فتاة من غزة تقود أول شركة للرسوم المتحركة

03 يونيو 2015
أسست هديل أول مشروع للرسوم المتحركة في 2013(العربي الجديد)
+ الخط -
منذ طفولتها أثنى مدرّسوها على تفوّقها خلال مراحل دراستها الأساسية. دخلت بعدها الكلية الجامعية في قطاع غزة عام 2008 لدراسة تكنولوجيا المعلومات، متخصصة في "الوسائط المتعددة" (الملتيميديا)، بالرغم من عدم تقبلها لجهاز الحاسوب، إلى أن تخرجت وأصبحت أول فلسطينية ريادية ترأس شركة رسوم متحركة.

إبداع في الرسم
هديل الصفدي، 25 عاماً، فتاة فلسطينية تعيش في غزة. ولدت في الكويت من عائلة مكونة من ثمانية أفراد، هي الكبرى بينهم. حلمت بتأسيس شركة مختصة في إنتاج الدعايات والإعلانات باستخدام الرسوم المتحركة، باعتباره نمطاً جديداً في غزة، ليس مستخدماً في السوق المحلية. اختارتها الكلية الجامعية أثناء فترة دراستها من ضمن أفضل خمسة عشر طالباً وطالبة مبدعين في مجال الرسوم المتحركة، للدخول في مشروع تطوير الرسوم المتحركة والألعاب الإلكترونية.

مشروع تخرج الصفدي كان عبارة عن مزج بين "الملتيميديا" و"الرسوم المتحركة"، ففكرة مشروعها الأساسي قائمة على تنفيذ الرسوم المتحركة من خلال برامج "الملتيميديا" لتحصل من خلاله على تقدير امتياز، وليعرض المشروع أيضاً في مؤتمر لشركة الاتصالات الفلسطينية في قطاع غزة.

تقول الصفدي لـ"العربي الجديد": أثناء دراستي، تدربت وعملت في إحدى شركات "الملتيميديا" لمدة عشرة أشهر، إلى أن مرت الشركة بأزمة مالية، حينها بدأت وفريق شبابي بتأسيس شركة رسوم متحركة بتمويل ذاتي، وقمنا بالتسجيل في مشروع "مبادرون" الذي تحتضنه الجامعة الإسلامية وقدمنا فكرتنا من بين 365 فكرة.

تضيف الصفدي "تم اختيار فكرتنا من ضمن ثلاثين فكرة، حيث يوفر المشروع بيئة احتضان شاملة، مالياً وإدارياً وتقنياً، ومن هنا انطلقنا في إنشاء شركة new toon، وهي شركة مختصة بإنتاج فواصل دعائية للشركات والمؤسسات باستخدام الرسوم المتحركة، حيث استمر عملنا طيلة فترة الاحتضان ومن ثم انتهاء المشروع عام 2012".

وتكمل الصفدي "خلال عام 2012 دخلت في مشروع آخر يسمى "سبارك"، واستمر عملي فيه حتى نهاية العام، فقررت التوقف عن الاعتماد على مشاريع الاحتضان، وبدأت بالاعتماد على نفسي والاستمرار في تأسيس شركتي الخاصة، دون أي احتضان، واستأجرت مكاناً للشركة، وبالرغم من عدم وجود رأس مال في حوزتي، إلا أنني استطعت الحصول على مشاريع لتنفيذها، حيث كان مردود المشاريع يغطي التكاليف دون أرباح عالية، لكنها كانت دافعاً كبيراً للاستمرار".

اقتحام مجال التكنولوجيا
استمر عمل الصفدي بالاتساع شيئاً فشيئاً، فدخلت عالم الإنترنت وبدأت بالبحث والتعرف على شركات منافسة غير محلية، مختصة في مجال الرسوم المتحركة، ما أتاح لها توسعة شبكة علاقاتها الدولية والاختلاط بأشخاص ذوي خبرة عالية في هذا المجال.

تردف الصفدي: "في عام 2013، سافرت إلى الأردن لأكون أول ريادية تدخل الأسواق الأردنية، وكان الهدف التعرف إلى الشركات عن قرب وطواقم العمل المتطورة المختلفة عن طواقم غزة. وأثناء وجودي في العاصمة الأردنية تعرفت إلى أهم الشركات المختصة في مجال الرسوم المتحركة لأصنع شراكة معها في إنتاج الدعايات".

وتكشف الصفدي أن تركيزها منصب على تنمية القدرات واكتساب المهارات ونقل الخبرة الموجودة في فريق عمان إلى فريق غزة للاستفادة منها، ولتأسيس فريق قادر على مواكبة التطور التكنولوجي، خصوصاً مع وجود طاقات في غزة قادرة على المنافسة والعمل، إذا فتحت الأبواب أمام الخريجين والطلاب في هذا المجال للاستفادة من الخبرات العالمية.

أمّا عن المعوقات التي واجهتها، فتختصرها الصفدي بالقول: "فكرة ريادية الأعمال في مجال التكنولوجيا، خصوصاً للنساء، كانت غير مفهومة وغير معروفة للمجتمع في غزة، إلى أن بدأت تظهر شيئاً فشيئاً. كذلك النقص في خبرات فريق غزة، ما سبب معوقات كثيرة في العمل، إلى جانب كون شركات غزة غير مؤمنة كثيراً بفكرة الرسوم المتحركة، بسبب الأجرة المالية العالية، وذلك بخلاف الشركات خارج غزة التي تمتلك قدرة مالية عالية، فضلاً عن اقتناعها بفكرة الدعاية من طريق الرسوم المتحركة، والتي تستطيع كل الفئات العمرية مشاهدتها".
المساهمون