تشير دراسات الوراثات السكانية إلى أن السمات الثقافية والسلوكيات المكتسبة مثل المعتقدات والممارسات والأدوات يمكن أن تنتقل بين الأفراد وتخضع لقوى تطورية مثل الانتقاء والتخلي والانتخاب وغيرها.
إضافة إلى ذلك، تُسهل أطر عمل النمذجة الوراثية السكانية إجراء الدراسات المشتركة للصفات الجينية والثقافية، مما يسمح للباحثين بتتبع ترددات الأنماط الثقافية الظاهرة داخل نفس المجموعة السكانية وتقييم آثارها التطورية على بعضها البعض.
في هذا الإطار تدور محاضرة الباحثة وعالمة الآثار المصرية فايزة هيكل، التي تلقيها عند السادسة من مساء الخميس، 23 من الشهر الجاري، في "المعهد الهولندي الفلمنكي" بالقاهرة، تحت عنوان "قوة البيئة والذاكرة الثقافية: الثقافة المصرية القديمة واستمراريتها في مصر الحديثة".
تتناول المحاضرة تأثير البيئة على اللغة من خلال إعطاء أمثلة على الأسماء الجغرافية والأسماء الشخصية، وأمثلة على التعبيرات والاستعارات، وتركز على الروحانية وكيف تعبّر عن نفسها من خلال اللغة والممارسات، وبشكل خاص التقاليد الجنائزية والفولكلور والخرافات.
درست هيكل، الحاصلة على درجة الدكتوراه في علوم المصريات من جامعة أكسفورد، اللغة المصرية القديمة والدين والأخلاق والأدب والثقافة والمجتمع في مصر القديمة، وكتبت أبحاثاً حول انتقال الثقافة في مصر من الماضي إلى الحاضر.
وعملت الأستاذة الحالية في "الجامعة الأميركية" في القاهرة، على موضوع النوبة في الستينيات أثناء حملة "اليونسكو" الدولية لإنقاذ الآثار النوبية، كما قادت حملة لإنقاذ الآثار في شمال سيناء في التسعينيات.