فاطمة ونبيل... مواطنة عالمية وراغب في العودة

09 مارس 2019
عمل فني أمام بحيرة جنيف دعماً للمهاجرين (فرانس برس)
+ الخط -
تتنوّع دوافع الهجرة واللجوء، لكنّ الأساس فيها العيش في بلدان تحترم الإنسان في ممارسته حقوقه الأساسية التي أقرّتها المعاهدات الدولية. في هذا الإطار، يستعرض موقع "منظمة الهجرة الدولية" شهادات لمهاجرين تمكنوا من تحقيق هدفهم الأساسي في الوصول إلى بلدان من هذا النوع، نختار لكم منها قصتي فاطمة، الجزائرية، التي باتت مواطنة عالمية، ونبيل، اللبناني، الذي قرّر العودة إلى بلده.

تقول فاطمة: "نشأت وتعلمت في أكثر من ثمانية بلدان. ولتبسيط المسألة عليكم، يقول جواز سفري إنّني من بلد معين، لكنّني كنت محظوظة بما يكفي لترك بلد الولادة منذ كنت في الثانية من عمري، وذلك باختيار والديّ. ومنذ ذلك الحين، كان لديّ خيار العودة إلى بلدي، فاخترت بدلاً من ذلك الاستمرار في الحركة. في الرابعة والعشرين من العمر، الآن، تنقلت بين 13 بلداً وأريد لهذا العدد أن يزداد. أعيش حالياً في سويسرا، واخترت جنيف لأنّي أردت دائماً العمل في مكتب الأمم المتحدة في جنيف. أنا حقاً في حاجة للذهاب إلى مكان يشبهني. هذا يعني المكان الذي يحترم التنوع. أعتقد أنّ من الأسهل إجراء أطروحة حول فيزياء الكم بدلاً من الإجابة عن سؤال حول مكان بيتي، وآمل أن أكافح دائماً للإجابة عن هذا السؤال، إذ لا أريد التوقف في مكان واحد. خياري مختلف تماماً عن الاضطرار إلى الفرار بسبب النزاع أو الحرب. أعتقد أنّ الأكثر إثارة للاهتمام في الانتقال هو كيف تتعلم عن الأشخاص الذين تقابلهم والبلدان التي تزورها".




من جهته، يقول نبيل: "كانت رحلتي إلى اليونان صعبة جداً، ومن محطتي الأولى في جزيرة خيوس، جئت إلى أثينا. فيها مكثت في فندق لمدة عام واحد، قبل الانتقال إلى مركز الإقامة المفتوح للأشخاص المسجلين للعودة الطوعية. لديّ غرفتي الخاصة والطعام هنا لذيذ. قررت مغادرة بلدي لأسباب شخصية وسياسية، إذ لم أكن أشعر بالأمان هناك. الآن، الأمور مختلفة، فقد استقر الوضع فيه، ويمكنني أن أقول لكم من أعماق قلبي إنّي أحب بلدي. قبل أن أغادره، عملت مساعد مدير في مطعم لمدة 10 سنوات. أحب الطبخ وكل ما يتعلق بالطعام، على الرغم من أنّني لم أكن الطباخ الرئيسي. والآن أحلم بمشروع مطعم صغير، وأعتقد حقاً أنّ بإمكاني أن أبدع في هذا المجال، ولذلك سأعود إلى بلدي لافتتاحه".
المساهمون