فاطمة مجذوب: العمل حقّ لي ولكلّ إنسان

11 فبراير 2017
"ليس أمامنا سوى متابعة تعليمنا" (العربي الجديد)
+ الخط -

في كلّ عام، يتخرّج فلسطينيون كثر من مختلف التخصصات الجامعية في لبنان. لكنّ فرحتهم لا تكتمل، إذ تصطدم بعدم توفّر فرص عمل لهم، أو بعدم السماح لهم بالعمل في مجالات كثيرة، في بلد لم يعرفوا سواه. أجدادهم خرجوا من الوطن، من فلسطين، بعدما هجّرهم منه الاحتلال الصهيوني، ولجأوا إلى لبنان.

يشقى هؤلاء الشباب الفلسطينيون الجامعيون، بأغلبيتهم، حتى يتمكّنوا من متابعة تعليمهم. قد يستدينون ويعملون ليل نهار لتأمين تكاليف ذلك التعليم، أمّا نصب أعينهم فشهادتهم التي من شأنها أن تنسيهم مرارة الأيام الصعبة التي عاشوها. لكنّ المرارة الأكبر تكون عند عجزهم عن إيجاد فرص عمل لهم، فينزوون في مخيمات اللجوء الموزّعة في كل المناطق اللبنانية، آملين أن يأتيهم الفرج، "هذا إن أتى" بحسب ما يقولون.

فاطمة مجذوب، لاجئة فلسطينية في لبنان، تخصصت في مجال الإعلام والصحافة، تقول: "يندهش بعضهم من الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان، في ظل ظروف صعبة تحرمهم من حقوقهم المدنية، لا سيما حقّهم في العمل والتملك". تضيف: "نحن محرومون من العمل الدائم على إثبات أنفسنا من خلال مهن ممنوع علينا ممارستها، كالهندسة والطب وغيرهما الكثير".

فاطمة في العشرينيات من عمرها، تعود جذورها إلى قرية عمقا في شمال فلسطين، لكنّها ولدت وتعيش مع عائلتها في مدينة صيدا في جنوب لبنان. تقول الشابة التي درست الإعلام في جامعة الجنان في صيدا: "تخرّجت وأعمل في مهنتي، لكنّني لا أتقاضى أجراً محدداً، فيما فرص العمل قليلة". تضيف: "على الرغم من أنني ولدت في لبنان وتعلمت وكبرت فيه، إلا أنّ سوق العمل مغلق للأسف في وجه الفلسطينيين. والحجّة أنّ الفلسطينيين مقيمون في لبنان بصورة مؤقتة، وهم زائرون إلى حين العودة إلى ديارهم التي أخرجوا منها في عام النكبة". لكنّ الشابة تشدّد على أنّ "الفلسطينيين ليس أمامهم سوى متابعة تعليمهم، مهما كانت ظروفهم المعيشية صعبة ومهما كانت الحالة الاقتصادية متدهورة. فسلاحهم الوحيد في وجه عدوّهم الصهيوني هو العلم، وكذلك هو الوحيد الذي يحصّنهم في وجه كل التحديات التي يصادفها".

والشهادة الجامعية التي يسعى إليها الكثيرون، تبقى بالنسبة إلى كثيرين وعلى الرغم من رمزيتها، "مجرّد ورقة تعلق على الحائط، وليست لها أي قيمة من دون العمل". لكنّ كثراً من الجيل الفلسطيني الصاعد، وفاطمة من ضمنه، يؤكدون أنّ هذه "الورقة" هي مرساة الأمان للفلسطيني مهما كانت الظروف.

المساهمون