجوز أيضاً إطلاق النار عليهم، فلوا كانوا في بيت مئير أو كرميئيل أو حيفا أطلقوا النار عليهم، لكنّا وفرنا على أنفسنا هذه الكارثة"، على حد زعمه.
وتأتي فتوى الخاحام، والذي أعرب سابقاً عن تأييده لجريمة إحراق عائلة الدوابشة، في الوقت الذي تدّعي فيه إسرائيل، ممثلة بنتنياهو، والمفتش العام للشرطة روني الشيخ، حتى قبل إخمادها، بأنّ الحرائق المشتعلة في إسرائيل، منذ أربعة أيام، قد نشب قسم منها "بفعل فاعل"، وأنّه جزء من "إرهاب فلسطيني جديد".
من جهة أخرى، أطلق الحاخام الإسرائيلي، إليكيم لفانون، وهو من أبرز غلاة المتطرفين في حركة الاستيطان، فتوى من التوراة فسّر فيها موجة الحرائق بأنّها "عقاب من السماء" لحكومة نتنياهو.
وكتب الحاخام الرئيسي لمجلس مستوطنات السامرة، في محيط رام الله، خلال بيان رسمي، أنّ "كل من يملك عينين وعقلاً في رأسه، يرى ظمأ الأرض للمياه. نحن في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ولا نرى أثراً للأمطار. رياح شديدة تهب وكل شيء جاف وقابل للاشتعال".
وأضاف الحاخام المعروف بمواقفه المتطرفة، أنّ "الأحوال الجوية الجافّة، والحرائق المتفشية في كل مكان، هي من صنع الرب، وهي عقاب من السماء بسبب نية الحكومة إخلاء بلدات يهودية في أرض إسرائيل. اليد الإلهية فعلت ذلك لأنّ حكومة إسرائيل تعطّل سنّ قانون تبييض المستوطنات".
وبحسب الحاخام، الذي لا يخفي دعواته لطرد العرب من فلسطين باعتبارها "عطية من الله لليهود"، فإنّه "طالما بقي عار خطر هدم الاستيطان في أرض إسرائيل، في عمونا وعوفرا ومواقع أخرى كثيرة، ستنحبس الأمطار. وفي اليوم الذي يتخذ فيه القرار الصريح الذي لا يمكن تجاوزه بفذلكات قانونية، في ذلك اليوم سيبدأ هطول أمطار البركة"، على حدّ قوله.
وتواصلت، الليلة الماضية، محاولات التغلّب على الحرائق المشتعلة بشكل أساسي في أحراج الكرمل، وفي جبال القدس، مع امتداد النيران إلى منطقة الشاغور في الجليل، ومحاصرة قريتي نحف وساجور الفلسطينيتين، كما امتدت النيران إلى بلدات عربية مختلفة في الجليل والمثلث، ووادي عارة.
وأوعز نتنياهو، وفق ما أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الجمعة، باستئجار خدمات طائرة "سوبر تانك" الأميركية، والقادرة على تحميل أكثر من 15 طناً من المياه ومواد إخماد الحرائق، وينتظر أن تصل إلى إسرائيل في وقت لاحق اليوم.
وشاركت، أمس الخميس، طائرات يونانية وقبرصية وتركية وروسية، وسيارات مطافئ تابعة للسلطة الفلسطينية في عمليات إخماد الحرائق، بالرغم من محاولات نتنياهو توجيه أصابع الاتهام للفلسطينيين بالوقوف وراءها.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس الخميس، عن اعتقال ثمانية أشخاص، أحدهم فلسطيني من منطقة القدس، للاشتباه في ضلوعهم في إشعال الحرائق.